66
0
السفير عمار بن جامع يزلزل مجلس الأمن بمداخلة مؤثرة
رافعًا صورة أبناء الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار

ألقى الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، كلمة مؤثرة بمجلس الأمن استعرض فيها حجم الكارثة الانسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني ، لاسيما في قطاع غزة.
نسرين بوزيان
جاء ذلك خلال انعقاد الجلسة الشهرية الدورية المفتوحة للمجلس ،خُصصت لمناقشة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط بما لي ذلك القضية الفلسطينية، مع تركيز خاص على العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة.
وسرد بن جامع أمام أعضاء المجلس قصة الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، قائلاً: "في صباح الجمعة، خرجت الدكتورة آلاء النجار من بيتها متجهة إلى عملها في مستشفى ناصر، دون أن تدري أن تلك كانت آخر مرة ترى فيها أبناءها التسعة، أصغرهم لم يتجاوز ستة أشهر."
وأوضح السفير الجزائري أن أطفال الطبيبة آلاء لم يكونوا ضمن أي تنظيم سياسي، بل ضحايا لآلة القتل الصهيونية التي لم تستثنِ أحدًا، وتابع بالقول: "بينما كانت الدكتورة تدفن أبناءها، كان زوجها يصارع الموت في قسم الإنعاش.”
كما استعرض بن جامع مشهد مروع أخر، من مشاهد المأساة، يخص الطفلة وردة الشيخ خليل (6 سنوات)، التي احترقت مدرستها ومأواها جراء غارة صهيونية، ولم تجد من سبيل سوى الهروب وسط النيران، في صورة تعكس وحشية ما يتعرض له الأطفال في القطاع.
وفي سياق ذي صلة، أكد السفير الجزائري أن" منظومة الاحتلال الصهيوني تتعامل مع الفلسطينيين وكأنهم ليسوا بشراً، وكأنهم أهداف مشروعة مهما كان عمرهم أو وضعهم"،مضيفا“قتل الاحتلال الصهيوني 18 ألف طفل في غزة، وهذه ليست مجرد أرقام. هذه الأرواح كانت تحمل أحلاماً، وأسماءً، وضحكات اختُطفت في لحظة.”
وأشار الممثل الدائم للجزائر إلى أن جيش الاحتلال الصهيوني قتل الأطفال عمداً، قائلاً:“قُتلوا في أحضان أمهاتهم، في صفوف المدارس، في المستشفيات، وهم ينتظرون الخبز، أو يحتمون في منازلهم وخيامهم. لم يكونوا أهدافاً عسكرية، بل ضحايا لنظام يبرر القتل ويُشرعنه.”
مشددا على ضرورة حماية من تبقّى من الفلسطينيين، قائلاً:“الناجون المتبقون يجب أن يُسمح لهم بأن يعيشوا. هذه الفظائع يجب أن تنتهي، ووقت الشلل قد ولى.”
وفي ختام كلمته، جدّد السفير دعوة الجزائر إلى وقف فوري للعدوان، ورفع الحصار، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد المدنيين، داعيًا المجتمع الدولي إلى الخروج من صمته المريب والانحياز إلى القيم الإنسانية والعدالة.
مؤكداأن الجزائر تتحمل مسؤوليتها التاريخية، وهي عازمة على دفع مجلس الأمن إلى التحرك، دفاعًا عن المبادئ الإنسانية وعن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة موصوفة.