26
0
المنيعة تُحيي الذكرى الـ65 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960… ذاكرة نضال تتجدّد عبر الأجيال
مكتبة المطالعة العمومية ومديرية الثقافة تنظّمان برنامجاً ثقافياً وفنياً يعيد رسم ملامح الثورة في أعين الأطفال

في أجواء يكسوها الوفاء لتاريخٍ خالد، أحيت مكتبة المطالعة بالتنسيق مع مديرية الثقافة والفنون بولاية المنيعة الذكرى الخامسة والستين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، وذلك بقاعة المركز الثقافي بحاسي الڨارة. وقد جاء البرنامج ثرياً ومتنوعاً، جامعاً بين العروض الفنية والمعارف التاريخية، ليُقدّم للزوار خاصة الأطفال فرصة فريدة لاستحضار روح تلك الأيام التي سطّر فيها الجزائريون واحداً من أنصع فصول الكفاح التحرري.
الهوصاوي لحسن
استهلّت التظاهرة بافتتاح معرض توأمة للصور يُوثّق محطات من النضال الوطني وصوراً لمجاهدين وشهداء الثورة التحريرية، إلى جانب ورشة لتعليم الرسم للأطفال أشرف عليها طاقم مكتبة المطالعة العمومية بن ساسي سامية ملحق بالحفظ و بوحميدة خنساء مكتبي وثائقي ، تحت رعاية مديرية الثقافة والفنون. وقد أبدع الأطفال في تجسيد رموز الوطن وأعلامه، مستلهمين القصص والبطولات التي رُويت لهم خلال الورشة.

كما شهد الحدث عرض مجموعة من الكتب الثقافية والتاريخية تمسّ جوهر الثورة التحريرية، بينها مؤلفات تؤرخ لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 وما مثّلته من منعطف حاسم في مسار الاعتراف الدولي بالقضية الجزائرية. وتم تقديم نبذة تاريخية للحضور حول ظروف تلك المظاهرات وما حملته من رسائل للعالم حول إرادة الشعب في نيل الاستقلال.

وتزيّن الفضاء بلوحات فنية وصور نادرة خلدت أسماء رجال ونساء قدّموا أغلى ما يملكون في سبيل الوطن. وقد تفاعل الزوار مع العروض التي أعادت إلى الذاكرة تضحياتهم، فيما أضفت الأناشيد الموجهة للأطفال، وفي مقدمتها الأناشيد الثورية، جواً احتفالياً يزاوج بين قيم الوطنية وروح الطفولة.

إحياء تظاهرة 11 ديسمبر بحاسي الڨارة لم تكن مجرّد احتفال عابر، بل درس حيّ في التاريخ، ورسالة موجّهة للأجيال الجديدة كي تتشبّع بروح التضحية وحبّ الوطن، وتفهم أن الحرية التي نعيشها اليوم هي ثمرة دماء طاهرة وآمال لا تُقهر.

