279
0
الجزائر والاتحاد الأوربي... شراكة إستراتيجية تبعث الانطلاقة المثلى لاستقطاب الاستثمارات
بعنوان "الاستثمار وتنويع الاقتصاد، تبادلات حول تجارب أوروبا الوسطى"، نظمت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار بالتنسيق مع مندوبية الاتحاد الأوروبي في الجزائر، اليوم الثلاثاء، لقاء تشاركي في إطار تنفيذ مشروع التعاون الذي أطلقته وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية مع الاتحاد الأوروبي، الهادف إلى ترقية الاستثمارات الأوروبية المباشرة في الجزائر.
بثينة ناصري
وفي مستهل اللقاء، كشف المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار AAPI، عمر ركاش، عن أرقام الاستثمارات الاوروبية في الجزائر، مؤكدا أنه في إطار المنظومة الجديدة للاستثمار وبدخول الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار حيز الخدمة تم احصاء 27 استثمار مسجل مرتبط بمستثمرين من الاتحاد الاوروبي، بمعدل 360 مليار دينار جزائري.
وأوضح ركاش أن هذه الحصيلة أولية فقط لأنه يوجد العديد من الاستثمارات أيضا في طور الدراسة على مستوى الوكالة، مذكرا بأن الوكالة بدأت بـ2.7 مليار دولار كبداية ولكن بالنظر إلى الرغبة وتغير كبير في مناخ الاستثمار في الجزائر، ومع تعدد هذه اللقاءات والمهام الاستطلاعية في أوروبا تؤكد جاذبية الإقتصاد الوطني للاستثمارات الأجنبية.
وحسب ذات المتحدث فإن هذه المجهودات تأتي ادراكا من رئيس الجمهورية بفكرة أن تنويع الاقتصاد الجزائري لا يكون إلا عبر بيئة استثمارية، وبتوفر الأمن والأمان للمستثمرين في بيئة استثمارية شفافة جذابة للاستثمارات ليس فقط الأجنبية بل الاستثمارات المحلية أيضا، مؤكدا أن هذا ما تعيشه الجزائر اليوم في إطار الديناميكية التي يشهدها الاقتصاد الوطني.
وأشار ركاش أن هذا اللقاء يندرج في إطار تقييم المحطات التي نفذتها الوكالة باعتبارها نقطة اتصال مؤسساتية، حيث أن البرنامج مس في لقاءات سابقة عدة مهام استطلاعية حوالي 08 مهام استطلاعية مست 10 بلدان اوروبية كانت آخرها 03 بلدان (التشيك، المجر، بولندا) من أوروبا الوسطى.
ونوه إلى استعراض التجربة رائدة في البلدان الثلاثة، مشيرا إلى رغبة الاتحاد الأوربي من أجل الإندماج في سلسلة القيم العالمية، باعتبار الجزائر محطة مهمة ونقطة تواصل واتصال بين الفاعلين في الساحة الاقتصادية، والجزائر تبحث عن الاندماج في القيم الجهوية والعالمية بالنظر لاهمية التجارب التي تقدم إضافة نوعية مع الاتحاد الاوروبي.
إستراتيجية دقيقة للدخول في عالم الاستثمار الاوروبي
وفي ذات السياق، أكد ممثل وزارة الخارجية والجالية الوطنية في الخارج والشؤون الأفريقية (MAECNEAA)، أرزقي يحياوي، أن هذا المشروع يتوافق مع الأولويات الاستراتيجية للحكومة الرامية لتحقيق التنمية الاقتصادية المتنوعة والمستدامة والتي تعتمد على تشجيع الاستثمار في جميع القطاعات التي من شأنها خلق الثروة ومناصب الشغل، والذي مكن من تنظيم عدة زيارات ميدانية للعديد من دول أعضاء الاتحاد الاوروبي.
وتابع يحياوي في كلمته أن هذه الزيارات الميدانية جاءت بهدف تعزيز جاهزية الجزائر كواجهة استثمارية واعدة لاستقطاب الاستثمارات الاوروبية المباشرة وآخرها البلدان الثلاثة المشاركة في تنظيم هذه الندوة و آخرين.
وأضاف أن هذا الملتقى جاء في اطار الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر والاتحاد الاوروبي يشكل سانحة للتبادل بين جميع الأطراف الفاعلة، كاشفا بذلك عن مساهمة التحول الاقتصادي في الناتج المحلي الاجمالي للاتحاد بنسبة حوالي 2% من جمهورية التشيك، 4.5 من جمهورية هولندا وأكثر من 1% من جمهورية الماجر.
ومن جهته، أشاد سفير الاتحاد الأوروبي بالجزائر دييغو ميلادو باسكوا، بالموقع الاستراتيجي للجزائر الذي يتطلب استثمارات كبيرة جدا، بالإضافة إلى بُعد مهم جدًا وهو الجيوسياسي، باعتبار أن أوروبا تريد إعادة التصنيع والحد من بعض التبعيات.
وقال سفير الاتحاد الأوربي "استراتيجية الجزائر جيدة وهي مشابهة لسياستنا ولكننا نريد أيضًا تعزيز سلاسل القيمة لدينا، وخاصة مع الدول المجاورة لنا، لذلك كل هذا يتطلب استثمارات كبيرة وأوروبا تشرع على وجه التحديد في هذا البرنامج الاستثماري وما نريد القيام به هو تعزيز الشراكة مع الجزائر وهذا بتعزيز الثقة والشفافية والتي تعد عناصر أساسية للغاية لتعزيز هذه الروابط".
فيما تم خلال فعاليات هذا اللقاء عرض تجارب اقتصادية ناجحة، ساهمت في بروز حركة النمو في قطاعات حيوية عبر مختلف الدول (بولندا، هنغاريا، الماجر، التشيك).