212
0
التبادلات التجارية الجزائرية الروسية... خطوة اقتصادية لزيادة الإنتاج والولوج للأسواق الخارجية
تم اليوم الأحد، بالجزائر العاصمة عقد ملتقى التبادل التجاري الجزائري الروسي، والذي تم من خلاله التأكيد على الفرص الهامة لتوسيع العلاقات الاقتصادية الثنائية بما يسهم في خلق شراكات مستدامة وتعزيز الابتكار في القطاعات المستهدفة مثل الجمارك، النقل والخدمات اللوجستية، وسوق المكملات الغذائية.
بثينة ناصري
وبالمناسبة أكد محمد بن تواتي مدير عام شركة مزغنة أن سياسة الدولة الجزائرية حاليا تعمل على تشجيع الإنتاج في الجزائر ثم الولوج إلى الأسواق الخارجية، خلصة وأن السياسة الخارجية الروسية أيضا تهدف إلى الى بناء علاقات مع الدول الافريقية وشمال افريقيا، بالخصوص الجزائر باعتبارها بوابة افريقيا وبلد استراتيجي مهم جدا في علاقات روسيا الخارجية .
ولفت إلى أن الجزائر تملك كل المؤهلات من أجل اقتحام الأسواق الخارجية وحتى تاريخيا في الجزائر كانت مشهورة بإنتاج القمح وانتاج الحبوب بصفة عامة، مبرزا إلى أن روسيا أيضا رائدة في مجال إنتاج الحبوب، والشركات الجزائرية تسعى لربط هذه العلاقات من أجل جلب المستثمرين الروسيين إلى الجزائر ونقل الخبرات في الخارج.
وأوضح تواتي أن الجزائر بحاجة إلى الآلات الزراعية لتطوير هذا المجال، وروسيا من ينتج وينشأ هذه الآلات الزراعية، مؤكدا أن بداية تجربته الشيقة كمستثمر والتي جمعته بروسيا كطالبٍ فيها وسارت الأمور لتأسيس شركة لابراز المنتجات الزراعية الجزائرية في روسيا من خلال تصدير التمر وبعض المواد الأخرى.
وحسب ذات المتحدث فقد بدأ في عملية تصدير المنتوجات فور تأسيس الشركة في الجزائر، وكان العمل على صعيد شخصي في زيادة التبادل التجاري الجزائري الروسي، وبعدها ارتأى فتح جهة في المؤسسة تهدف الى تأسيس العلاقات كخدمات استشارية للراغبين في تسويق منتجاتهم في الخارج، مشيرا للعراقيل والمشاكل التي تواجههم كمصدرين المتمثلة في المشكل اللوجستي والبعد الكبير بين الجزائر وروسيا.
وأشاد مدير شركة مزغنة بالفرصة الثمين التي يحضى بها مصدري المواد الغذائية، وهذا باعتبار أن هذه المنتجات تلقى رواجاً كبيراً في روسيا وكل المنتجات مطلوبة، مؤكداً أن الشحن الجوي في عملية التصدير يعد شيء صعب جدا ومكلف جدا، على غرار الشحن البحري الذي تكون مدته شهر والذي يؤدي في أغلب الأحيان إلى فساد المنتجات.
ودعا بذلك إلى ضرورة الالتفات لإيجاد حلول من أجل بناء علاقات مع مستثمرين جزائريين مهتمين بالسوق الروسي، وحل مشكلة اللوجستيك وتقليص مدة الشحن لتكثيف عملية التبادل التجاري بين البلدين.
ومن جهته صرح العربي اولحسن خبير اقتصادي ومستشار مؤسساتي أن العلاقات التجارية الجزائرية الروسية تشهد ديناميكية غير مسبوقة خاصة بعد زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى روسيا في 2023، مبرزا أن حجم المبادلات انتقل إلى أكثر من 65بالمئة، وفي السنتين الماضيتين بين 2022-2023 انتقل من 1.5 مليار دولار إلى 1.48 مليار دولار والذي يعد رقما لا بأس به في حجم التبادلات التجارية.
وأشار اولحسن إلى أن المبادلات التجارية شملت عدة قطاعات منها الاقتصادية كالزراعة الصناعة، التعدين، التكنولوجيا الحديثة، الطاقة والطاقات المتجددة، التدريب، التكوين، والتي تعد أهم القطاعات الحيوية في هذا المسعى، مضيفاً أن سنة 2024 خلال الـ04 أشهر الأولى شهدت حجم المبادلات إلى 524 مليون دولار.
ويرى الخبير الاقتصادي أن الآفاق الإقتصادية بين البلدين في 2030 قد تصل إلى 10 مليار دولار والذي يعتبر رقم لا بأس به بين البلدين، موضحاً أن التعاون التجاري الجزائري الروسي هو نموذجا اقتصادي جنوب-جنوب وخاصة في العالم باعتباره نموذج اقتصادي له تطابق في الرؤية بين البلدين.