بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تنعي الأسرة الثورية والشعب الجزائري المجاهد كفيل محمد محند  ارزقي المدعو سعد اقصريو الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالنضال والتضحية في سبيل استقلال الجزائر.

وُلد الفقيد يوم 13 فبراير 1937 ببلدية أولاد راشد، ولاية البويرة، وانضم إلى صفوف ثورة التحرير المباركة قبل أن يبلغ سن الثامنة عشرة. أوكلت إليه مهام الاتصالات ومرافقة ضباط جيش التحرير، ومنهم العقيد عبد الرحمن ميرة، بين مارس 1955 وسبتمبر 1956.

في سنة 1956، غادر الوطن لمواصلة نضاله في صفوف جيش التحرير الوطني بفرنسا ضمن فيدرالية فرنسا، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1960. وعند عودته إلى الجزائر، التحق بالإمداد العسكري بولاية البويرة، حيث أصيب برصاص العدو وأُلقي القبض عليه، ليُسجن ويتعرض للتعذيب لمدة خمسة أشهر قبل أن يتمكن من الفرار سنة 1961 والعودة إلى صفوف جيش التحرير الوطني.

وكان الفقيد أحد المجاهدين الذين ساهموا في وضع خطط التنسيق بين الولايات الشمالية لتهريب العتاد والمؤن، وإفشال محاولات المخابرات الفرنسية للسيطرة عليها.

ان الجزائر فقدت اليوم أحد رجالها الأوفياء الذين قدموا أعظم التضحيات من أجل الوطن. وبهذا المصاب الجلل، تتقدم الأسرة الثورية بأصدق التعازي لعائلته ورفاقه، داعين الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته.

إنا لله وإنا إليه راجعون.