348
0
الملتقى الدولي للتعارف الانساني في يومه الثاني ... خطوة للبحث عن سُبل القضاء على الصراعات والنزاعات

تحت عنوان "التعارف الإنساني وأثره في إرساء العلاقات وتحقيق التعايش: نحو تعارف الحضارات"، واصل المجلس الاسلامي الأعلى، اليوم الأحد، بالجزائر العاصمة أشغال الملتقى الدولي في يومه الثاني على التوالي، والذي جمع العديد من المختصين والباحثين من عدة دول.
بثينة ناصري
وفي تصريح له أكد الدكتور مبروك زيد الخير، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أن هذا الملتقى الدولي عقد في فترة عصيبة يمر بها العالم، وفي ظل الصراعات المحتدمة بين مختلف الفرقاء في هذه المعمورة، مبرزا أنه لابد من أن يدرس هذا الموضوع وأن يسهم فيه كبار المفكرين والعلماء واصحاب المكانة العلمية وطرحه للبحث مع ايجاد آليات للتفاهم والتعارف بين بني الانسان.
وتابع قوله ان الله تعالى خلق الإنسان مكرما ورفع شأنه وأعلى قدره ثم وزع الأمم كما عبر في القرآن الكريم "شعوبا وقبائل" بغرض التعارف، مشيرا إلى أن المؤتمر يطرح هذه القضية المهمة التي ترجع الناس إلى رشدهم وتعيد مفاهيم التعاون والتآزر وتقضي على الخلافات والصراعات والحروب المحتدمة التي تملأ الدنيا شرقا وغربا.
ونوه إلى أن أشغال هذا الملتقى الدولي جمع كبار المفكرين من مختلف القارات ومن شعوب شتى عربية وغير عربية ومن دول الساحل الافريقي، مشيدا بأن توصيات هذا الملتقى ستكون لها فائدة كبيرة وأهمية وقيمة، بحيث أنها تعطي حلولا لكثير من القضايا الشائكة وكثير من المفاهيم الغائبة والغائمة التي يراد لها ان تنحل عقدها وان تعود البشرية فيها إلى رشدها وتحقق السلام والوئام ويتعايش الناس، مع بقاء الخصوصيات والعقائد والديانات وبقاء خصوصية الأمة الاسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس.
وفي مداخلة للدكتور رشيد الطباخ أستاذ جامعي بالمعهد العالي لأصول الدين بجامعة الزيتونة، تطرق إلى تعريف الهوية الاسلامية التي تعد حسبه شخصية الأمة المستقلة المتمثلة في العقيدة اللغة والثقافة، تجمع بين الثبات العقدي الروحي والتجنيد الثقافي، مضيفا إلى مفهومي الانفتاح والخصوصية اللذان يعدان بعدان متكاملان في العلاقة بين الاخر فالانفتاح هو التفاعل الايجابي مع العالم، أما الخصوصية جدليه تحقق التوازن بين صون الهوية وبناء الجسور.
وأشار ذات المتحدث إلى معايير التعارف الانساني المبني على اعتراف كل طرف بوجود الاخر والاختلاف والتي تؤكدها العديد من النصوص النبوية التي جمعت، موضحا أنه منذ العهد العثماني يمارسون المسلمون الاختلاف والتعارف الانساني، والذي أصبح يختلف عن التعارف الغربي الذي يكون مشروطاً بالحضور.
وفي ذات السياق، أشادت الدكتورة عقيلة حسين رئيسة قسم الإرشاد النسوي بالفضاء المسجدي لجامع الجزائر، على أهمية موضوع التعارف الانساني على اعتبار أن الاسلام حث على المفتاح والتعارف دون الذوبان في هوية الآخر، والذي يبنى على الأخلاق والاحترام والتقدير المشترك الانساني في أن الانسان هو الانسان مهما كانت ديانته ومهما كانت جنسيته مهما كانت حالته الاجتماعية يبقى أنه إنسان له نفس الخصوصية بالعلاقات.
وقالت حسين "أنه في تاريخ الاسلام أن المسلمين حينما دخلوا إلى بلاد المسلمين من هذا المبدأ لم يلغو الآخر لا في لباسه ولا في لغته ولا في شكلهم تركوا الناس على طبيعتهم فقط، وغيروا لهم الحرام وجعلوه حراماً فألغي وأضافوا لهم الواجبات، أما كل ما يتعلق بحياتهم الخاصة كبشر بقي نفسه.
وتابعت حديثها "نرى الآثار منذ القديم إلى الآن دول اسلامية بلغتها الأصلية بلباسها التقليدي بثقافتها في الأكل والشرب والأسرة ونظام الزواج طقوس وغيرها، وهذا دلالة على أن الانسان المسلم لا يلغي الآخر لا في شكله ولا في ديانته لا عنصرية".
بينما في مسألة الغرب الذي يريد الاستعمار، أشارت الدكتورة حسين إلى الاستعمار الذي أراد أن ينسخ هوية الجزائري من جذورها وهذا لا أساس له في مسألة التعارف، مشيرة للوسائط الرقمية التي تدل على أن هناك خطاب كراهية خطاب عنف، و الخبراء يحاولون عكسه بأن الاسلام ينصح بخطاب التعارف الايجابي وهو بناء علاقات انسانية مربوطة بالدعوة إلى الله، واتباع الدين الاسلامي، وقيم الحضارة، وكذا مربوطة بأن العنف غير مقبول من الناحية الشرعية.