289
0
الطالب الجزائري من 1956 إلى 2024
بقلم المسعود قرار
إذا كان الطالب في 19 ماي1956 قد تخلى عن مقعد الجامعة و الثانوية لتحرير الوطن و إعلاء كلمة الله أكبر، إثر نداء جبهة التحرير الوطني و الصعود إلى الجبال. فتجسيد هذا اليوم الأغر يعتبر رسالة ترسخ في أذهان طالب 2024 و تفسر له مدى قدسية هذه الذكرى و تحمل على عاتقه مهمة غير عادية خاصة في هذا الظرف المتقلب في الساحة العالمية من أجل بناء الدولة و صون الوديعة التي ضحى من أجلها قوافل من الشهداء.
هذه الرسالة المقدسة لم تورث و تشرح بالقدر الكافي للأجيال الصاعدة بما يطمئن إلا من خلال الرؤية الحالية التي وفرت و هيأت جملة من الظروف لتوعية عنها و التعريف بمغزاها كما يجب. فإذا كان أولئك الذين بدئوا المشوار فعلى هؤلاء إتمامه كما تمناه أسلافهم. يقول مفدي زكريا في الشأن " نحن بلغنا الرسالة نحن سطرنا العدالة - نحن مزقنا الجهالة وصدعنا الظلمات - نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة"
يا طالب اليوم، ها هو المشعل جاءك على طبق من ذهب، هل أنت جدير به ؟ إذا كانت معركة الأمس في الميدان، فإنها اليوم بالعلم و المعرفة وحسن التسيير. إنها فرصة كما كانت للشعوب و شباب الغرب في عصر الآلة حيث تربعوا على العالم و تحكموا فيه حتى الآن، هذه فرصة لكل طلاب البلدان النامية الذين يريدون التقدم و أدركوا أن السبيل الوحيد هو العلم. يقول العلامة ابن باديس "يا نشئ أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب; خذ للحياة سلاحها وخض الخطوب ولا تهب".
فإذا كانت رسالة أسلافنا هي تحرير الوطن من الإستعمار، فرسالتكم اليوم هي تحرير الوطن من الجهل و هي أصعب من سالفتها .