بمناسبة ترسيخ التصنيف والاعتراف بالقفطان والأرفطان الجزائريين كتراث ثقافي عالمي من قبل منظمة اليونسكو، وإحياء الذكرى الثالثة عشرة (13) لإدراجهما ضمن الذاكرة الإنسانية، ينظم المركز التفسيري ذي الطابع المتحفي للباس الجزائري التقليدي والممارسات الشعبية بالجوهرة تلمسان يومًا دراسيا واحتفاليًا يندرج ضمن ديسمبر شهر التصنيفات، ليكون محطة علمية وثقافية تؤكد عمق هذا الإرث الملبسي وأبعاده التاريخية والجمالية.

كمال صوفي 

  يسعى هذا الموعد إلى إعادة قراءة القفطان الجزائري بوصفه موروثا حيًا تشكل عبر القرون وتنوعت تجلياته بتنوّع البيئات والمرجعيات المحلية، ضمن وحدة رمزية تعكس الهوية الثقافية الوطنية.

ويأتي هذا اليوم الدراسي ليبرز أن الشدة ليست نموذجا ملبسيًا واحدا ثابتا، بل منظومة غنية تتعدد أشكالها وتسمياتها ودلالاتها من منطقة إلى أخرى، في انسجام تام مع الخصوصيات الاجتماعية والجمالية لكل مجال، وهو ما يتجلى من خلال اختيار الشدة المستغانمية المعروفة ب"التڨريفة" ضيف شرف لهذه الطبعة، في إشارة دالة إلى ثراء اللباس التقليدي الجزائري وتعدده، وإلى كون القفطان نفسه يحمل صيغا تعبيرية مختلفة باختلاف الجغرافيا والثقافة، كما يرافق هذا الموعد الثقافي تنظيم معارض متنوعة للألبسة الجزائرية المصنفة عالميا، في عرض بصري يختزل مسارا حضاريا طويلا ويعكس تلاقح التأثيرات التاريخية التي صاغت ملامح هذا التراث، وذلك يوم الإثنين 15 من ديسمبر 2025 على الساعة العاشرة صباحًا بقلعة المشور معقل الزيانيين بتلمسان، في تظاهرة مفتوحة للجمهور تؤكد أن تنوع اللباس الجزائري هو عنوان أصالة وهوية جامعة وذاكرة متجذرة في وجدان الأمة.