759

2

المعهد الوطني للفنون  الموريتاني يسعى لجلب خبرات المسرحيين الجزائريين

  أكد المخرج المسرحي الموريتاني "سلي عبد الفتاح" خلال ندوة :" تاريخ المسرح الموريتاني "  التي قدمها  بالمسرح الوطني الجزائري أن المعهد الوطني  للفنون الموريتاني يحاول فتح مجال التعاون مع المسرح الجزائري من أجل استجلاب خبرات التكوين للشباب المسرحيين الموريتانيين .

ذهبية عبد القادر

تأتي المبادرة في إطار البرنامج الجواري لمحافظة  المهرجان الدولي للمسرح ببجاية،  وبالمناسبة استعرض المؤلف الموريتاني تاريخ المسرح في بلاده   من خلال منظورين أو شقين ، الأول متعلق بالفرجة والثاني  بالمسرح داخل قاعة يقدم فيه عرض للجمهور ، وأشار إلى أن منظور الفرجة يعود إلى تاريخ ما قبل نشأة الدولة وتاريخ المجتمعات الحسانية  التي كانت تعيش في موريتانيا ، حيث تميزت هذه الفترة  ببروز عدة ظواهر تعتبر فرجة في تاريخ المسرح موريتانيا، أولها هي ظاهرة "لحمال" أي التقليد  والتي كان يقوم بها  رجل مختص في الحي أو القبيلة،حيث يقلد كل الشخصيات  ويروي الأحداث التي وقعت ، واصفا إياها  بطريقة فكاهية ويقدمها للجمهور أمام  موقد من النار و يتفاعل معه،ويكون ذلك غالبا  بعد صلاة العشاء ، أما النوع الثاني للفرجة فيتمثل في حكايات الجدات ، حيث كان الأطفال يتحلقون حول الجدة  لتحكي لهم قصصا ينامون  بعد نهايتها.

 وأكد المحاضر أن  هذا النوع كان له دوران :الأول ترفيهي والثاني تلهية الأطفال عن الأكل ، بالإضافة لظاهرة ثالثة  أصلت الفعل المسرحي لدى الطفل ، وهي تحريك الدمى وتسمى " سيد أحمد  لمقاط"ـ  وهي دمية خاصة بموريتانيا ولا توجد في أي منطقة أخرى ،وقال :"  وهو حدث فرجة جميل جدا ومشوق ، لكنه للأسف بدأ في الاندثار ،وقليل جدا من يمارسها اليوم,  وهو أحد مفاتيح الفرجة "، إلى جانب "استخدام الظلال " حيث يوقد أشخاص النار ويستخدمون  ظلالها  التي كانت تنعكس على جدران الكهوف أو الجبال للترفيه  .

تأسيس أول فرقة مسرحية في 1958

وفي نفس السياق أكد  المحاضر أن المنظور الثاني لتاريخ المسرح الموريتاني يتمثل في تأسيس فرق مسرحية ، فكانت أول فرقة هي "الكيوكوطية" التي تأسست في 1958 قبل استقلال موريتانيا بسنتين ، من طرف  همام الفال ، والتي قدمت عروضا  تعتمد على الكوميديا  ونجحت في فرض نفسها في المشهد الفني،وقال :" كانت هذه الفرقة تقدم عروضا  تنقد السلطة ، وكان  الرئيس المؤسس المختار ولد  دادا ه (1924-2003)يحضر عروضها مع وزرائه ،فيتم نقدهم  والتنكيت عليهم، وكانوا يضحكون ، ويدفعون تذاكرهم".، وتأسست  بعدها فرق مسرحية أخرى ،  وقد تميز هذا الفعل المسرحي الفكاهي والساخر من السلطة باعتماده أساسا على المنطوق الحساني للخلفية الشعرية الحسانية ، وأوضح أن انقلاب 1978 الذي أوصل العسكر إلى السلطة كان من نتائجه الوخيمة  توقف كل نشاط ثقافي ، ولم يبقى غير الشعر  الذي يمجد السلطة ، وتوالت بعده انقلابات  العسكرية أخرى في تاريخ الحكم بموريتانيا (1981-1982) ثم استأنف الاهتمام  بالمسرح لاحقا  ثم انتكس الوضع ليستأنف فيما بعد  مع فرق: تواصل، ومخضرمين، النجوم،الوعي) ، فحركت  هذا المجال الراكد ،وبدأت في  المشاركة في مهرجانات في الدول المجاورة في الجانب الإفريقي والعربي ،وهي التي رسمت الخط الجديد  ووضعت النقاط الأساسية  المتناغمة أو ما يعرف بالفعل المسرحي الموريتاني.

 

   كما نوه المتدخل بنشاط الفرق المسرحية التي ظهرت في  كل مقاطعات نواكشوط  بين سنتي 2008 و2009 والتي ورثت  أساس الفعل المسرحي من أول فرقة مسرحية موريتانية(الكيوكوطية)   وهو الحديث عن السلطة وأخطائها وزلاتها، وأشار إلى أن سنتي2007 و2008 شهدتا تأسيس ما يسمى بإتحاد أو جمعية  المسرحيين الموريتانيين، والتي تم من خلالها الاتفاق مع الهيئة الوطنية  العربية للمسرح بإطلاق المهرجان الوطني للمسرح المدرسي والذي كان النبض الذي بدأ يحرك الشارع ،  وشرع   المسرح بالفعل يشتغل على أسس سليمة.، بدعوة  خبرات من خارج موريتانيا ( كهارون الكيلاني )من أجل تكوين مسرحيين شغوفين بأبي  الفنون.

 تجدر الإشارة إلى أنه تم عرض على خشبة المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"أول أمس مسرحية" ديبة ضمن فعاليات  الدورة الرابعة عشرة  لمهرجان بجاية الدولي للمسرح.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services