2532

1

المعهد الوطني للفندقة و السياحة ببوسعادة... مسيرة نصف قرن من العطاء

تلبية لمتطلبات قطاع السياحة في مجال التكوين وإعداد الكفاءات التي تؤطر مجمل الخدمات السياحية في البلاد، يعتبر المعهد الوطني للفندقة والسياحة ببوسعادة كمؤسسة عمومية تنشط بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 210-12 المؤرخ في 17 جمادى الثاني عام 1433 الموافق لـ 09 ماي2012 الذي يحدد القانون الأساسي النموذجي للمعهد الوطني للفندقة والسياحة.

شيماء منصور بوناب

يسعى المعهد إلى الاستجابة لمتطلبات قطاع السياحة في تأهيل اليد العاملة وضمان التأطير التقني و المؤهل للمؤسسات السياحية التي أشار اليها محدثنا حديبي لخضر مدير المعهد لوطني للفندقة و السياحة في لقائنا معه ،وفي ذات السياق يؤكد قائلا "ضمان طرفي المعادلة في التكوين و التشغيل يعزز من تزويد مختلف مؤسسات الاستغلال الفندقي و الحموي بالإطارات المؤهلة التي تسمح بتطوير وتحسين المستوى المهني لمستخدمي القطاع الخاص والعام وتطويرالنشاط في ميدان السياحة والفندقة من خلال اتفاقيات بين المعهد والمؤسسات المعنية."

بين الأهداف و الاستراتجيات ... مسيرة مشرفة

وعن بداية إنشاء المعهد الوطني يوضح ذات المتحدث، بأنه معهد عريق في جانب التكوين السياحي و الفندقي يعكس مسيرة نصف قرن من العطاء 52سنة في التكوين المثالي الذي أسفرت نتائجه على المستوى الداخلي المحلي الذي يشهد تطور كبير في مؤسساته أو على المستوى الخارجي الذي يضم نخبة من الإطارات المكونة في مجال الفندقة و السياحة تحت اسم جزائري محض.

 وعلى ضوء ذلك يضيف "المسيرة مستمرة من أجل ترقية التكوين بمعايير عالمية ومدروسة حسب التقنيات الحديثة الموجودة و التي تشيد بضرورة مواكبة مستجدات الرقمنة و التكنولوجيا ،وذلك حسب ما يفرضه الواقع و الرهانات العالمية".

وبالعودة لمحور الانطلاقة  أشار محدثنا إلى أن أول دفعة انطلقت من المعهد سنة 1971تحت تأطير أجنبي، اتخذ من الطابع الأوروبي و الأمريكي نموذجا لتدريب و تكوين الطلبة الجزائريين في فترة ما بعد الاستقلال،غير أن أبناء الوطن بعد سنوات قليلة استردوا أحقيتهم الكاملة في تكوين و تدريب طلبة المعهد الوطني الجزائري متخذين من الثقافة الجزائرية فاتحة مشوار جديد يعكس الزخم الثقافي للجزائر العريقة .

وبالأرقام يوضح أن المعهد كوّن ما يفوق عم خمسة آلاف طالب وطالبة جزائرية ، وفق برنامج متكامل من حيث المنهج و الاستراتيجية التكوينية التي تمتاز بمؤهلاتها الدولية و طابعها النوعي الذي يمزج بين الأصالة الجزائرية و الثقافة الفرنسية و أوروبية التي كانت مشهورة في مجال الفندقة و السياحة.

برنامج  تكويني متكامل 

وبالحديث عن الدليل التكويني بالمعهد الوطني للفندقة و السياحة ، ينوه محدثنا لوجود شعبتين تكوينيتين الأولى " تقني  سامي في الفندقة بثلاثة تخصصات تشمل "المطبخ و الحلويات والمطعم والإدارة الفندقية و الاستقبال "و الثانية شعبة السياحة التي ترتكز بدورها أيضا على الاستقبال و تنظيم التظاهرات و الإنتاج و التسويق السياحي ".

أما من جانب المسابقات يفيد مدير المعهد الوطني ،أنهم و ككل سنة ينظمون مسابقات الانضمام للصفوف التكوينية بالمعهد الوطني وفق بنود أساسية تكون مبرمجة في دفتر شروط المقرر الوزاري بالشعب و المناصب المفتوحة للمشاركة،التي تنطلق فعالياته ابتداء من أول يوم من شهر جويلية حتى 31 اوت وتخص استقبال الملفات فقط .

تليها دراسة دقيقة لتلك الملفات انطلاقا من الامتثال لمعايير السن الخاص بالمترشح والذي يفرض قبول المترشحين الذين هم من 18الى 28 سنة ، ثم تحديد المستوى التقني المتعلق بالمستوى الدراسي الذي يشترط التحصيل الدراسي للسنة الثانية ثانوي أو الثالثة ثانوي شرط المعدل لا يقل عن 8 وذلك فيما يخص التكوين التقني .

اما التقني السامي فالشروط تختلف في المستوى الدراسي الذي يتعدى معدل المترشح فيه 8 للسنة الثالثة ثانوي، يضاف اليه أصحاب الباكالوريا الذي يكون امتحانهم في شكل مقابلة شفهية تدرس الجانب النفسي و التواصلي للمترشحين من حيث الكفاءة و القدرة الفكرية ، وعلى عكس ذلك يخضع من هم دون البكالوريا إلى امتحان كتابي في الثقافة العامة و الإنجليزية و الفرنسية ثم المقابلة الشخصية مع لجنة مختصة في دراسة الجانب الفني في فن التعامل و الحديث و التواصل .

وفي ذات السياق يوضح محدثنا" بعد عملية تمحيص النتائج يتم استقبال ما لا يتعدى عن 150 مشارك فقط من مختلف ربوع الوطن ، وعلى سبيل الذكر فقد أحصى المعهد الوطني للفندقة و السياحة في هذه السنة التكوينية ما يفوق عن مشاركة 36 ولاية ."

التراث و التقاليد ... دليل سياحي بامتياز

من محور "اكرام الضيف " يؤكد لخضرحديبي أن المعهد الوطني للفندقة و السياحة يركز في سياسته التكوينية على الثقافة الجزائرية بكل عاداتها و تقاليدها التي تشيد باللباقة في التعامل مع الضيوف أو السياح باعتبارها من الشيم الراقية التي نشأ عليها أبناء الجزائر منذ قرون مضت .وبهذا المنطلق يسعى المعهد الوطني إلى تطوير هذه العادات و التقاليد بشكل علمي و عملي أكاديمي يحدد البروتكولات المعمول عليها لتحسين جودة التعامل الراقي مع زوار الجزائر باختلاف عاداتهم و ثقافتهم .

ولعل ذلك ما فرض ادراج نقطة "دراسة عقلية السائح" في برنامج المعهد باعتبار أن لكل سائح خصوصية في التعامل معه حسب المكان الذي ينتمي إليه، ويقع ذلك في سبيل إرضاء الزبون و كسب ثقته و للترويج للثقافة الجزائرية أيضا .

في ختام لقائنا مع مدير المعهد الوطني للفندقة و السياحة يؤكد أن الزبون او السائح يعتبر اقتصاد جديد نكتسبه في سبيل الاشهار لخدماتنا و تعاملاتنا التي باتت تنافس المنتوج الدولي بمعايير عالمية تؤطرها أيدى مؤهلة تقوم على تجديد المعارف و المكاسب للخروج من قوقعة الحدود الصغير إلى العالم الأكبر عن طريق التعريف بمواهب الجزائر في الفندقة و السياحة.

 

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services