23
0
السوداني: رحيل الشاعر محمد لافي خسارةٌ ثقيلة الشريك الفلسطينية والعربية

نعى الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، اليوم الجمعة، الشاعر والمناضل الكبير محمد لافي، الذي ترجّل عن صهوة الدنيا بعد عمر مديد قضاه نضالًا وإبداعًا من أجل فلسطين وشعبها، وحقّ الإنسان في الحياة دون احتلالٍ ولا قهر.
وجاء في النعي:
“ عشت وحيداً .. ورحلت وحيداً وغريباً يا أبا ذر الشعرية الفلسطينية ، يا أمير الصعاليك .. عاليةٌ رايتك على التلال، ولا غبش في المسيرة ولا السيرة المباركتَين، وأنت سيزيف الرواية، الجسور على نفسك، لم يغلبك حجر الوادي وإن غالبك، بقيتَ تردّد الجهد على حديد المنع، ولم تمانع المواجهة لأنك رائدها في الطواف والمسعى، ولم تتراجع عن علوك البهيّ في القصيد، ولم تغب حتى قبل أنفاسك الأخيرة، لأنك أنت، اسمٌ بلحم ودم من الأسماء الحسنى الماضية في حياتنا، لأنك أنت: محمد لافي.
من هيبتك تتلاشى منسأة الغياب، فنكون الأجدر على تجرّعه بمرارة قاسية في زمن المرارات العميقة، وغزّة والضفة والديار على انتباهة حمراء في المصير والوجود، ويأتي رحيلك لغصّة في ضيق الرئة، والهواء رصاص ودخان كثيف، ولا نقول إلا ما يُرضي الله في يومنا هذا، وأنت الراحل الشهم، والفارس الأشمّ، فرحمةُ الله عليك حيث أنت وحيث ستكون؛ رحمةٌ ومغفرةٌ وسعة، لم تجدها في الدنيا الزائلة.
تفقد فلسطين شعريا ونضالياً اسماً رفيع الإشارة والعبارة وشاعراً أوقف حملته الشعرية المقاومة على ثابت فلسطين والأمة ودفع أكلاف ذلك. الجوع والفقر المدقع والعوز الشديد وما بدل تبديلا .
وسيظل أثر محمد لافي باقياً في وعي الأجيال بما هو جدير به من فضائل عليا .
خالص العزاء وأصدقه طهارةً ونقاءً لعائلة الراحل الكبير محمد لافي، ولأحبابه، وللكتّاب والأدباء، وكل معارفه.
إنا لله وإنا إليه راجعون