تفتتح عشية هذا الإثنين الفاتح من ديسمبر بأدرار فعاليات المهرجان الثقافي الدولي لمسرح الصحراء الذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، في تظاهرة فنية وفكرية واسعة تحتضنها ولاية أدرار من 1 إلى 7 ديسمبر 2025، وتحلّ فلسطين ضيف شرف الدورة الثانية المخصصة لتخليد اسم الراحل البروفيسور أحمد حمومي، تحت شعار يحمل بعده الرمزي: المسرح مقاومة.

كمال صوفي

اختار مسرح الصحراء جنوب إفريقيا ضيف شرف المهرجان لمكانة بلد مانديلا في مسار النضال الثقافي والإنساني، حيث تشارك بعرض مسرحي شرفي وندوة حول التجربة المسرحية في بلادها، بما يعكس عمق الروابط بين مسارح الشعوب الباحثة عن الحرية.

وتشهد فضاءات الصحراء سلسلة عروض دولية متنوعة، من بينها "أنتيغون" من كازاخستان، "ديلول حكيم الصحراء" من موريتانيا، "الهشيم" من الجزائر، "قمرة حمراء" من تونس، "كريغ" من مقدونيا الشمالية، و"الألعاب النارية" من إسبانيا، وهي أعمال تستثمر جغرافيا الصحراء وتحول رمالها إلى منصة إبداعية مفتوحة على العالم. أما العروض المقدَّمة داخل الصالات فتشمل "مكبّت" من الصين الشعبية، "كونتتر" من المملكة العربية السعودية، "رأس القتلة" من تونس، "ما قبل المسرح" من الجزائر، "970" من سوريا، إضافة إلى "السفينة تغرق" من سلطنة عمان، في تنويعة فنية تكشف تنوع الرؤى والأساليب المسرحية.

كما يجذب مسار المونودراما جمهوره بعروض فردية قوية مثل "يوميات ممثل مهزوم" من مصر، "زعفران" من الجزائر، "أرصفة" من العراق، "نسرين" من ألمانيا، "قوم بابا" من لبنان، "أنا هاملت" من الدنمارك و"صرخة في الظلام" من البرازيل.

ويكرّم المهرجان مجموعة من الأسماء العربية والدولية التي أسهمت في إثراء التجربة المسرحية، من بينها الدكتور جبار جودي من العراق، الفنان طالب البلوشي من سلطنة عمان، الفنان ليفيو شلوي من رومانيا، ريم تاكوشت، هارون الكيلاني، يوسف تعوينت، هشام بوسهلة وحمزة بوقير من الجزائر، في التفاتة تقدّر مساراتهم الإبداعية.

ويرافق الفعاليات ملتقى فكري وعلمي بعنوان "المسرح مقاومة والمقاومة بالمسرح" بإشراف جميلة مصطفى الزقاي، وبمشاركة باحثين وأكاديميين من عدة دول، إلى جانب سبع ورش متخصصة تشمل السينوغرافيا والإخراج والكلون وطاقة الممثل والكتابة الدرامية والمسرح والجسد، إضافة إلى ورشة حلم للأطفال، وهي تكوينات يؤطرها محترفون من تونس والجزائر والدنمارك وسلوفينيا وجنوب إفريقيا وسلطنة عمان.

كما جرى تنصيب لجان تحكيم لثلاثة مسارات المهرجان، إذ يرأس لجنة عروض الصالة محمد بوكراس، أما لجنة فضاءات الصحراء فيرأسها حمزة جاب الله، وترافق العروض ندوات نقدية يشرف عليها نخبة من النقاد المختصين، مع تقديم مجموعة من دروس الماستر كلاس لفائدة المواهب الشابة. وتحظى هذه الدورة برئاسة شرفية للفنانة المخضرمة فضيلة حشماوي التي تُضفي حضورًا رمزيًا على احتفالية فنية تحوّل الصحراء إلى فضاء عالمي للمسرح، وتعيد التأكيد على أن الفن يظل أحد أنقى أشكال المقاومة.