1042

0

الشيخ اليزيد...رحالة بالكلمة وشاعر بعمق أمازيغي وحروف عربية

الشيخ اليزيد، من مواليد 1973 الذي يعتبر خبيرًا في أدب الطفل، لا يقتصرابداعه على كتابة اقتباسات لقصص عالمية فحسب، بل يمتلك أيضًا اهتمامًا بجمع القصص من التراث وتقديمها باللغة الأمازيغية. يجمع بين دور الباحث في التراث والشاعر المبدع، حيث يظهر ارتباطه العميق بالوطن والثقافة من خلال كتاباته الشعرية.

مريم بوطرة

 يتجلى هذا الارتباط في تعبيره عن الشجر والحجر، والناس والتراث، وبالشعر. يعتبر "يزيد بن هنو" الشاعر المتجول بفضل سفره المستمر داخل الجزائر وخارجها، حيث نشر كتبه وأثرى ثقافته في عدة بلدان، مكّنته هذه الرحلات من توسيع دائرة أصدقائه حول العالم.

ويُعرف باسم "الشيخ اليزيد"، وهو اللقب المعترف به في الأوساط الثقافية والعلمية، حيث يُعتبر رمزًا للحكمة والشعر حسب ما صرح به ينتمي إلى المجتمع المدني ويشارك في النشاطات الثقافية في قريته "إغيل أومسد" ببلدية شلاطة بأقبو ببجاية الناصرية منذ فترة طويلة.

 تجسيد الهوية وتعزيز الثقافة في هذه القصص

يعتبر الشيخ اليزيد رفيقًا للشعر ومنذ سنوات دراسته، حيث لديه خبرة أزيد من30سنة وهو يمتلك موهبة كتابة الشعر بثلاث لغات: الأمازيغية والعربية والفرنسية هو شاعر وأديب متعدد الكتابات ومتفرع الاهتمامات، فقد قام بترجمة أعماله إلى الإسبانية.

وصل إلى مهرجان "راكونتار" وهو يحمل أسفاره، حيث قدم كتبًا قيمة بالأمازيغية، وترجمات لروائع لافونتان، إضافة إلى أشعار من تأليفه ليتمتع بها عشاق الشعر في مقر "تاجماعت" بقرية "الساحل" الساحرة.

بالإضافة إلى ذلك، قدم عروضًا لكتبه للناشئة ومحبي الشعر، ويعمل أيضًا كباحث وإعلامي وفاعل جمعوي وحقوقي. له عدة عناوين بالعربية والأمازيغية، بما في ذلك "قصائد مائلات" و"من وحي الليل"، وقصيدة "الوقوف مع فلسطين" التي تمت ترجمتها إلى الفرنسية.

وفي إصداراته المتنوعة، يُذكر كتاب "سوق الحكايات" الذي اقتبس من أعمال جون لافونتان وتمت ترجمته إلى الأمازيغية، والذي حصل عنه على دكتوراه شرفية بالمغرب الشقيق، كما تمت إعادة نشر ديوانه "أشعار الربيع" بالأمازيغية بطبعة ثانية منقحة في عام 2018 و له مسرحيات ومؤخرًا أصدر مجموعة خواطر صوفية بعنوان "رنين الروح" بالتعاون مع إتحاد المثقفين العرب المتواجدين في السويد.

ومن بين كتبه ورواياته تأتي "دعو سو القايد" أو "لعنة القائد"، حيث تسلط الضوء على فترة تاريخية من تاريخ الجزائر خلال الاحتلال الفرنسي، وتروي قصة تسلط القادة، مستلهمة من ثورة الشيخ أحداد وما أثرت به من تغيرات، كما أشارالشاعر إلى أهمية هذه المرحلة في شعراء آخرين مثل سي محند أو محند ومحمد السعيد أمليكش.

وثمة كتب أخرى للشيخ اليزيد مثل "يسكنني وطن" التي صدرت في اليمن وتتناول الثورة السلمية والحراك المبارك للجزائر سنة2019، بالإضافة إلى كتاب صدر عن دار الياسمين في مصر عام 2018 بعنوان "أصبح الصبح فلا.."، يتحدث فيه عن قضايا الحرية والاضطهاد والمعتقلين السياسيين والفنانين والحقوقيين.

يعتبر يزيد بن هنو عضوًا في حركة شعراء العالم، وقد قام العديد من النقاد بتقديم دراسات نقدية لأعماله الإبداعية في العراق والسودان والمغرب، بالإضافة إلى نشر أعماله في تونس. وتم منحه لقب "رجل الثقافة 2016" من قبل صالون مي الزيادة وجريدة الأهرام الثقافية.

وفي إطار الاعتراف بتميّزه الأدبي، حصل يزيد على شهادة شاعر عالمي من قبل اليونسكو في مسابقة فالمكسيك 2023، وهو تقدير يبرز تأثيره الثقافي والأدبي على مستوى العالم مثلما حدث في الجزائر.

حصل الشاعر بن هنو على جائزة القلم الذهبي "مي زيادة" في العراق مرتين، و نشر بحث حول أسطورة ششناق بدعوة من مكتبة الإسكندرية كما له مقالات علمية حول "أفولي"، أو "أبوليوس" صاحب أقدم نص قصصي "الحمار الذهبي" لدى "داووش" .

نشط الشاعر برنامجًا على الإنترنت بعنوان "جلسة ودردشة"، حيث استضاف كتابًا من العراق ومصر والجزائر والمغرب ولبنان. وله كتابات صحفية في الصحف الورقية، ومشاركات في الإذاعة الأمازيغية "نوميديا" وقنوات تلفزيونية.

كما عمل مع "جامعة المواطن" حول إدراج الأمازيغية في فرانس 24، وله علاقات مع جمعيات عديدة، وعمل مع معهد سرفنتس بالمغرب حول ترجمة نصوص أمازيغية إلى الإسبانية، و شارك في العديد من مسابقات الشعر العربي بمصر والمغرب، وفاز بالمركز الثالث في مسابقة شعرية بالأمازيغية.

هل تشكل الكتابة تحديًا للتواصل بين اللغات والثقافات؟

يظل يزيد بن هنو ملتزمًا بالكتابة ودعم الثقافة الأمازيغية حيثما كان، سواء في النيجر، مالي، أو ليبيا، حيث يدافع عنهم ويحيي آمالهم، معتبرا الكتابة رسالة تسامح وإنسانية، وقد عمل بجهد مع مجموعة من المبدعين على تعزيز الأدب الأمازيغي على المستوى العالمي.

يواجه يزيد تحديات كثيرة ويعترف بأن العديد من أصدقائه الذين يكتبون بالعربية يشعرون بالحيرة تجاه الأمازيغية، لكنه يستمر في طريقه دون أن يميز بين اللغتين، ويظل جسرًا يربط بين الثقافتين، يؤمن أنه من واجب الإنسان قبول الآخر مهما اختلفت خلفيته، ويظل جوالًا بإبداعاته وأحلامه وقيمه الإنسانية.

كما يعتبر الكتابة شريكًا أساسيًا في حياة الإنسان، حيث يرى أن الكتاب الورقي لا يمكن الاستغناء عنه، حتى في ظل تفشي مواقع التواصل الاجتماعي مشيرا بذلك إلى أن مصادر المعلومات في هذه المواقع قد تكون غير دقيقة، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى سرقة أدبية وإلكترونية.

ويرى في العودة إلى الكتاب أملاً في تقدم الأمم، معبرًا عن فخره بأمة القراءة، حيث يشير إلى الشمال الإفريقي كمثال، حيث كان هناك أول روائي يُعرف بـ "الحمار الذهبي"، مما يظهر أهمية المنطقة في المجالات العلمية والمعرفية منذ القدم

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services