360
0
التأثير النفسي لضرب الأطفال
بقلم النفسانية: قرابصي زهور رباب
يؤسفني أنني في 2024 مازلت احذر الاولياء عن مدى خطورة ضرب الاطفال و العقاب الجسدي حيث تتزايد الأدلة العلمية على الأضرار النفسية والعصبية الناتجة عن ضرب الأطفال، مما يثير قلقًا كبيرًا حول استخدام هذه الطريقة التقليدية في التأديب.
الدراسات الحديثة، بما في ذلك الأبحاث التي أجرتها جامعة هارفارد، أظهرت أن الضرب يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في نشاط الدماغ تتشابه مع تلك الناتجة عن أشكال العنف الشديد.
تأثيرات الضرب على نشاط الدماغ
في دراسة أجرتها جامعة هارفارد، قام الباحثون بمراقبة نشاط الدماغ لدى الأطفال الذين تعرضوا للضرب باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI). ووجدوا أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب أظهروا استجابة عصبية متزايدة في مناطق متعددة من قشرة الفص الجبهي عند عرض صور لمواقف مهددة، مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا للضرب. هذه النتائج تشير إلى أن الضرب يمكن أن يؤدي إلى استجابة مشابهة لتلك التي تنتج عن التعرض للعنف الشديد
العواقب النفسية والسلوكية
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب يظهرون مستويات أعلى من القلق والاكتئاب ومشاكل سلوكية أخرى. التغيرات في نشاط الدماغ تشمل المناطق المسؤولة عن معالجة التهديدات واتخاذ القرارات، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للمشاكل العاطفية والسلوكية. هذه النتائج تدعم الفكرة القائلة بأن الضرب يمكن أن يكون له آثار سلبية طويلة الأمد على الصحة النفسية للأطفال.
وبصفتي اخصائية نفسانية عالجت العديد من الحالات التي كان الضرب عامل اساسي في عدم الاتزان النفسي لمرضاي ادعو لتغيير أساليب التأديب :
بالنظر إلى الأدلة المتزايدة على الأضرار الناتجة عن الضرب، تدعو العديد من المنظمات الصحية والنفسية إلى استخدام أساليب تأديبية غير عنيفة.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وجمعية الأطباء النفسيين الأمريكية بتبني أساليب التأديب الإيجابية التي تشمل التواصل المفتوح، ووضع حدود واضحة، وتعزيز السلوك الإيجابي بدلاً من استخدام العقاب الجسدي.
من المهم أن ندرك أن الأطفال يحتاجون إلى بيئة داعمة وآمنة للنمو والتطور بشكل صحي. يمكن أن يؤدي الضرب إلى آثار سلبية طويلة الأمد على الصحة النفسية والعصبية للأطفال، مما يجعل من الضروري البحث عن بدائل أكثر إيجابية وفعالية في التأديب.