69
0
الخالدون: القائد الوطني الكبير الشهيد يزيد حويحي
.jpg)
بقلم : جلال محمد حسين نشوان
عرفته زنازين السجون والمعتقلات الوحشية الصهيونية التي أمضى فيها أكثر من خمسة عشر عاما، عرفته قيادة حركة فتح بكافة هيكيلياتها، عرفته الميادين والمظاهرات المنددة بالاحتلال، عرفته الفعاليات الوطنية الفلسطينية في كل المناسبات، عرفته أقاليم فتح وشباب حركة فتح،
من ركام الألم، ومن رحم المعاناة، تشمخ سنابل فلسطين وقاماتها العملاقة، لتنير درب الأحرار في كل بقاع الأرض،
تقف الحروف حيرى ، عاجزة على أن تنتظم بمديح يليق بمقامهم، هم رجال عز نظيرهم ، هم نبض البطولة وانشودة التضحية والفداء ،حملوا الوطن في عقولهم وقلوبهم وحدقات عيونهم ترجل الفارس وذهب الى عليين ، وبقيت سيرته العطرة تفوح في أرجاء الدنيا ،فمهما عبرنا عن شخصيته النقية لن نوفيه حقه ،لكن الكلمات تزاحمت على بوابة مجد فلسطين العظيم ،تاهت الحروف واختنقت الأصوات ألما وحزناً، ووجعاً ذرفت دموع العيون وشردت الأذهان علها تستذكر كل الشهداء الأطهار الذين لبوا النداء تلعثم اللسان ، وذبلت المآقي، لكن ضوء الشمس أشرق وتوهج وجعلنا نقترب من الشهيد القائد الوطني الكبير، يزيد حويحي من بيت حانون بشمال مدينة غزة، قلعة الصمود والتحدي وفى هذه القلعة الشامخة استقبلت الدنيا الصرخة الاولى ليزيد.
حيث كان ميلاده ميلاد خير وفرحة ، فوالده الذى استبشر خيراً ، كان دائما يغرس فيه كل القيم وروح الثورة حمل ميلاد هموم الوطن في نفسه الوديعة ، ،وغدا فتى مناضلاً يذود عن أبناء شعبه بكل الوسائل، وكان شاباً محبوباً ، متواضعاً ، كان يزيد يري جرائم الاحتلال الصهيوني الارهابي التي تمارس ضد شعبنا في كل مكان، فحمل كل ذلك في نفسه الوديعة ، فقرر الدفاع عن شعبنا الفلسطيني، فاختار النضال والمظاهرات ليحرك الجماهير للتصدي للاحتلال ومستوطنيه.
لقد ساهمت كل الأحداث المريرة في صياغة شخصيته النضالية والتي كانت محطة مهمة من محطات حياته المشرقة ، فكان مناضلاً كبيرا بحجم التحديات ،لا يمل ولايكل الا ويبث روح النضال في اوساط زملائه ، ....
كان يزيد طالبا في مدارس بيت حانون الابتدائية والاعداية والثانوية للبنين، والأوسط بين أشقائه، وعلى خطى والده الحاج محمد عبد الرحمن حويحي ، فكان بالرياضة و أغاني الوطن والعودة، والأطفال، ورغم صغر سنه، كان يحلم بتحرير فلسطين، وأن يعود اللاجئون لبيوتهم.
انعكس حب يزيد للرياضة في نادي بيت حانون على زملائه وكل محبيه وبعد ذلك التحق بصفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وكان مناضلا كبيرا شامخا، كان يزيد رحمه الله دمث الخلق ،عزيز النفس ،متواضعاً ،ثائراً حتى غدا شخصية نضالية كبيرة لها بصمات كبيرة فى الحركة الوطنية.
كانت حياة هذا الفارس الفلسطيني العملاق حافلة بالانتصار للفكرة والحلم والعودة الى فلسطين ضد المحتل الغاصب، حيث تجسدت كل القيم والمثل في اعماق قلبه ،وكانت بمثابة ثورة وقوة وعنفوان، جعلته ينتصر لدموع الأطفال الذين صرخوا من حمم الطائرات الأمريكية الصنع التي تدمر البيوت على رؤوس ساكنيها ،ليحولها الى ثورة ضد القتلة من عصابات الاحتلال الذين يحرقون البشر والشجر ، حيث كان يبكي في داخله، والألم يمزقه، لكن الليل لن يطول وان الحلم سيتحقق باذن الله والقدس ستعود لتعانق كل المدن وتتربع على عرش الأصالة والجمال وتحتضن أبناءها يزيد يا ابننا الغالي : أنت حييٌ فينا ، وسيظل صوتك الجميل نبراساً نهتدي بها.
رحلت يا أبا العبد لتلتحق بالشهداء القادة و العمالقة ياسر عرفات وخليل الوزير، وصلاح خلف وزياد ابوعين وفارس عودة والشقاقي وابوعلي مصطفى وكل الشهداء الميامين ... حبيبنا يزيد يا أبا العبد ....
سافرت ولكن السفر الطويل، سفر الثورة الشاق والصعب، الثورة التي هى حياتنا، فأبناء شعبك يكبرون على الجراح العميق، يقفون أمام العواصف والأنواء، شامخين ،متسلحين بالإيمان وبحتمية العودة ، وطرد المحتلين الغزاة.
رحم الله الشهيد يزيد الذى كان مناضلاً استثنائيا كبيرا وقامة وطنية شامخة أثرى بعطائه وتضحياته الحركة الوطنية الطلابية التي كانت ومازالت عنواناً مشرقاً لفلسطين ولكل الأحرار،..
سيبقي يزيد حويحي وكل شهداء فلسطين قناديل مشرقة وخالدة ،على جبين الوطن وسيظل اسم يزيد حاضراً دائما فى وعي وضمير كل الأحرار والشرفاء الذين يذكرهم التاريخ .
وسيظل ابا العبد من الشهداء العظام الذين زرعوا سنابل الحصاد وغادروا الذين رسموا أسماءهم في سجل الخالدين سلام عليك يزيد يوم ولدت ويوم ناضلت ضد الاحتلال حتى الرمق الأخير ويوم غادرت شهيداً عظيماً شامخاً سلام عليك وقد أصبحت أيقونة للبطولة وانشودة الوفاء.