1231
0
اليوم العالمي للطفل : بين حق الفلسطيني في الحياة وحقوق الآخرين في الترف ... ..؟
بقلم مسعود قادري
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورةعام 1954 تخصيص يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني ) كيوم عالمي للطفل .
الهدف من هذا الاحتفال هو تحسيس المجتمعات بضرورة الاهتمام باجيال المستقبل وتربيتها على حب الغير والابتعاد عن كل اشكال العنصرية والتميز مهما كان نوعهما مع تعزيز الترابط بين الدول وحثها على الاهتمام بصناع المستقبل .
ورغم ان القرار الأممي دعم سنة 1959 بالإعلان العالمي لحقوق الطفل ثم المصادقة على اتفاقية حقوق الطفل سنة1989، ليشرع في الاحتفال رسميا باليوم العالمي للطفل سنة 1990 بمناسبة الذكرى السنوية لاعتماد حقوق الطفل والاتفاقية المتعلقة بها ..
غير ان المؤسف له حقا، هو ان هذه الاتفاقيات واللوائح الأممية ظلت وستظل حبرا على ورق غير نافذة ،لاقيمة لها في الحياة مادامت تطبق على فئات من الأطفال دون غيرهم.
العيد السنوي للطفل سنتي 2023 و2024 وقبلها منذ 75 سنة في فلسطين لايحرم أطفال فلسطين وغزة بالخصوص من الاحتفال مع نظرائهم في العالم فقط ، بل يحرم العشرات منهم يوميا من الحياة من خلال عمليات الإبادة ـ غير مسبوقة في التاريخ البشري ـ ولا من يحرك ساكنا من المنظمات الإنسانية الحكومية وغير الحكومة المهتمة بالطفولة في المعمورة؟ . ..
فكيف يحق لمجتمع عالمي تتحكم فيه شلة صهيونية عنصرية مساندة من غرب مصلحي استعماري أن يقر مثل هذه المناسبات التي تجرد من كل معانيها وتصبح بدون قيمة ..
أطفال فلسطين بلدهم مستعمر في عصر " الحرية والديمقراطية " من قبل شرذمة من الصهاينة صنعتها دول الغرب الاستدمارية السابقة بعد قضت عقودا تبكي وتتباكي على مجازر وهمية ارتكبت في حق اليهود في الحرب العالية الثانية .. وحتى يتوقف النعيق المستمر وطنوها في منطقة لهم معها حقد تاريخي دفين ..
أطفال فلسطين والصحراء الغربية هم أحق من أن ينظر العالم إليهم بعين الرحمة والعطف لأنهم مقهورون في وطنهم ومسلوبو الإرادة ، بل الحياة لآلاف منهم !.. كيف يحتفل العالم هذه السنة أيضا وأطفالا كثر من إفريقيا وآسيا تأكلهم حيتان البحر ورمال الصحاري وهم هاربون من أوطنان امتص الغرب خيراتنا وتركها جرداء تديرها ذئاب محلية بتعليمات من حكام الاستدمار السابق . ..
أطفال الغرب لايحتاجون إلى هذا اليوم ولا يومنون به لأنهم يعيشون الحياة بكل كمالياتها وينعمون بالدفء رغم قلتهم ، بينما أطفال العالم الثالث يعيشون مغامرة الحياة، فمنهم من تأكله نيران الحروب ومنهم يقضي جوعا وعطشا ومنهم من يقتل بالمخدرات ومنهم يذهب ضحية الاعتداءات العنصرية، عقائدية كانت أو عرقية .
و عندما صدر هذا القرار كان الملايين من أطفال الجزائر يموتون تحت القصف الفرنسي خلال الثورة التحريرة (54ـ 62) ومثلهم من العرب والأفارقة والآسيويين والأمريكيين الجنوبيين ، كانت الدوائر الاستدمارية تعاملهم كالجراثيم فتقضي عليهم مع بقية الحشرات والكائنات الحية الأخرى بالقنابل السامة والحارقة و الحديث هنا يطول عن البلدان التي عانت و مازالت تعاني وعلى رأسها فلسطين التي تتعرض لحرب إبادة مبرمجة بموافقة الغرب كله.....
هل يمكن لصغار فلسطين ان يحتفلوا مع براعم العالم في مثل هذه الظروف ويعتبرون انفسهم جزءا من أطفال المعمورة ، التي وقف كبارها وأثرياؤها مع عدوهم رغم وظلمه و طغيانه ورفضه الاعتراف بحق الطفل الفلسطيني في العيش العادي والامل في حياة كريمة بين أترابه وامثاله من براعم العالم الذي يدعي اهله انهم يحبون الحرية ويسعون لتعميمها ـ افتراء ونفاقاـ ..؟.. سيحس أطفال العالم جميعا بمعنى الاحتفال بيومهم العالمي عندما يتساوون في الحقوق وفرص الحياة ويتخلى الكبار عن عنصريتهم وظلمهم ويطبق القانون على الجميع دون تمييز ومفاضلة بين الأغنياء والفقراء من الأطفال وأوليائهم...