4

0

المنيعة تراهن على الإنسان: انطلاقة جديدة لاحترافية الاستقبال في قلب السياحة الصحراوية

يومٌ تكويني يستهدف رفع معايير الخدمة وتوحيد رؤية المتعاملين نحو وجهة صحراوية تنافسية

بواسطة: بركة نيوز

في خطوة تعكس مساراً متسارعاً لإعادة تموقع ولاية المنيعة ضمن خارطة السياحة الوطنية، احتضنت مديرية السياحة والصناعة التقليدية يوماً تكوينياً مخصصاً لمهارات الاستقبال وتحسين جودة الخدمة، موجهاً لمختلف الفاعلين في القطاع. خطوة ليست معزولة، بل تأتي ضمن مسار إصلاحي يهدف إلى ترقية السياحة الصحراوية وتحويلها إلى مورد اقتصادي ذي حضور وفعالية.

الهوصاوي لحسن

الاستقبال… الواجهة التي تُبنى عليها سمعة الوجهة

أجمع المشاركون على أن صورة أي وجهة سياحية لا تُشكَّل فقط عبر كثبانها وواحاتها ومعالمها، بل تبدأ باللحظة الأولى التي يتواصل فيها الزائر مع المؤسسة الفندقية أو وكالة الأسفار. ورشة التكوين جاءت لتعزيز هذا الوعي، ولتقديم أدوات عملية تعيد تشكيل ثقافة التعاطي مع الضيف في بيئة باتت تعرف منافسة شديدة بين الوجهات الصحراوية.

فالمسيّرون، المرشدون، والجمعيات الناشطة وجدوا أنفسهم في فضاء مشترك لصقل مهاراتهم، ضمن مقاربة ترى أن جودة الخدمة ليست إضافة ثانوية، بل جزء لا يتجزأ من المنتج السياحي نفسه.

من التفاصيل تصنع التنافسية

طرحت المداخلات المقدّمة خلال التكوين منظوراً مهنياً يربط بين التفاصيل البسيطة وصناعة رضا السائح. فـ أكرمة بوعلام، مدير فندق البستان، شدّد على أن كل نقطة اتصال مع الزائر يجب أن تتحول إلى تجربة إيجابية، بينما ركّز سعيدون نور الدين، مسؤول الاستقبال بالفندق، على أهمية التوقع المسبق لاحتياجات الزبون وإدارة المواقف غير المتوقعة بروح احترافية.

هذه المقاربات لم تبقَ في حدود الشرح النظري، بل تُرجمت إلى ورشات تطبيقية تُحاكي واقع المؤسسات وخدماتها، ما منح الدورة بُعداً عملياً ضرورياً لاستيعاب التحولات التي يعرفها القطاع.

توحيد الرؤية… ودور الإدارة كقائد للتغيير

من جهته، أكد لبصير إسماعيل، مدير السياحة والصناعة التقليدية، أنّ هذا التكوين هو جزء من برنامج شامل يمتدّ طوال موسم السياحة الصحراوية، يرمي إلى:

تأهيل الموارد البشرية ورفع كفاءتها؛

توحيد معايير الخدمة بين مختلف المتدخلين؛

خلق شبكة تنسيق مهنية تربط الفندقة بالمرشدين والجمعيات.

وحضور مدير غرفة الصناعة التقليدية عكس رؤية خططية تعتبر أن السياحة لا تنفصل عن الحرف والمنتوج الثقافي الذي يشكل هوية المنطقة.

 

 

نحو موسم سياحي مختلف… الجودة أولاً

ما تشهده المنيعة اليوم ليس نشاطاً ظرفياً، بل مساراً يُعيد ترتيب أولويات القطاع، واضعاً "الإنسان" في قلب معادلة التطوير. فالمقومات الطبيعية – على أهميتها – لا تستطيع وحدها ضمان استدامة النشاط السياحي دون احترافية تليق بزائر يبحث عن تجربة متكاملة.

وبين التكوينات المتتالية، والديناميكية التي تجمع بين المؤسسات العمومية والخاصة، تبدو الولاية في طريقها لكتابة فصل جديد من تاريخ السياحة الصحراوية، فصل تُبنى فيه الجاذبية على الجودة، ويُعاد فيه رسم صورة المنيعة كوجهة واعدة تجمع بين الأصالة ومتطلبات المسافر المعاصر.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services