222
0
الجزائر تعزز تواجدها الإقليمي بمشاريع فلاحية تضمن أمنها الغذائي

التزمت الجزائر في اطار بناء اقتصادها ، بدعم القطاع الفلاحي وتعزيز الأمن الغذائي، عبر فتح مجال الشركات التي تجعلها أكثر انفتاحا على العالم ، من خلال تنظيم الدورة الثالثة والعشرين من معرض - SIPSA FILAHA & AFRIKA FOOD EXPORT، الذي احتضنه قصر المعارض "صافكس" ، بمشاركة 750 عارضا من 39 دولة، وعلى مساحة تفوق 35.000 متر مربع.
شيماء منصور بوناب
استقطب الصالون الدولي حسب ما كان متوقع أكثر من 40.000 زائر محترف من مختلف التخصصات الزراعية، في إطار تكريس استراتيجيات التعاون بين المهنيين المزارعين، المستثمرين، ومصنعي المعدات والحلول الزراعية، بالإضافة إلى صناع القرار من داخل الجزائر وخارجها.
وفي كلمة للدكتور أمين بن سمان ، رئيس منظمة فلاحة إنوف و رئيس سيبسا فلاحة و أغروفود، في إفتتاح الصالون الدولي ، أكد أن تنظيم فعالية هذه الطبعة يأتي في سياق صعب متوتر ، خاصة في ظل التحديات الغذائية القادمة التي تفرض علينا التنسيق المتواصل ، عبر فتح كل قنوات التشاور و التعاون لتفادي أي أزمة يصعب مواجهتها بشكل فردي ، وللعالم تجارب غذائية قاسية في العقود الماضية تتطلب اليوم الفطنة و الاجتهاد و التظافر.
إيطاليا ضيف الشرف
انطلاقا من التجارب السابقة التي مرت بها العديد من الدول، كان للجزائر الحظ في تسطير سياسات مسبقة رائدة تأخذ بمجال الفلاحة و الأمن الغذائي لبعد آخر أكثر تطورا، استضافت على ضوئه، "إيطاليا كضيفة شرف للصالون الدولي سيبيا "، التي ستكون الوجهة الأساسية لاستقاء التجربة و الخبرة و ذلك مع التركيز على تعاونها الفعال في مجال الحبوب و اللحوم الحمراء." يضيف ذات المتحدث"
وفي هذا الشأن جاء المعرض في ثلاث تظاهرات متكاملة، تشمل جناح مخصص للزراعة وتربية المواشي وكذا جناح للصيد البحري وتربية المائيات، ثم كل ما له علاقة بتحويل المنتجات الزراعية و تكثيف التبادلات التجارية مع أفريقيا.
البيطرة.... أداة استراتيجية للنهوض بالقطاع الفلاحي
عرف النشاط حضور نوعي لعدة هيئات ومؤسسات أكاديمية ، من بينها المدرسة الوطنية العليا للطب البيطري ، التي كانت بمثابة حلقة وصل بين الطلبة و المتعاملين الاقتصاديين الناشطين في المجالات ذات الصلة، وفي ذلك أوضحت ممثلة المدرسة الأستاذة هاشمي أمينة، أن المشاركة في مثل هذه الصالونات من شأنه تحفيز الطلبة للولوج نحو العالم المهني أكثر ، فضلا عن تعزيز خبراتهم الميدانية .
مشيرة، أن تواجد قطاع البيطرة اليوم في هذا الصالون الدولي ، يعكس عمق التكامل بينه و بين المجالات الأخرى مثل الزراعة و الفلاحة و التغذية التي تشكل وحدة نموذجية للتكامل البيني الذي يحقق التنمية و يضمن الاستدامة.
وبالعودة للأهداف الأساسية للمدرسة، لفتت أنها تتماشى و السياحة العامة للدولة الجزائرية، لاسيما في شق الابتكار و المقاولاتية التي أصبحت حديث الساعة بفضل الجهود الاكاديمية و العلمية التي عززت دور النخبة في انشاء المشاريع و تطويرها بالاستفادة من إمكانيات المدرسة لاسيما ما ارتبط بالعمل الميداني في المزرعة التعليمية و ما شملها.
مشددة على طابع المدرسة المحفز للابتكار و الابداع بفضل برامجها النوعية التي ترتكز على التدريب و الديناميكية في الأداء التي تجعل من الفكرة مشروع ريادي مؤهل للانطلاق في الميدان الاقتصادي.
بدورها أكدت الأستاذة صحراوي ليندا دكتورة في علم الأحياء ، أن المدرسة تسعى لتنمية مفهوم الجودة والنوعية من خلال مخابرها البحثية التي تساعد الطلبة في تطوير مكتسباتهم كما تفتح لهم المجال للابتكار و التطوير وهو ما كان الدافع لزيادة عدد الطلبة المنظمين للمدرسة في السنوات الأخيرة رغم انها تفرض معدل مرتفع كشرط أولي للتسجيل فيها باعتبارها مدرسة وطنية عليا.
منوهة بأن الاهتمام بالبيطرة مؤخرا من قبل الشباب ، يعكس مدى تنامي الوعي بين الطلبة بدور البيطري في الحياة العامة، خاصة وانه المسؤول الأساسي في مراقبة الصحة الإنسانية من خلال السهر على السلامة الحيوانية لتفادي الأمراض المنتقلة من الحيوانات إلى الانسان، عن طريق التحصين.
مبادرات رائدة لدعم انتاج زيت الزيتون و التمر المحلي
وفي خضم فعاليات الطبعات السابقة للصالون الدولي للفلاحة ، تم إطلاق مبادرات استراتيجية أبرزها مؤتمر الأمن الغذائي الإفريقي الذي انطلق سنة 2024 بمشاركة 9 دول، ويقترح هذه السنة مشروعا تنمويا إقليميا طموحا تحت عنوان "2025 The Palm Tree Initiative" ، لتثمين الإمكانيات الصناعية لنخيل التمر، بمشاركة وفود من تونس، ليبيا، موريتانيا، العراق، السعودية، الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الصحراوية.
تثمينا لذلك، قال بن سمان، جديد النسخة الثالثة والعشرين، يجسد رمزية " شجرة الزيتون ونخلة التمر" الذي تم على إثره تخصيص جناحاً خاصاً للزيتون تحت اسم أوليوماد، لأن الجزائر تطمح في رؤيتها الجديدة تثمين جودة زيت الزيتون الجزائري العالية.
وتابع، أما نخيل التمر، فسيكون محور مبادرة علمية تحت اسم "مبادرة شجرة النخيل" 2025، تهدف إلى استكشاف التطبيقات الصناعية للنخيل وفتح آفاق جديدة أمام زراعة صحراوية فعالة ومستدامة.
الإنتاج المحلي ... للجزائر أولا ثم للعالم أجمع
وتحت شعار " للجزائر ومن ثم للعالم"، كشف بومجان جمال، مشرف المهندسين بشركة غراس، أن الشركة انطلقت سنة 2009 بتخصص نوعي يجمع بين الأسمدة و البذور و الفلاحة بأيادي جزائرية بامتياز وكفاءات محلية تعكس الأهمية الكبيرة التي توليها السلطات لقطاع الفلاحة باعتباره من بين القطاعات الأكثر ديناميكية و فعالية.
الاهتمام بالفلاحة بمختلف فروعها يعتبر استثمار حقيقي يمكن له في الآفاق القريبة أن يضمن الاستدامة المحلية خاصة إذ تم تعزيزها باستراتيجيات واعدة في البيطرة التي تضمن بدورها انتاج محلي صحي ومثالي يمكن الولوج به للأسواق التنافسية الكبرى مع أفضل و اكبر الشركات الدولية." يضيف ذات المتحدث".
وبخصوص الإنتاج الوطني ، في الخضر و الفواكه، قال، استطاعت الجزائر مؤخرا بلوغ مؤشرات عالية جدا من حيث الجودة و النوعية التي لا تحتاج مقارنة مع غيرها ، وهو ما أهلها بأن تكون ضمن الموارد الأولى الداعمة للاقتصاد المحلي.
وبالنسبة للثروة الحيوانية، عرج محدثنا للزخم الذي تعرفه الجزائر في سياق المواشي و الابقار وذلك يعود بالدرجة الأولى للاهتمام البالغ بها و السعي وراء تنميتها و تطويرها.