شهد معرض التجارة البينية الافريقية المنظم في الجزائر، صباح اليوم الثالث، حركية واسعة وتوافدًا متزايدًا للزوار والمهنيين من مختلف الولايات، حيث تركز الاهتمام هذه المرة على قطاع صناعة السيارات وقطع الغيار المحلية. 

هارون الرشيد بن حليمىة

الأجنحة المخصصة للشركات الجزائرية في مجال الصناعة الميكانيكية جذبت اهتمامًا واسعًا من الزوار، إذ قدمت مؤسسات وطنية نماذج مختلفة تجمع بين الخبرة المحلية والشراكات الأجنبية.

شركات جزائرية تكشف قدراتها الصناعية

وقد كان من أبرزها شركة أنابيب التي عرضت منتجاتها في مجال مصابيح الإضاءة للسيارات والدراجات وقطع غيار الشاحنات، حيث أوضحت ممثلتها نسرين سباق  أن "الشراكة مع الجانب الصيني سمحت بنقل التكنولوجيا والخبرة مع الحفاظ على الطابع الجزائري في الإنتاج، وهدفنا هو تعويض الاستيراد بمنتجات بمواصفات عالمية وبأسعار مدروسة."

كما حضرت شركة VMS للدراجات من بجاية، والتي عرضت موديلات جديدة من الدراجات النارية، حيث أكد ممثلها عماد مرابط أن "الشركة تركز على الجودة والابتكار وتسعى لتوسيع الإنتاج بما يلبي السوق الوطنية ويمنح المستهلك بديلاً محليًا موثوقًا، مع الطموح للتصدير نحو دول الجوار قريبًا."

أما شركة تيرصام للشاحنات والآليات والجرارات من باتنة، فقد شددت على أهمية تطوير صناعة محلية ثقيلة تستجيب لحاجيات النقل والأشغال العمومية والفلاحة، حيث أكد مسيرها معلى سمير على العمل على تطوير سلسلة إنتاج محلية 100 بالمئة مع إدماج أحدث التكنولوجيات لضمان الجودة، معتبرا  أن الشاحنات والآلات المصنعة ليست مجرد منتجات بل استثمار في مستقبل الصناعة الجزائرية."

قطع الغيار: بديل عملي ومصدر للثقة

إلى جانب هذه الشركات، قدمت مؤسسات جزائرية أخرى مجموعة كبيرة من قطع الغيار الميكانيكية والإلكترونية. وقد أشاد الزوار بجودة هذه المنتجات، التي اعتبروها بديلًا عمليًا وموثوقًا عن المستورد، مما يعزز الثقة في السوق الوطنية ويفتح آفاقًا أوسع أمام الصناعات الجزائرية الناشئة.

فرص العمل وتشجيع الخبرة الوطنية

أبرزت فعاليات اليوم الثالث أن صناعة السيارات والدراجات والشاحنات وقطع الغيار ليست مجرد قطاعات اقتصادية، بل هي أيضًا مجالات حيوية لخلق مناصب شغل جديدة للشباب، واستثمار الكفاءات الجامعية في ميادين الهندسة الميكانيكية والكهربائية.

وقد أكد المشاركون أن تكوين اليد العاملة المؤهلة يمثل أولوية قصوى من أجل ضمان استمرارية هذه المشاريع الصناعية.

تفاعل الجمهور والزوار

سجّل المعرض حضور عائلات وشباب، إلى جانب رجال أعمال ومهنيين، ما يعكس اهتمامًا متناميًا لدى الجمهور الجزائري بمنتجات بلاده الصناعية.

بعض الزوار أعربوا عن إعجابهم بقدرة المصانع الجزائرية على إنتاج سيارات ودراجات وشاحنات بمعايير عالية، بينما ركز آخرون على ضرورة توفير هذه المركبات بأسعار تنافسية لضمان انتشارها في السوق المحلية.

رهانات استراتيجية نحو الاكتفاء الذاتي

يأتي تخصيص اليوم الثالث لمجال الصناعات الميكانيكية في سياق الجهود المبذولة لتقليص التبعية للمستورد، إذ تراهن الجزائر على أن يجعل هذا القطاع منها لاعبًا أساسيًا في الصناعة الإقليمية. ويرى خبراء أن تعزيز صناعة محلية متكاملة سيساهم بشكل مباشر في تحسين ميزان المدفوعات الوطني، ويوفر بدائل عملية أمام ارتفاع أسعار الاستيراد عالميًا.

آفاق مستقبلية واعدة

تُظهر المؤشرات أن السنوات المقبلة قد تشهد انطلاقة فعلية لصناعة السيارات والشاحنات والدراجات وقطع الغيار في الجزائر، خاصة مع فتح المجال للشراكات الدولية، وتسهيل الاستثمار المحلي، وتشجيع البحث العلمي الجامعي على تقديم حلول مبتكرة.

ووفق توقعات بعض المتابعين، فإن المعرض التجاري البيني الافريقي قد يصبح منصة سنوية لإبراز إنجازات هذا القطاع ومتابعة تطوراته خطوة بخطوة.