354
0
الشيخ موسى زروق يحدد مقاصد الاستقامة في شهر البركة

يأتي شهر رمضان العظيم ، في أيام مباركة تخلق جو من النعيم و السلام الروحاني الذي يكون سببا في فتح باب التوبة امام عباد الله الذين اثقلتهم المعاصي ولم يجدوا فرصة لتجديد عهدهم مع الله و بداية الاستقامة الصحيحة.
شيماء منصور بوناب
تلك الاستقامة التي تعيد مسار الحياة الى نصابها الحقيقي، تأتي استجابة لرغبة داخلية لا يعرف سرها الا الانسان وربه، لقوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم ،" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) سورة فصلت.
وفي لقائنا مع الشيخ موسى زروق "اطار بالمركز الثقافي الاسلامي، للحديث عن خطوات الاستقامة في رمضان، استفتح كلامه بقوله عز وجل بعد بسم الله الرحمن الرحيم " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14).
مؤكدا أن الاستقامة هي اتباع الصراط المستقيم الذي فرضه الله عز وجل على عباده الصالحين، ايمانا بعضمته و جلاله، واحتسابا لاجره وثوابه بعد التوبة و الصلاح الروحي الذي لا يأتي إلا بالتيقن بخشيته و حكمته من هذه الاستقامة التي تأتي طوعا لإلحاحنا في الدعاء وطلب المغفرة و الغفران.
موضحا أن الدعاء و الاخلاص في نية الاستقامة هي الخطوة الأولى نحو التوبة ، التي تثبت الانسان على الصراط المنعم عليه الذي يجمع بين العلم النافع والعمل الصالح الذي يجنبنا صراط المغضوب عليهم ولا الضالين.
فالمغضوب عليهم هم الذين خالفوا العلم المعلوم و اليقين الموجود عن علم منهم وليس عن جهل، بينما الضالون هم الذين عبدوا الله تعالى على جهل وعلى غير بصيرة.
فالمؤمن يدعو الله عز وجل في كل ركعة من صلاته ان يهديه هذا الصراط المستقيم الذي يبقى النور الذي يستنير به المسلم المؤمن في حياته ويجنبه المعاصي و ينزله منزلة الصالحين.
وبالنسبة للصراط المنعم عليهم الذين اخبرنا الله عز وجل عنهم في سورة النساء، عن قوله تعالى " وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) " هم نعم الرفيق في هذا الطريق الذي يستند عليهم ككتف لا يمل و لا يميل.
وبالحديث عن شهر البركة شهر الصيام شهر التقوى شهر الايمان والاحسان، افاد الشيخ زروق أن الله عز وجل أمر عباده المؤمنين بصيامه وكتب عليه ذلك و أخبر به جل وعلا في كتابه، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)، "سورة البقرة "، وهو دلالة واضحة على ان الغاية من الصيام هو تحقيق التقوى و تزكية النفوس وتطهير القلوب التي تكون سببا في نيل رضا الله بعد الاستقامة على الطريق المستقيم.
وفي رمضان، تتضاعف فرصة التوبة و الاستقامة و تحقيق التقوى والدخول في هذه المدرسة الايمانية، لأن رمضان الشهر المبارك يعد مدرسة روحانية نلتمس فيها السلام و الراحة من خلال تعبد الله عز وجل الشهر بالاعمال والطاعات التي شرعها لنا بدء من الصيام والقيام والصدقات والاحسان وغير ذلك من الاعمال الذي يتدرب المسلم عليها و يحافظ عليها في هذه الأيام المباركة.
وفي ختام كلمته، اوضح ان التزام بالعادات الدينية واخلاص النية لله طيلة ايام رمضان يجعل الانسان في اخر الشهر بخرج بحصيلة من الايمان والتقوى وتكون هذه المدة التي وصفها الله عز وجل اياما معدودة فرصة لتجديد التوبة و مضاعفة الطاعة التي تجعل مسار الاستقامة ثابت معززا بالايمان .