1122

0

الحرفي محمدي ناجي صناعة "القشابية" تتطلب جهد و هذه طريقة التحقق من جودتها

 القشابية تعد لباس تقليدي جزائري يصنف من أحد أهم الألبسة التراثية، استطاع أن يحافظ على أصالته كموروث توارثته الأجيال، وبات أحد أهم مقومات الشخصية الجزائرية، فهي تمنح صاحبها صفة الهيبة و الشموخ.

نزيهة سعودي

ارتبط لباس القشابية بالثورة التحريرية و الكفاح ضد الاستعمار، إذ كان لباس الثوار في الجبال والقرى، كما كان مخبأ للأسلحة التي نفذت بها العمليات الفدائية إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر.

تشتهر عدة مدن جزائرية بصناعة "القشابية" على غرار الجلفة وبسكرة ، المدية وغرداية والمسيلة، نتيجة برودة الطقس التي تميزها وكثرة تساقط الأمطار، و بصفتها مناطق رعوية، إذ يصنع هذا اللباس من وبر الجمال أو صوف الغنم فيكسو الجسد من الرأس إلى القدمين.

كان لبركة نيوز لقاء مع محمدي ناجي حرفي من ولاية جلفة بالتحديد من مدينة "مسعد" للألبسة التقليدية و خاصة القشابية، مدينة مسعد المعروفة بوبر الجمل و هي المنطقة الوحيدة  التي تمارس هذه الحرفة بصفة ، ورث هذه الحرفة من والده الذي كان يصنع البرنوس و القشابية التقليدية إلا أن الحرفي ناجي أدخل بعض العصرنة في هذه الحرفة ، مشيرا إلى أن هذا اللباس قديما كان خاص بالرجل فقط و حاليا تغير الوضع و أصبح لباس لجميع الفئات.

شارك  محمدي ناجي في العديد من المعارض منها الصالون الدولي للسياحة و الأسفار الذي يعد فرصة لتعزيز الوجهة السياحية الجزائرية ، على غرار مشاركات أخرى خارج الوطن كأوروبا و آسيا و إفريقيا فقد عرفت هذه الحرفة رواجا و إقبالا كبيرا خاصة من طرف الأوروبيين أين وجدوه لباس يعبر يقي من البرد كما يضيف أناقة لصاحبه.

صعوبات في اقتناء المادة الأولية نتيجة ندرتها

صناعة الوبر في الجزائر إذا اهتم به الشباب الجزائري يمكن أن يحقق أرباحا قيمة و يصبح البديل للبترول _حسب السيد ناجي_ و يدخل في تحقيق التنمية الإقتصادية الوطنية.

أماعن المادة الأولية تتمثل في وبر الجمل و صوف الغنم، إلا أنه في الآونة الأخيرة قل مربي الإبل و هذا راجع لعدة مشاكل يواجهها ،لهذا يقول محدثنا " نجد صعوبة في اقتناء المادة و نأمل من القائمين على قطاع السياحة الاهتمام بهذه المادة لأنها تعرف ندرة، لذا نضطر لإحضارها من الشرق الأوسط و هذا مكلف جدا".

و على صعيد آخر و بالنسبة لفكرة التعرف على جودة الوبر من تقليده أوضح محمد ناجي أنه حوالي 15 سنة اهتمت الجزائر بالصناعة التقليدية و أطلقت وزارة خاصة و ميزانية معتبرة لها، لكن للأسف هناك دخلاء على هذا القطاع يقومون بجلب بعض المنتجات المقلدة من الصين ليست معروفة من أي مادة صنعت ، لذا يجب على الزبون أخذ الحيطة و الحذر " كما أشار إلى بعض المعايير التي يمكن من خلالها إدراك جودة الوبر، التي قد تساعد الزبون على التحقق من جودتها فعند إشعال النار في صوف الوبر الحقيقي يحترق و يتحول إلى غبار أما الوبر  المزيف و المصنوع من البلاستيك "يتكمش".

عن سبب غلاء هذا المنتوج، ذكر ذات المتحدث أن هذا المنتوج باهض الثمن على المواطن البسيط، و هذا راجع لأسباب أبرزها أن عمل القشابية الواحدة يتطلب مدة زمنية طويلة  تصل حوالي 6 أشهر  تتعاون  على العمل إمرأتين، ثانيا من يشتغل في هذا القطاع هن نساء ماكثات في البيت تقدم لهن ورشات مفتوحة، أما السبب الثالث هو مشكل اقتناء المادة الأولية.

ضرورة توارث هذه الحرفة جيلا بعد جيل 

للجمل خصائص و مميزات و يسمى بسفينة الصحراء، و في هذا السياق فسر السيد ناجي أنه عندما يخيط الوبر و يصبح قشابية عليه أن يتوارث جيلا بعد جيل و يحتل قيمة عالية في التراث الجزائري الأصيل، و في نفس الوقت يساعد المرأة على كسب دخل إضافي لمنزلها كون أن العمل لا يحدد بدوام معين،  بل يمكن للمرأة الاستيقاظ على مبكرا ومزاوله العمل، و رغم الجهد الذي تبذله أثناء اشتغالها و المراحل التي تمر بها لصنع قشابية من غزل و تصفية الوبر، إلا أن المبلغ الذي تتقاضاه زهيد جدا بالنظر إلى الإرهاق الذي تواجهه.

و في الأخير قدم محمدي  ناجي رسالة للشباب الجزائري للحفاظ على هذا الموروث الذي هو بحد ذاته استقاه من والده منذ 1993 أين تعرض والده في تلك الفترة لأزمة صحية جعلته يضطر لمزاولة هذه الحرفة و إعانة عائلته رغم تعيينه آنذاك في المعهد الجهوي لولاية الجلفة، و اليوم وجد باب رزق و حب لهذه الحرفة و بدعاء من الوالدين يشارك السيد ناجي في العديد من المعارض الوطنية و الدولية،  و في هذا الصدد يقول" يجب على الإنسان أن لا يتخلى عن القيمة الاجتماعية و الإرث الجزائري الذي تزخر به بلادنا خاصة و أن لكل منطقة إرث يمثلها ، وجب إعطائه القيمة اللازمة".

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services