احتضنت قاعة أحمد يوراس، صباح اليوم، تظاهرة فكرية وثقافية مميزة نظّمت إحياءً لذكرى الزعيم العالمي المهاتما غاندي، في أجواء جمعت بين الذاكرة النضالية والآفاق المستقبلية للشراكة بين الجزائر والهند.

أنيسة براهنة

استُهل اللقاء بتلاوة خاشعة من القرآن الكريم، حيث ترددت الآية الكريمة: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون»، لتضفي على الأجواء روحاً من السموّ والاعتراف بالتضحيات في سبيل الحرية.

 

في مستهل الكلمات الرسمية، قدّم مدير متحف المجاهد، السيد حسن مغدوري، كلمة مؤثرة نوّه فيها بعمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الجزائري والهندي، قائلاً إن "الكفاح المشترك ضد الاستعمار منح للعلاقات الجزائرية–الهندية طابعاً فريداً يتجاوز الدبلوماسية ليترسّخ في وجدان الشعوب".

 

أعقب ذلك تدخل سفيرة الهند بالجزائر، السيدة سواتي فيجاي كول كارني، التي عبّرت عن اعتزازها بالمشاركة في هذه المناسبة، موجّهة تحية تقدير للحاضرين، ومؤكدة أنّ "الجزائر والهند تتقاسمان إرثاً مشتركاً من التضحيات والنضال من أجل الحرية، وهو ما يؤسس اليوم لشراكة متجددة في مجالات التنمية والبناء".

 

بعدها، توالت المداخلات الفكرية والتاريخية التي نشّطها الأستاذ تبليت، والمجاهد عيسى قاسمي، إلى جانب مدير المتحف السيد حسن مغدوري، حيث تطرقت المحاضرات إلى الدروس الإنسانية التي جسّدها المهاتما غاندي في نضاله السلمي، وإلى كيفية تقاطع التجربة الجزائرية مع مبادئ المقاومة السلمية والتحرر الوطني.

 

اللقاء لم يكن مجرد وقفة تذكارية، بل شكّل منبراً للحوار الفكري الذي أبرز تقاطعات الماضي مع تحديات الحاضر. وقد خلص المشاركون إلى أنّ المستقبل بين الجزائر والهند يُبنى اليوم على أساس من الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، واستلهام القيم التحررية التي ألهمت الشعوب عبر التاريخ. وفي النهاية تم تكريم المجاهدين وبعض الشخصيات الهامة الحاضرة في هذا اليوم المميز 

 

هكذا، أضحت المناسبة تجسيداً لشعارها الجامع: "الجزائر والهند… تاريخ كفاح ومستقبل بناء"، عنواناً لمسيرة تتواصل بين بلدين جمعتهما التضحيات، وتوحدهما اليوم الرغبة في صنع غد أفضل.