890
0
اليوم العالمي للتلفزيون : وسائل إعلامية: تتنازل عن قيمها الأخلاقية نصرة للظالمين ...
بقلم مسعود قادري
اعترافا بالدور الذي يؤديه التلفزيون كجهاز تواصل حديث قرب المسافة بين شعوب العالم وساهم بفعالية في تطوير المجتمعات وتبليغها بكل مستجدات الحياة في البلد وفي كل المعمورة، ومن أجل هذا الدور وتقديرا لجهود الإعلاميين النزهاء بالخصوص، قررت الأمم المتحدة في جمعيتها العامة لسنة 1996 تحديد يوم 21 نوفمبر كيوم عالمي للتلفزيون تقديرا للدور الرئيس والهام الذي يلعبه في يومية المجتمعات الحديثة.
فهو الوسيلة التي يمكن للعائلة اأن تجتمع حولها لتستفيد من محتوى ذو جودة واهمية ثقافية ، اجتماعية ، علمية وسياسية، وقد حافظ هذا الجهازالذي تخطى الدور السمعي للإذاعات مستفيدا من التطور التكنولوجي في تحسين نوعية الخدمة المقدمة وطرق التفاعل مع المشاهدين واستعمال كل وسائل الاتصال الفضائي للوصول إلى مصادر الخبر ونقل المعلومة والنبإ للمشاهد ..
قلت حافظت القنوات التلفزيونية العمومية والخاصة على مشاهديها رغم مزاحمة وسائل الاتصال الأخرى الفردية او الجماعية ، غير ان مصداقية هذا الأجهزة ومحتواها بقيت رهينة مواقف اللوبيات وأرباب المال من القضايا وصانعي الأحداث خاصة في القنوات الغربية الخاصة ..
توغل المال في ملكية الإعلام السمعي البصري بالخصوص عرض مصداقية الكثير من القنوات لعلامات استفهام كبيرة وخاصة القنوات الإعلامية الخاضعة للوبيات معينة كاللوبي الصهيوني المسيطر على الإعلام الغربي كبيره وصغيره .
فالكثير من القنوات التلفزيونية الكبيرة في الغرب وخاصة في أمريكا وأوروبا وهي الجهات التي تروج لحرية الإعلام والديمقراطية، تعالج أهم اقضايا في العالم باعتماد معيارين ، المعيار الأول هو تزييف الحقائق عندما يتعلق الأمر بالشعوب التي لاتسير في فلك مموليها والمؤثرين في توجهاتها، أما المعيار الثاني فهو الترويج لإشاعات مغرضة واخبار ملفقة تبثها الدوائر التي تتحكم فيها واكبر مثل في وقتنا ، هو ماجرى ويجري في غزة من 13 شهرا من قتل وتخريب وتدمير لكل أنواع الحياة في هذه المساحة الجغرافية الضيفة بفعل أطنان القنابل التي القتها الطائرات الصهيونية مدعمة من الغرب كله على المدينة وسكانها ، لكن قنوات الإعلام الغربي تتستر عن كل هذه الجرائم وتبث صورا مفبركة وتصريحات كاذبة لقادة الكيان الفاسد الذي لايحق للإعلام العالمي ولا الهيئات الدولية تكذيبه او مطابلته بتطبيق القانون الدولي التي يفرض على كل المتحاربين ، تجنب الأبرياء والمدنيين وعدم تعريض مصادر الحياة للتدمير وهو مافعله وتفعله الشرذمة الصهيونية في كل اعتداءاتها على اهل الأرض الشرعيين المتهمين ظلما وعدوانا بالإرهاب، بينما يتلقى الإرهابي الحقيقي المواساة والدعم بفضل التضليل الذي مارسه الإعلام الغربي الذي حجب الحقائق عن الناس وابرز التصريحات الكاذبة والأباطيل التي كشفها الواقع والميدان بعد عدة اسابيع من الويل والدمار ضد شعب يريد استرجاع سيادته ووطنه ...
في الأخير وحتى يكون لهذه الأيام قيمة ومعنى لدى كل العاملين في الإعلام البصري ومشاهديه ،يحب تحرير الإعلام من كل الضغوط وفي مقدمتها الضغوط المالية والسياسية للدول واللوبيات والممولين بصورة عامة ، وان تكون أخلاقيات المهنة أساس كل عمل إعلامي في العالم وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون ...
بالمناسبة، نقول لكل الإعلاميين المحرفين والمزيفين من القنوات العالمية والعربية بالخصوص، لقد أسأتم لمهنة شريفة بافتراءاتكم على المساكين الذين يذبحون يوميا بكل الطرق ويحرمون من وسائل الحياة البسيطة ويتعرضون للتجويع والعري والبطش والتقتيل الذي لايرحم الصغير ولا الكبير ...
لقد حجبت الحقائق عن شعوبكم والعالم ويسرتم طريق الإجرام للصهاينة الذين احتقروا العالم كله بهيئاته ومنظماته واختفوا وراء قوى غربية مضلله لا تبحث إلا عن مصالحها المادية وما يعود على أغنيائها بالفائدة ..
أرواح كل الأبراء الذين سقطوا في هذه المجازر تتحملون مسؤولية السكوت عنها وسترها لتظهروا المجرم الحقيقي والمعتدي في صورة المظلوم المهدد ..
أنتم الذين تنتمون لهذه المهنة الأخلاقية النبيلة وسكتم عن كل مايجري في هذه المدينة الصغيرة لن تنفعكم الأموال التي تتلقونها من أجل المهام الدنيئة التي كلفتم بها و ستكونون مع كل مسؤولي الهيئات الأممية التي ساندت أو غضت الطرف عن الظلم والدمار في حساب عسير مع نفوسكم وضمائركم عندما تستعيدون الوعي ويبقى الحساب الكبير يوم لقاء الله ....