502

0

اليوم العالمي للمرأة... شعار لاتستفيد منه كل نساء العالم ..؟

 

 

بقلم مسعود قادري 

اليوم االعالمي للمرأة الذي اختيرله  يوم الثامن "08"مارس من كل سنة لتحتفل به فئات النسوة المبجلات في الحياة والتمكن في مجتمعاتهن من متاع العيش ـ دون غيرهن ـ   من النساء اللواتي يعاني أغلبهن قساوة الحياة وغياب العدل في توزيع الخيرات وتقسيم الثروات التي منحها الله للبشر بين فئات المجتمع ولو بدرجات متفاوتة ...

فاللواتي ينعمن بمتاح الحياة بمختلف لذاتها، هن اللواتي ينلن الحظوة في التكريم والتبجيل والتقدير، بينما اللواتي لاتجدن لقمة العيش ولا تستفدن وأبنائهن من المساعدات والدعم الاجتماعي، لايمكن لهن التفكير لا في يوم الثامن مارس ولا التاسع أو العاشر.. لأنها تتشابه في القساوة وضنك العيش والنسيان في الكثير من الدول ، بما في ذلك التي تبالغ في الاهتمام بالاحتفال  والرعاية والعناية  بالحدث السنوي العالمي  للنساء لتظهر لغيرها أنها تبجل المرأة وتمكنها من مقارعة الرجل في مظاهر الحياة وتعطي لها حقوقها كاملة.

بينما الدول التي تتغني بالحرية لاتريد للمرأة أكثر من أن تكون دميه لعرض السلع والمنتوجات  ، بالتكشف والتبرج والتخلص من حشمتها وحيائها .. هذه  دول تنتج الشعارات لتصدرها فقط ، فهي لم تعط للنسوة حقهن في المساواة في ميدان العمل وظروف الحياة المختلفة لأنها تريد فقط تسويق الفكرة لعالم معين يريدون أن يخرجوا نسائه من فطرتهن ويبعدونهن عن أخلاقهن ومسؤولياهن الاجتماعية التي خلقن لها ويخرجن متبرجات تزين الشارع  كبضاعة تسوق تنتهك الحرمات وتقضى على الفضائل و...

 لم يختر هذا اليوم من قبل الأمم المتحدة في جمعيتها العامة لسنة  1977 ليكون يوم عطلة رسمية لها من أجل حقوق المرأة والسلام العالمي مع أن التاريخ البشري مليء بالمواقف التي تفوق موقف الأمريكيات اللواتي تظاهرن سنة 1908 في شوارع نيويورك للمطالبة بالمساواة والعدل مع الرجال في مجال العمل وأمور الحياة الأخرى، لكنها سياسة الغالب على المغلوب والقوي على الضعيف...

منذ التاريخ الذي صادقت فيه الجمعية العامة للأمم على اختيار هذا المخصص للنساء  والسلام في العالم ، تحسنت أوضاع الكثير من النساء في الدول التي تعيش في أمن وأمان بأوروبا وأمريكا وبعض الدول الآسيوية وحتى الدول الإفريقية  التي فتحت المجال لنسوتها ليشاركن في العملية البنائية دون إقصاء أو تمييز بينهن والرجال ، بل لقد قطعت المرأة في بعض الدول أشواطا اجتازت بها المرأة الغربية التي كانت إلى عهد قريب محرومة من أبسط الحقوق ـ كما أشرنا ـ ومنها فرنسا التي تتشدق بالعدل والحرية والمساوة لتجعل نسائها يتمتعن بكل الحقوق التي تتمتع بها المرأة في دول كانت تحت الأستدمار الفرنسي نفسه ..؟ ! ..

لكن حرية المرأة الحقيقية بدأها الإسلام الذي قدر الأنثى حق قدرها وحماها قبل كل شيء من الوأد ضامنا لها الحياة كما أعطاها مكانة معتبرة في المجتمع كأم ، بنت ، أخت أو زوجة  . وقد ضمن لها كرامتها وسلامتها وعفتها في كل الأحوال  بعيدا عن الجوانب المظهرية التي انزلقت فيها الحضارة الغربية المادية واعتبرت حرية المرأة  مطلقة لاحدود لها كما فهم الكثير ومنهم بعض النسوة المتسابقات على الكسب المادي والحياة المجردة من كل الأخلاق والقيم  حتى أنها أصبحت لاترى في صورها الجمالية التي خلقها الله بها إلا مقرونة بالعرض والإشهار لمنتوجات يكون ضررها أحيانا  على البشر أكثر من نفعها .. ..؟ ! .

مع ذلك هناك سيدات فضليات تمسكن بأنوثتهن وحياتهن الطبيعية كأمهات وزوجات دون أن يحول ذلك بينهن والريادة في المجالات العلمية والعملية كمشاركات فعالات في تطوير بلدانهن.

وبالمناسبة ونحن في شهر مارس شهر الشهداء  وتوقيف القتال بعد حرب تحريرية ضروس  سنة 1962 ، نترحم على أرواح بطلات لن تلد النساء مثلهن في الغرب كله،  شهيدات الجزائر الكثيرات لم تكن لهن دراية لا بما قامت به نساء أمريكا ولا ما يخطط له الغرب لتجريد المرأة من خصوصيتها الأثنوية  فحملن  قضية وطنهن وقدمن أرواحهن فداء للحرية الحققية من قبضة استدمار لم يكن يرحم لا النساء ولا الرجال ولا الحيوان  والنبات..؟ !  .. هن المثل والقدوة  لحرائر الجزائر في عهد الاستقلال وليس غيرهن  .. بالمناسبة أيضا نحيي  مجاهدات الثورة التحريرية وثورة البناء والتشيد من سيدات الجزائر الساهرات على تكوين الرجال والنساء بناة الغد المشرق في ظل قيم الدين الحنيف ومباديء ثورتنا المجيدة ..

من الناحية الثانية ، لقد تركت لها ثورتنا  رصيدا ثريا من القيم الانسانية التي تجعلنا دائما مع المظلومين في العالم مع نساء  كل الدول التي تعاني الحرب والإبادة الجماعية العرقية والعنصرية ، المجاعة ، التشريد ، النزاعات المسلجة التي تدفع النساء والأطفال ثمنها بأرواحهم  ..

ففي  اليوم الذي نحيي فيه  يوم النساء العالمي ، تقوم دول تدعي تمثيل حرية المرأة والإنسان  بمساندة أنظمة عنصرية استدمارية وتدعمها بالسلاح المدمر والمواقف المخربة  والسكوت المقيت عن ممارسات همجية ضد بنى االبشر في العديد من الدول وبالأخص في المنطقة العربية الإسلامية التي تكالبت عليها قوى الشر منذ مدة طامعة في خيراتها وناقمة على قيمها وتاريخها المجيد الذي نشر العدل والمساواة الحقيقيين في العالم، قبل أن تميل الكفة لصالح دول استدمارية عاثت في العالم فسادا وأنتجت للبشرية خبثا ونفاقا وحقدا بين الشعوب والأمم التي أوجدها الله فوق الأرض لتتعايش بسلم وأخلاق وتعاون من أجل الخيروازدهار الأمم والشعوب..؟! ..

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services