1415
1
المفكر الجزائري الكبير الطيب برغوث مريض ويعتذر عن عدم قدرته مواكبة العمل الأكاديمي
"ابتليت بمرض صعب، سيحد كثيرا من طموحاتي وفعاليتي وهذه أمانتي التي أوصي بها الأجيال"
محمد مصطفى حابس : جينيف / سويسرا
نشرت نهار يوم الخميس 28 صفر 1445هـ / الموافق لـ 14 سبتمبر 2023 صفحة منتدى الدراسات الحضارية، التي اعتدنا الاستفادة و التزود منها أسبوعيا خصوصا من مقالات ومساهمات المفكر الكبير الشيخ الدكتور الطيب برغوث ، كلمة اعتذار الشيخ عن عدم قدرته ليس فقط على الكتابة بل حتى عن التواصل جراء مرض صعب - كما وصفه - أبتلي به في المدة الأخيرة، بعد عودته من الجزائر جراء الإرهاق الشديد الذي يكون قد لاحظه عليه بعض الاخوة الاكارم الذين استضافوه في الندوات الاخيرة في بعض ولايات الوطن أيام عطلة الصيف خصوصا ..
و لما عاد بعدها لمملكة النرويج بلد الإقامة في أوروبا، اكتُشف بالفحص الطبي الأولي أنه مريض، والزمه الاطباء بضرورة متابعة علاجية أسبوعية مستمرة مع توصية عدم السفر في الاشهر القريبة الموالية.. وقد كتب الدكتور برغوث هذه الرسالة (الوصية للاجيال)، صابرا محتسبا ننقلها كما هي، بعنوان :
" هذه أمانتي التي أوصي بها الأجيال " :
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله، معلم الناس الخير، و آله و صحبه أجمعين، وبعد : أحيط كل أهلي وأقاربي وإخواني الأعزاء وأخواتي الفاضلات وكل من يجمعني بهم هم النهضة الحضارية للمجتمع والأمة، داخل الجزائر وخارجها، منذ أن كنا في مقتبل الشباب، نتوق إلى الأفضل والأشرف والأكرم، ونعمل من أجل ذلك، بأن الله تعالى قد ابتلاني بمرض صعب، سيحد كثيرا من طموحاتي وفعاليتي، وإني آمل أن يكون خفيفا علي، حتى أكمل بعض حقوق مشروع السننية الشاملة علي، الذي كرست له كل لحظة من لحظات حياتي، وعاش معي في اليقظة والمنام منذ ما يقرب من ستين عاما، وأزعم أنني قد وصلت إلى خلاصات مهمة تتعلق بفقه النهضة الحضارية، وفقه الاستخلاف في الأرض، الذي هو عصارة الوعي الإنساني، وشرط إنجاز نهضته الحضارية، والقيام بخلافته في الأرض.
فإن شفاني الله تعالى، أو خفف عني الضر، فإني ماضي في هذا الطريق إلى آخر نفس في حياتي، حتى ألقى الله تعالى وأنا على نية عمل مبارك يرفع به الله تعالى الأفراد والمجتمعات والأمم، وإن حكم علي بمغادرة هذه الدنيا إلى عالم الحياة الأخروية، فإني أكون بهذا قد بلغتكم هذه الأمانة الكبيرة التي عاشت معي ومع كثير منكم ما يقرب من ستين عاما، وإني أدعو الله تعالى أن يقيض لهذه الفكرة من يفهمها جيدا، ويقدر قيمتها الكبيرة، ويعطيها ما تستحقه من فكره وطاقته وجهده وماله وإمكاناته عامة، حتى تصل إلى كل فرد في المجتمع والأمة والإنسانية ويستفيد من بركاتها الجميع.
وبهذه المناسبة أعتذر لكل الأفاضل والفضليات في الجزائر وخارجها، بأنني لا أمتلك أي طاقة للحديث أو الكتابة أو التواصل، بسبب المرض، وأحيل كل من له شيء عندي بالتواصل مع منتدى الدراسات الحضارية، Mountada Al-Dirassat Al-Hadhari
ولا تنسوني من دعواتكم.. و الله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
توقيع : أخوكم ومحبكم المعتز بكم، الدكتور الطيب رغوث
منتدى الدراسات الحضارية يناشد طلبة الشيخ و رفاقه و معارفه في الالحاح بالدعاء:
من جهته وجه المجلس العلمي لمنتدى الدراسات الحضارية، نداء طلب فيه "الدعاء لشيخنا و أستاذنا الكبير الدكتور الطيب برغوث ( حفظه الله و شفاه)، وجميع المسلمين المرضى والمبتلين، الذين طلبوا منا الدعاء" ،حسب ما نٌــشر في صفحة المنتدى قولهم :
تهيب ادارة منتدى الدراسات الحضارية، من تلاميذ و رفاق و معارف الشيخ الفاضل الدكتور الطيب برغوث ، شفاه الله و عافاه، كما تهيب بجميع المؤمنين أن يخصوا الشيخ الدكتور الطيب برغوث، وكل مرضى المسلمين، بالدعاء الخالص له ولهم بالشفاء واللطف والتيسير، وأن يجعل مرضه ومرضهم جميعا تزكية وتطهيرا له ولهم من الذنوب، ورفعا لدرجاته، وهم في أمس الحاجة منا إلى الدعاء، فلا تحرموهم جميعا من دعواتكم أيها الأفاضل والفاضلات، صغارا وكبارا. وتذكروا أن دعواتكم لا تنفعهم وحدهم، بل تنفعكم أنتم كذلك، فقد جاء في الحديث النبوي الشريف كما في صحيح مسلم: ( دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعَا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ ).
اللهم اشف الشيخ الطيب برغوث وعافه والطف به وبجميع مرضى المسلمين، واجعل مرضهم جميعا تزكية وتطهيرا لهم من الذنوب، وأفرغ على أهله وأهلهم جميعا صبرك ورحمتك ورضاك... آمين.
ردود و أدعية بالشفاء من مختلف جهات العالم الإسلامي:
كما لاقى هذا النداء، ردود فعل من مختلف جهات العالم الإسلامي، بعد الإعلان بساعة تقريبا ، حيث تفاعل طلبته و إخوانه، منهم :
المفكر الإسلامي الدكتور فتحي حسن ملكاوي، من المعهد العالمي للفكر الإسلامي من الأردن، الذي كتب: " نسأل الله لأخينا العزيز الطيب برغوث تمام الصحة والعافية، والشفاء من كل داء. اللهم أذهب البأس عنه واشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً ولا هماً ولا مرضاً. وإنا معك في مشروعك الجليل ماضون إن شاء الله."
كما غرد المفكر و الكاتب الإسلامي غازي عناية (السوري – الفلسطيني)، الذي تعرف عليه في جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة ، كتب بقوله:" شفاك الله دكتورنا ومتعك بالصحة والعافية".
و تحت عنوان الدكتور الطيب برغوث و"أمانة مشروع السننية الشاملة"، كتب أحد أنجب طلبته" أ.د. عيسى بوعافية من الجامعة الإسلامية بقسنطينة، ما ملخصه: " قرأت الكلمة المقتضبة التي نشرها أستاذنا الطيب برغوث؛ في صفحة منتدى الدراسات الحضارية، فشعرت - كما شعر كثير غيري - بثقل الأمانة التي ألقاها فضيلته إلى هذا الجيل الذي نحن جزء منه والأجيال التي تليه!
بغض النظر عن الصيت الذائع للرجل، وبعيدا عن الشهرة التي طارت باسمه في الآفاق؛ وبمنأى عن المدح الذي يشينه الغلو والإطراء والمبالغة؛ فالطيب برغوث واحد من المفكرين الجزائريين الذين يسببون لنا الفخر والاعتزاز بوطننا الذي يملك أعلاما في مثل ذلك المستوى الراقي من الوعي والفهم والوسطية والرسالية..
يظن كثير من المثقفين - داخل الجزائر وخارجها - أن الدكتور الطيب برغوث ما هو سوى امتداد طبيعي لفكر الأستاذ مالك بن نبي الحضاري، لكن القارئ المتعمق في مؤلفاته كلها، يجد - بكل وضوح - أن الرجل صاحب مشروع فكري متميز، يستوعب الأطروحة البنابية في فقه النهضة الحضارية ويضعها في سياقها السنني الأشمل، وهو سياق " منظور السننية الشاملة "! وهو مشروع متكامل، واضح القسمات، ممتد الفروع والتفصيلات، أصيل أثيل، لا يمكن أن تنسبه لغير صاحبه " الطيب برغوث .. "
لقد كان بإمكان الدكتور الطيب برغوث، وهو مقيم بالنرويج حاليا، وزائر مرحب به في عديد من بلدان العالم عموما، والعالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص؛ أن يحقق مشروعه في أي بلد من تلك البلدان، ولكنه أبى إلا أن يحقق حلمه في بلده، وبين أبناء وطنه، وأن تكون الجزائر الحبيبة، مركز إشعاع هذا المشروع الحضاري الإنساني المتميز، تماما مثلما كان يأبى أن تنشر كتبه التي جاوزت الخمسين إلا في وطنه!
أيها الجزائريون الأحرار! أيتها الأمة الإسلامية الأبية! دونكم الرجل، مادام فيه عين تطرف، إنه ثروة قومية أغلى من اليورانيوم والذهب والبترول .. إنه رمز للوفاء والتضحية والأصالة والوطنية .. إنه معلم للتدين والوسطية والاعتدال .. إنه منجم علم وفكر وتجربة .. إنه شرارة انطلاقة حضارية واعدة .. أَقبِلوا على كتبه وتراثه؛ واقرؤوها قراءة الناقد البصير، وأعملوا فيها مشرط البحث والتحليل والنقد، وقارنوها بنتاج أساطين الفكر الإسلامي والعالمي، ثم انظروا واحكموا بأنفسكم؛ أيَّ فتى أضعنا ؟ ودونكم أمانته التي حملكم إيّاها .. صونوها وارعوها حق رعايتها، واعلموا أن فيها عزكم وشرفكم وفخركم وسؤددكم في الدنيا والآخرة!!
تعاليق أساتذة و طلبة الشيخ على صفحته في المنتدى:
وعلق العديد من زوار صفحة المنتدى ، حيث كتب أحد الأساتذة بقوله : " والله ابكيتنا يا استاذ؛ شفاك الله وعافاك؛ نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمدك بالصحة والعافية والسلامة؛ وان يثبت اجركم استاذ؛ ويحقق أهدافكم".
و كتب الأستاذ بوجمعة ب. الذي يعرف الشيخ منذ عقود: "اللهم ربنا انك تعلم ان الاستاذ الشيخ الطيب الذي نحسبه من الصادقين المنافحين عن دينك بالحكمة والموعظة الحسنة منذ عقود من الزمن يرابط في الصف الاول على مشروع القيم الحضارية في هذا الثغر الذي ندر فيه المرابطون نسألك ربنا بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا ان تذهب البأس عن مريضنا وترفع عنه الضر وتلبسه لباس الصحة والعافية وان لا تفجع من لهم غيرة على عزة دينك ونهضة أمة الاسلام ووطن الشهداء والقيم بغيابه فان هؤلاء في غربة لا يعلم المها ووقعها على النفوس الا انت سبحانك اللهم لا نسألك رد القضاء وانما نسألك التخفيف فيه نلتمس من جميع المحبين للأستاذ ونحن مقبلون على يوم الجمعة التضرع والدعاء بإخلاص له بالشفاء ولجميع المسلمين واستحضار شروط الاستجابة الدعاء".
وابتهل آخر بقوله: "نسأل الله العلي القدير أن يكرمكم بالشفاء العاجل ، و أن يمتعكم بالصحة و العافية ، فالأمة في أشد الحلجة لأمثالكم خاصة في هذه الظروف التي تكالب الغرب و الشرق على الاسلام و المسلمين ... بارك الله في عمركم .. اللهم آمين".
وتوجه ثالث بالدعاء قائلا: " طهورا إن شاء الله تعالى .. ولا أراكم الله ما تكرهون ..اللهم إنا نتوسل بك إليك ونقسم بك عليك أن تشفي الشيخ الطيب و تمد في عمره وعلمه وعمله ..إنك على ذلك قدير والإجابة جدير وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين."
أما الأستاذ رينة أميرة غردت بقولها :" أسأل الله ان يشفيك أستاذنا الفاضل ويلبسك لباس العافية فقد تعلمنا منك السمت الحسن والأدب الجم والكلمة الموزونة وان يجعل عملك عملا مقبولا مرفوعا تنال به الدرجات العلا فى الجنة امين".
الأستاذة حوراء باديس غردت من جهتها بقولها : "المؤلم حقا سيدي وشيخنا الدكتور الطيب أن يتم تهميش أمثالك من العلماء والمفكرين نشهد لك مذ عرفناك محاضرا في جامعات الوطن بالفكر المتميز والوعي الإنساني الرسالي وبشروط الانطلاقة الحضارية اللهم بقدر حمله للرسالة وبقدر تحمله مشاقها وبقدر خطواته إلى مختلف البلاد وبقدر كلامه وقلمه ووقته ومن استفاد من علمه ارفع عنه البلاء واشفه شفاء لا يغادر سقما وألبسه لباس العافية إننا نفتقد الى أمثاله فلا تحرمنا علمه وجهده آمين يا رب العالمين"..
وكتب الأستاذ مسعود من العاصمة أوسلو: " طهور إن شاء الله ، اللهم شافه و عافه و ارفع عنه الضرر و أفرغ عليه صبرًا و قوه و احفظه لعائلته ولنا و للأمة والإنسانية و أجب دعوته لإكمال ما سخر عمره من أجله.. أعلم أن الشيخ يحب هذا الدعاء " ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين وإجعلنا للمتقين إمامًا " و إني لأشهد الله بمعرفتي الطويلة و البسيطة جدًا به أنه إماما ً حقًا للمتقين.
أما الأستاذ عبد الرشيد، فقد غرد بقوله : " أبونا وأخونا الأكبر ومربينا منذ بداية السبعينات ،بداية الصحوة ،وإلى يومنا هذا.. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه شفاء لا يغادر سقما .. اللهم متع شيخنا الطيب بموفور الصحة والعافية، اللهم قوه وأيده وكن له سندا وعونا ونصيرا .. اللهم مد له في عمره – في الخير – ووفقه لأداء أمانة مشروعه الحضاري .. أقر عينه بتباشير ذلك المشروع حيا، واجعله له صدقة جارية ميتا .. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين !! ..