576

0

حبيب مونسي ...كاتب جزائري زاوج بين العلم الأكاديمي والإبداع الأدبي

تعد الحركية الثقافية حجر الأساس في ارتقاء المجتمعات وازدهارها على الصعيد الفكري و العلمي الذي يساعد على بلورة الوعي المجتمعي من خلال اعمال و منجزات الكتاب والمثقفين الذين يقدمون أدبا راقيا يستفيد منه الآخرين.

ومن بين نخبة الكتاب و صفوة هؤلاء المثقفين ، الكاتب حبيب مونسي عضو في المجلس الأعلى للغة العربية خريج جامعة سيدي بلعباس وصاحب 23 كتاب وستة روايات اتخذت من التزاوج بين العلم الاكاديمي والابداع الادبي مرجعا معرفيا يحفظ خصوصيته ويحقق تميزه.

شيماء منصور بوناب

 عاد بنا حبيب مونسي إلى أولى خطواته في الكتابة التي تعد حسب ما أفاده  به هاجسا يحمله كل أديب منذ نعومة أظافره ، فتجعله في مرحلة ما من حياته يستشعر انه مدفوع للتعبير عن ذاته و أن يكتب عن الوسط المحيط به محاولا ترك أثرا و بصمة لا تمحى ، تكون فيها المحاولات الانطباعية الأولى في  شكل خواطر وقصص  قصيرة حتى  يتضح المشروع مع  السن حين يكبر الانسان و تتوسع معارفه و تزداد قراءته و تتنوع اهتماماته، فقط حينها يجد نفسه داخل منظومة ثقافية فكرية ينتمي اليها سواء ان كان الانتماء أصالة أو عند مثاقفة.

بين الكتابة الأكاديمية و الإبداعية ... التزام ويقين

وعن مسألة  الالتزام في الكتابة ، يؤكد الأديب أنها من بين أهم المراحل التي تحدد توجه الكاتب  وتحدد قضيته وفق بعض الأطر المعرفية  و القضايا الجمالية التي تضفي للعمل و المنجز لمسة و بصمة فريدة تراعي  الأسلوب و الإخراج  والابداع الفني الكتابي .

أما بخصوص أنواع الكتابة المنتهجة  يشير مونسي على ضوء ما قدمه من منجزات ، إلى العمل الأكاديمي كنوع أول يختص في كتابة البحوث العلمية  والكتب النظرية  التي  تستند على قواعد و أصول مضبوطة  حسب كل تخصص ، ثم الكتابة الإبداعية  التي تتخذ من تجاور  النوعين  "الاكاديمي و الفني الإبداعي" نهجا للتعبير و الوصف بنظرة جمالية تشد انتباه القارئ .

وفي ذلك عرج لأول إصداراته في النقد الاكاديمي سنة1996تحت عنوان   "القراءة و الحداثة "الذي طبع  في  مطبعة اتحاد كتاب العرب بسوريا،  ليليه بعدها في الادب و الرواية عنوان "جلالة أبو الأعظم" الذي طبع بالجزائر من مدينة وهران،  بطابع خيالي علمي .

وفي هذا الشأن أفاد محدثنا أن الاختلاف بين الكتابة الأولى و الأخيرة  يكمن في الشكل و المضمون  على حد سواء ،نتيجة المسافة الزمنية التي تكون بين الإصدارات ،وهو ما  يطلق عليها " مسافة النضج "لان الذي كتب في عمر الثلاثين ليس كالذي كتب وهو في عمر الستين  ".فتلك الفترة تلخص التجارب و تزيد المعارف وتوضح القضايا و تغير النظرة وبالتالي يكون المنجز العلمي أوالأدبي ناضجا ومتكامل الأطر وواضح المقاصد.

النقد في الجزائر... صراع حتمي بين المبدع والناقد  

على صعيد آخر تطرق مونسي لمشكلة النقد في الجزائر التي تعد محور جدل و اختلاف بين قطبين  أساسيين ،ألا وهما " الناقد و المبدع "، الأول يراعي التسلح بأدوات معرفية تسمح بالإدلاء برأيه في الموضوع المعالج والثاني أي المبدع يراعي فكرة تقبل الرأي و احكام النقد ، وفي ذلك يحدث الاصطدام حين يعجز المبدع الكاتب عن فهم احكام الناقد الذي يترجل في الأخيرمن نقده تفاديا للمشاكل .

أما عن فكرة وجود شباب نقاد ، أرجع الكاتب هذه الفكرة لسياق نقص الخبرة والدراية، لأن الناقد لابد من أن يكون قد بلغ من عمر منصبا، ومن الوعي مستوى ومن التجربة خبرة، تسمح له بنقد إنجازات غيره بكل موضوعية و دقة تراعي التمحيص و التحليل وبكل موضوعية و احترافية.

تراجع المقروئية .... يضيق على الكتاب والمؤلفين

  وفي ختام لقائنا نوه الأستاذ مونسي لمجمل الصعوبات و العراقيل التي تقف حاجزا أمام المؤلفين و الكتاب ، خاصة فيما يتعلق بعملية النشر التي تستنزف أموال الكاتب و تضيق عليه ماديا، يضاف إليها غياب جهات للنقد الأدبي الدقيق التي تثري الرصيد الفكري للإصدارات و الكتب التي غالبا ما تبقى رهينة الرفوف في المكتبات و قاعات المطالعة نتيجة تراجع المقروئية بشكل رهيب جدا اثر على المؤلفين و جعلهم في تردد و حيرة.

   وعن سبب تدني مستويات المقروئية، قال " الشباب اليوم أصبحوا قليل الصبر لا يطيقون قراءة بضعة صفحات حتى يصيبهم الملل"، هذا الأمرجعله يراجع قراراته و اصداراته ، خاصة الأخيرة منها  نظرا لعدد صفاحتها التي بلغت 790 صفحة بعنوان "الرواية الجزائرية ...الأفق و الانتظار و التي رغم رسالتها المنطقية إلا أنها تعجز الشباب لقراءتها وهو الحال عند جميع الكتاب و المؤلفين .

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services