28

0

المخدرات دمار للأفراد والمجتمعات.. موضوع خطبة الجمعة

تضمنت خطبة الجمعة اليوم  24 ذو الحجة 1446 الموافق 20 جوان 2025، موضوع  المخدرات دمار للأفراد والمجتمعات.

ماريا لعجال 

وحسب ما نشرته وزارة الشؤون الدينية والاوقاف، تحت وسم صدى المنابر فجاء في فحوى الخطبة التي اعدها الشيخ العربي قربي، إمام بمسجد عبد الرحمان الثعالبي، بولاية بشار مايلي:

"الحمد لله الذي أحل لنا الطيبات ومّنَّ بعاليها  وصافيها، وحرّم الخبائثَ وحذر من مساويها، وأشهد ألا إله إلا الله  وحده لا شريك له أسبغ  علينا نعماً لا نحصيها، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله ، أبلغ الشريعة حتى أشرقت معانيها، صل الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة ما استترت النجوم وبدا باديها.
أما بعد : فأوصيكم- أيها الناس – ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله – رحمكم الله - ، ثم تأهبوا للقاء الله فها هي الأيام تجري سراعاً والشهور تمضي تباعاً والقبور مشرعة أفوهها والمصير محتوم، والأجل مكتوم  فرحم الله عبد تأهب للخاتمة، وجعل دنياه لدينه خادمة (ومن أراد الأخرة وسعى لها سعيها وهو مومن فأولئك كان سهيهم مشكوراً).
أيها الناس: طريق مظلم، ومستقبل مؤلم الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود من خرج منه جاء بالنذير والتحذير وأخبر بأحداث تشبه الأساطير كم أفقرت من غنى وأَذلَتْ من عز وسَلَبَتْ من نعمةٍ وجلبتْ من نقمةٍ كم في البيُوت فيه من أخبارٍ حزينة وكم في الصدورِ فيه من أسرارٍ دفينةٍ كم ضاع فيه من كبارٍ وصغارٍ وشباب وفتيات وكم تحولت فيه أُسَرٌ من بعد الاجتماع إلى الشتات إنها المخدرات وما أدراك ما المخدرات.
أيها المسلمون: نتحدث عن المخدرات في وقت ضجت بالشكوى فيه البيوتات واصطلى بنارها من تعاطاها ومن عاشره وأحالت حياتهم جحيما لا يطاق فوالدٌ يشكي وأم تبكي وزوجه حيرى وأولاد تائهون في ضيعة كبرى ومن عُوفي فليحمد المولى.
إن الأرقام المخيفة التي تعلن عنها الدولة في مضبوطات المخدرات والطرق الاحترافية التي يتم تهريبها بها يجعلنا نشعر بأن لها سوقاً رائجة وزبائنَ كثيرة والأعظم من ذلك أن خلف هذه المؤامرة أعداءٌ للعقيدة والدين لا يريدون لشباب الأمة خيراً ولا فلاحاً ولا لأبناءِ الوطن نهوضاً ولا نجاحاً فكيف تفلحُ أُمّة أو بلادٌ وتصلُ إلى المنافسة في التطور والرقي وشبابها الذين هم أملُها غائب عن الوعي.
أيها المؤمنين والمؤمنات: المخدرات والمنبهات داء العصر وقاصمة الظهر إنها أشكالٌ وألوان ! ما أنزل الله بها من سلطان أقْنعَهٌ كثيرة لوجه واحد قبيحٍ وأسماءٌ وصفاتٌ لسمومٍ ومسكراتٍ يتحول مظهر متعاطيها ومدمنها من شاب  في العشرينات إلى عجوز في السبعينات ولسانُ حالهِ:
يَامَنْ سألتُم عن الإدمان قصتُهُ**** تدمي القُلوبَ وفيها الخوف والرهبُ
لا تسألوني فإن النار موقودةٌ ***** وإن عقْلِي ووجداني لها حطب
أَرَى الحياةَ ظلامَاً************** نورٌ فلا فرحٌ عندي ولا طربُ 
دمعي أمام جدار اللّيلِ ينسكبُ ***** وجمرةٌ في حنايا القلب تلتهبُ
أُمّي تُخاطب في قلبي أمومتها ******فَمَا تَرى غَيرَ جَفوٍ مَا لَهُ سَبَبُ
أَبي يُراقبُني والطّرفُ منكسرٌ******* أُمّي تراقبني والدمعُ ينكسبُ
ما عدت كالأمس إشراقَاً  ولا أملَاً**** وكيف يشرق من في قلبه لهبُ؟
فيا شباب الإسلام: من منكم يريد أن يكون ذلك الكائن الذي لا يعرف للحياة طعماً ولا للسعادة رسماً فنصيحةٌ من قلبي الدامي إلى قلوبكم الطيبة الصادقة الإسلام يحتاجُ إليكم ليستعيد  قوته  ووطنكم يريدكم ليحفظ أمنه وسعادته ومجتمعكم يناديكم ليبني حضارته ونهضته إن أيامكم غالية فلا تفرطوا منها ولو بدقيقة  فارفعوا أنفسكم بالصالحات واجعلوا بينكم وبين الله طاعات واجعلوا بينكم وبينه خلوات واجعلوا بينكم وبينه دعوات واجعلوا بينكم وبينه دمعاتٍ فلا هدايةَ إلا طريقه ولا توفيق في الدنيا والآخرة إلا بسببه وهو يحب التوابين ويحب المتطهرين.  
يا عبد الله:  يا من اُبتُليتَ بشيء من هذا فلا يزالُ البابُ أمَامَك  مفتوحاً والعرضُ لك مطروحاً فكن من عباده  التائبينَ الذين هُم  لما اقترفوا نادمين وتذكّرْ ذلك النداء الودود أنتَ في قمة الصدودِ: (قُلْ يا عبادي الذينَ أسرفُوا على أنفُسهم لا تَقْنَطُوا من رحمة الله إن الله يَغْفرُ الذُنُوب جميعاً إنّه هو الغَفُورُ الرّحيمُ) فألبسك وسام الشرف (ياعبادي) وأنت  كنت على الباطل في تمادي فاذهب بعزيمة إلى أقرب مركز لعلاج الإدمان وقل لهم: أنا إنسان وأريد أن أرجع إلى إنسان.
نفعي الله  وإياكم بهدى وبسنة النبي الأواب وبارك لي ولكم في الوحي وبهدى المصطفى خير هدى قد قلت هذا القول واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه وتوبو إليه إنه هو التواب الرحيم.

الحمد لله الذي سهل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا وأوضح لهم طريق الهداية وجعل اتباع الرسول عليه دليلاً صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار المفضلين تفضيلاً والتابعين ومن تبعهم بإحسان صلاة وسلاماً يتعاقبان بكرة وأصيلاً.
أما بعد: فإن استنفار المجتمع وإنذاره من مخاطر المخدرات وأضرارها موقف لا يحتمل التّأْجيل وحديث لا يُمَلّ من تكرارِهِ، كيف وآثارُها  ومآسيها قد حلت بديارنا  ومواقع الأخبار تُصبّحُنَا  وتُمَسّينَا بقصصٍ تعتصرُ لها القُلُوبُ وَتَفُتّ الأكْبادَ فتَّا.
إننا جميعاً في خندق واحِدٍ وَالْكلّ واجبٌ عَلَيْهِمُ اقْتِسامُ الْمَسْؤُوليّةِ كُلّ بِحَسَبَه ومكانته وقُدُراتِهِ فلجهاتُ الْمخْتَصّةُ   لها دورها الأمني والأب في مملكته عليه حملُ التوجيه والمعلمُ في قسمه عليه  عبئ التربية وأهل العلم في مساجدهم ومحاربهم لهم دورهم وصاحب القلم والمسؤول وذوو الجاه وكل غيور محب لدينه وبلده لهم مواقفهم المنتظرة بالكلمة والنصيحة والبيان للقضاء على هذا الوباء المهلك.
أيها العقلاء والفضلاء: إني أناشد كل من وقع  في هذا البلاء أو قَرُبَ من ذلك  أن يتقي الله في نفسه ودينه وأهله  ومجتمعه إن الحياة أيام وليالي ثم الموعد عند الجبار وبين يدي من يعلم الأسرار إن الموت زائر سرعان ما يقدم ، وغائب ما أقرب أن يجئ (فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)
ثم اعلموا –رحمكم الله- أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال: (إ الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلة عليه وسلموا تسليماً) اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين."

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services