47
0
الهيئة الدولية (حشد) تُصدر تقريرا حقوقيا جديدا
بعنوان: “هندسة التجويع والتهجير القسري – خطة أمريكية بغطاء إنساني”

أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تقريرًا حقوقيًا تحليليًا بعنوان: “هندسة التجويع والتهجير القسري – خطة أمريكية بغطاء إنساني”، أعدته المحامية والباحثة الحقوقية ياسمين قاسم، تناولت فيه الخطة الأمريكية-الإسرائيلية لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، محذرة من استخدامها كأداة ناعمة لترسيخ واقع التهجير القسري، وإعادة تشكيل الخارطة الديموغرافية والجغرافية للقطاع تحت غطاء إنساني مخادع.وأكد التقرير أن ما يجري في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، لا يمكن وصفه إلا بأنه حرب إبادة جماعية ممنهجة، استخدم فيها الاحتلال كافة الأدوات، بما فيها القتل الجماعي، التجويع، التعطيش، التهجير القسري، التدمير الشامل للبنية التحتية، واستهداف منظّم للمدنيين، والعاملين في القطاع الصحي، والإغاثي، والإعلامي.
أرقام مفزعة وإحصائيات صادمة
كما أورد التقرير إحصائيات مرعبة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، أبرزها استشهاد أكثر من 62 ألف فلسطيني، منهم 70% من النساء والأطفال ، نحو 18 ألف طفل و12 ألف امرأة بين الشهداء، إضافة إلى 11 ألف مفقود تحت الأنقاض ، وأكثر من 120 ألف جريح، بينهم آلاف بإعاقات دائمة، و40 ألف يتيم.
وأشار التقرير إلى استخدام سلاح التجويع والتعطيش بحق السكان، مع 90% من السكان على حافة المجاعة ، إغلاق المعابر لأكثر من 81 يومًا، واستهداف 162 قافلة إغاثية، واستشهاد 754 عنصرًا من فرق الإغاثة.
ووفاة 58 شخصًا نتيجة الجوع، و242 وفاة بسبب انعدام الرعاية الصحية، وأكثر من 300 حالة إجهاض خلال 80 يومًا، ونزوح 90% من السكان، وتحوّل 70% من مساحة غزة إلى مناطق محظورة ، وتدمير أكثر من 210 ألف وحدة سكنية كليًا، ودمار شبه كامل في البنية التحتية، والمنظومات التعليمية، والصحية، والإعلامية.
خطة أمريكية بغطاء إنساني: استراتيجية تهجير ومراقبة
يرصد التقرير بالتفصيل الخطة الأمريكية-الإسرائيلية لتوزيع المساعدات، موضحًا أنها تتجاوز الجانب الإنساني لتكون جزءًا من استراتيجية عسكرية وأمنية شاملة، تهدف إلى فرض أمر واقع جديد يقوم على:
تقويض دور وكالة الأونروا، وتأسيس بدائل “خاصة” مثل مؤسسة “غزة الخيرية” (GHF)، التي سُجلت في سويسرا في فبراير 2025.
إدارة المساعدات عبر شركات أمنية خاصة مثل “بلاك ووتر”، وربط توزيعها بمعلومات بيومترية وتحقيقات أمنية، تحول مراكز التوزيع إلى “معسكرات مراقبة”.
تركز مراكز المساعدات في جنوب القطاع، مما يُساهم في تعزيز التهجير القسري من شمال غزة.
ربط المساعدات بأهداف سياسية وعسكرية ضمن خطط مثل “الأصابع الخمسة” و**”عربات جدعون”**، التي تهدف لتقسيم القطاع إلى مناطق خاضعة للرقابة العسكرية الكاملة.
مخاطر مقلقة وتوصيات واضحة
يحذر التقرير من تداعيات هذه الخطة، مشددًا على أنها تحوّل المساعدات إلى أداة عقاب جماعي وشرعنة للهيمنة ، تُمارس تمييزًا ضد الفئات الأضعف، وتحوّل الغذاء إلى أداة إذلال وإخضاع، تُكرّس خصخصة العمل الإنساني وإقصاء المؤسسات الأممية، ما يفتح الباب لفوضى إنسانية مدروسة ، و تهمّش الاحتياجات الأساسية الأخرى كالرعاية الصحية، وتركز فقط على الحد الأدنى من الغذاء لتكريس البقاء في حالة عوز دائم.
حشد: نرفض عسكرة المساعدات ونطالب بمحاسبة الاحتلال
بدورها، تؤكد الهيئة الدولية “حشد” أن ما تم كشفه في التقرير يُعدّ جريمة حرب مركبة وانتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الرابعة، والميثاق الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مشددة على رفض تسييس المساعدات الإنسانية أو تحويلها إلى أداة تهجير أو إخضاع ، وضرورة ضمان استمرار عمل وكالة الأونروا كمؤسسة شرعية دولية تخدم ملايين اللاجئين الفلسطينيين، ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي وداعميه على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تُرتكب يوميًا بحق السكان المدنيين في قطاع غزة ، إطلاق حملة دولية لرفض عسكرة العمل الإنساني، وإدانة دور الشركات الخاصة التي تنتهك القانون الدولي تحت غطاء الإغاثة.