138
0
لغة الضاد ترتقي في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها منذ الاستقلال
أدباء وشعراء يفتكون جائزة رئيس الجمهورية للأدب و اللغة العربية

نظمت اليوم مراسم حفل توزيع جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية في طبعتها الأولى، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالعاصمة، تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للغة العربية، تحت إشراف الوزير الأول سيفي غريب.
نسرين بوزيان
وتندرج هذه الجائزة ضمن مساعي السلطات العليا للبلاد إلى ترقية استعمال اللغة العربية وتعزيز حضورها في مختلف المجالات ، فضلا عن تشجيع البحث العلمي والإبداع الأدبي ، بما يسهم في تثمين الإنتاج العلمي والمعرفي والارتقاء بمكانة اللغة الضاد.

بالمناسبة، ثمن رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، تنظيم هذه التظاهرة برعاية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية، وتحت شعار اليونسكو "آفاق مبتكرة للغة العربية: سياسات وممارسات ترسم مستقبلًا لغويًا"، مؤكدا أهمية تشجيع الاستعمال والإبداع في خدمة اللغة العربية وتطويرها بما يستجيب لرهانات الممارسات اللغوية المعاصرة.
وفي معرض حديثه عن جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية في طبعتها الأولى ، أوضح بلعيد أن هذه الجائزة تتميز بكونها الأولى من نوعها منذ الاستقلال، وقد أنشئت بموجب مرسوم رئاسي مؤرخ في 23 ديسمبر 2024 رقم 24/399.
وأضاف أن عدد الأعمال المستقبلة بلغ 225 عملا، قبل منها 215 عملا استوفت شروط الترشح، حيث خضعت جميعها لتقييم دقيق عبر منصة ذكية، تحت إشراف لجنة علمية متخصصة اعتمدت على ثلاثة تقويمات لكل عمل، ما أفضى إلى اختيار الأعمال الفائزة في آجال وجيزة بعد مداولات دامت ثلاثة أيام.

كما شهد الحفل تكريم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون من قبل المجلس الأعلى للغة العربية، حيث تسلم الوزير الأول، سيفي غريب، هذا التكريم نيابة عنه، تقديرا لجهوده المتواصلة في دعم وتعزيز مكانة اللغة العربية وتشجيع البحث العلمي والإبداع الأدبي، والدور الريادي لرئيس الجمهورية في دعم الثقافة والهوية الوطنية.
وقد توج عدد من الباحثين والمبدعين تقديرا لإسهاماتهم المتميزة، ففي مجال ازدهار اللغة العربية، نال الصديق بوتيوتة الجائزة الأولى عن بحثه الموسوم بـ"مسرد مصطلحات وتعريفات الأقمار الصناعية"، فيما تحصل لخضر فار على الجائزة الثانية عن بحثه المتخصص في المعجم لقطاع البناء والأشغال العمومية والري، وعادت الجائزة الثالثة علي كشرود عن مؤلفه "الدليل في أحكام الرسم الإملائي".
أما في مجال الأدب والإبداع، فقد فازت نانة بابا حني بالجائزة الأولى في فئة الرواية عن عملها "النّيريّة"، ونالت فاطمة غربي الجائزة الثانية في فئة الشعر عن قصيدتها "بنات الجياد"، فيما عادت الجائزة الثالثة في فئة المجموعة القصصية حفيظة ميمي عن مجموعتها "ممنوع رمي الأمشاج".
وفي المقابل، أعلنت لجنة التحكيم عن حجب الجائزتين في مجالي "توطين المعارف" و"الترجمة"، لعدم بلوغ الأعمال المرشحة المستوى المطلوب الذي يليق بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية.
كما شهد الحفل مراسم تدشين وضع الختم الأول للطابع المخلد، في خطوة رمزية تعكس الاهتمام اللغة العربية، وذلك بتوقيع اتفاقية بين رئيس المجلس الأعلى للغة العربية ووزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية.

وفي تصريح لبركة نيوز، أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، أن الطبعة الأولى من جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية تمثل حدثا ثقافيا بارزا في المشهد الوطني، لا سيما وأنها تأتي تحت الرعاية المباشرة لرئيس الجمهورية، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات العليا للغة العربية وترقية مكانتها.
وأشار بلعيد إلى أن عدد الأعمال المشاركة في هذه الطبعة يعكس حراكا ثقافيا واعدا، ويشير إلى رغبة واسعة لدى الباحثين والمبدعين في الإسهام بتطوير اللغة العربية وتعزيز حضورها في مختلف المجالات.
مشددا على أهمية التنسيق بين مختلف المؤسسات المعنية باللغة العربية، بما في ذلك المجمع اللغة العربية ، المجلس الإسلامي الأعلى، ووزارة الاتصال، لضمان مواكبة لغة الضاد مستجدات العصر.

من جهته، أوضح رئيس لجنة التحكيم، محمد حريشي، أن الإعلان عن الجائزة في السنة الماضية من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حظي باهتمام وعناية كبيرة، لاسيما إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى ترقية اللغة العربية وتشجيع الإبداع الأدبي والبحث العلمي.
مشيرا إلى أن عدد الأعمال المشاركة بلغ 215 عملا، تنوعت بين 35 مشاركة في مجال الشعر العربي الفصيح، و80 مشاركة في مجال القصة والرواية، و6 مشاركات في مجال الدراسات والبحوث النقدية، و160 مشاركة في مجال الإبداع الأدبي، التي شملت 54 ديوانا شعريا، و34 مجموعة قصصية، و31 ديوان شعر شعبي، و22 رواية، و10 دراسات أدبية.
وأوضح أن الإعلان عن الفائزين تم وفق معايير الاستحقاق، فيما حجبت الجوائز في مجالات أخرى لعدم بلوغ الأعمال المستوى المطلوب، مؤكدا على ضرورة إعادة النظر في بعض شروط الترشح وتحديد مواضيع أدق في مجالات المشاركة مستقبلا، لضمان رفع جودة الأعمال وتشجيع التميز والإبداع في النسخ القادمة.

أما عبد الصديق بوتيوته، الفائز بالجائزة الأولى في مجال ازدهار اللغة العربية، فقد عبر عن سعادته بهذا التتويج، الذي يندرج ضمن مساعي تطوير اللغة والارتقاء بها.
مؤكدا أن اللغة العربية لا تفرض، بل تظل أداة فعالة إذا ما استعملت بشكل صحيح، مما يعكس دورها الحيوي في الثقافة والمعرفة.

من جانبها، عبرت الشاعرة فاطمة غربي، المتوجة بالمركز الثاني في مجال الأدب والإبداع، عن بالغ سعادتها بهذا التتويج، معتبرة إياه ثمرة لجهد إبداعي متواصل واعترافا بقيمة الكلمة الشعرية.
كما شددت على أهمية مواصلة تنظيم مثل هذه الجوائز والمسابقات الأدبية، لما لها من دور فعال في تحفيز المبدعين، وتشجيعهم على تقديم أعمال نوعية تسهم في إثراء المشهد الثقافي وترقية الإبداع الأدبي.
كما اعتبر عضو المجلس الأعلى للغة العربية، نوار عبيدي، أن جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية تمثل انتصارا كبيرا للغة العربية في الجزائر، وخطوة نوعية تعكس المكانة التي باتت تحظى بها لغة الضاد ، مؤكدا أن العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون للغة العربية، ورعايته المباشرة لهذه الجائزة، تعد دليلا واضحا على اهتمامه العميق بتعزيز حضورها بما يفتح افاقا واسعة أمامها.

