724
0
الجلفة: اختتام فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للثقافة والتراث النايلي
اختتم مساء أمس الخميس، المهرجان الثقافي الوطني للثقافة والتراث النايلي في طبعته الأولى، الذي قدّم على مدار خمسة أيام، برنامجا متنوّعا من عروض فنيّة وتقليدية في اللباس والحرف اليدوية بالإضافة إلى الطابع الغنائي الذي تتميّز به المنطقة.
الحاج بن معمر
واستُهل حفل الاختتام بآيات بيّنات من الذكر الحكيم من قراءة الشيخ صيلع موفق، بالإضافة إلى النشيد الوطني، كما رحّب منشط حفل الاختتام، الدكتور توفيق بن سالم، بالحضور المتمثلين في محافظ المهرجان الثقافي الوطني للثقافة والتراث النايلي المخطار صديقي، ومدير الثقافة والفنون، الأمين العام للولاية نيانة عن والي الولاية، أعضاء ونواب البرلمان، إطارات المجلس الولائي، الأسرة الثقافية والفاعلين في المجتمع المدني، وكذا أسرة الإعلام ورجال الصحافة.
مؤكدا أن المهرجان عبارة عن احتفالية ثقافية ثرية بالعروض والأنشطة المميزة التي حاول من خلالها كل القائمين والمشاركين على إبراز التراث النايلي كلّ بطريقته وكلّ بلمسته، مضيفا أن التظاهرة تعتبر رحلة ثقافية استثنائية اكتشفنا فيها عمق التراث النايلي وعراقة تاريخنا، وما المهرجان سوى بداية لمشوار طويل للاحتفاء بهويتنا وتراثنا والاعتزاز به.
وشكر منشط الحفل باسم ولاية الجلفة، كل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان، من الفنانين والمبدعين إلى الحرفيين والمتطوعين، قائلا أن هذا النجاح هو ثمرة تعاون وتكاتف الجميع، وأن الجلفة اليوم تحتفل بانتمائها إلى هذا التراث العريق، وتؤكد على أهمية الحفاظ عليه وتطويره ونقله إلى الأجيال المتعاقبة، وتتطلع أيضا إلى المزيد من الشراكات والتعاون والرقي من أجل بناء مستقبل مشرق يحافظ على الهوية الثقافية.
وفي كلمتها، قالت الدكتورة نادية بن ورقلة، عضو محافَظة المهرجان الثقافي الوطني للثقافة والتراث النايلي، أن أيام المهرجان كانت بمثابة احتفاء بالموروث الذي تزخر به منطقة ولاد نايل وأنها عبارة عن عرس ثقافي غير مسبوق ساهمت فيه المحافَظة والمشاركون بمختلف الحرف على غرار البرنوس النايلي والأغنية البدوية النايلية الضاربة في عمق التاريخ التي سحرت وأمتعت الجمهور الجلفاوي بأدائها المتميز، بالإضافة إلى عروض الفتناريا وفرسان البارود.
وأشارت بن ورقلة، أن المهرجان قد عرف أيضا كمّا هائلا من المداخلات القيّمة التي لامست مختلف جوانب التراث النايلي والتاريخ النايلي من وجهة نظر معرفية ونقدية، كان همها الأساسي منح هذا المهرجان بُعده المعرفي والعلمي للارتفاع بالتراث والتاريخ النايلي إلى آفاق أخرى أكثر معقولية وهو الهدف الذي تعتقد محافَظة المهرجان -على حد قولها- أن هذه الطبعة قد بلَغَته.
ورفع المهرجان -تضيف بن ورقلة- بعض التوصيات للسيد وزير الثقافة والفنون، تتمثّل في: 1- ضرورة تغيير تاريخ تنظيم هذا المهرجان بما ينسجم والأجندة التي تسمح لكافة مواطني ولاية الجلفة الاستمتاع بالعروض التي تُنظم بمناسبة المهرجان بعيدا عن رزنامة العمل والدراسة بالنسبة للطلبة والأساتذة. 2- زيادة اعتماد ميزانية هذا المهرجان الثقافي المهم. 3- العمل على المطالبة باعتماد التراث النايلي ضمن منظمة اليونيسكو كتراث إنساني ذو بُعد عالمي. 4- مطالبة وزارة الثقافة بإفادة لجنة سياحية تعاين التراث السياحي والأثري الذي تزخر به ولاية الجلفة. 5- طبع أعمال الندوات الأكاديمية للمهرجان في كتاب. 6- فتح منصّة رقمية ثابتة خاصة بالمهرجان في الطبعة القادمة. 7- إنتاج فيلم وثائقي يغطي التظاهرة من بدايتها إلى نهايتها. وخلصت بن ورقلة بالقول، أنّه في الطبعة القادمة، سيكون المردود أكثر نجاعة مع تدارك بعض النقائص إن وُجدت، مشيرة في نفس السياق إلى مقطع من قصيدة الشاعر أبو البقاء الرندي "لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ".
وفي كلمة الإعلان عن اختتام المهرجان التي ألقاها مدير الثقافة والفنون عيسى كعبوش نيانةً عن والي الولاية، أكّد على أهمية المهرجان في إبراز الموروث الثقافي لمنطقة أولاد نايل الممتدة من الأغواط إلى بسكرة وبوسعادة، والتي تتمركز في ولاية الجلفة، كما أشاد المتحدّث ببرنامج المهرجان الثقافي الوطني للثقافة والتراث النايلي، الذي تضمّن عروضًا متنوّعة شملت التراث المادي المتمثّل في المواقع الأثرية، المعالم التاريخية، الصناعات التقليدية، والحرف اليدوية، والتراث اللامادي المتمثّل في الفانتازيا، الشعر، الفلكلور، بالإضافة طبعا إلى الجانب الأكاديمي، كما شدّد على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي كمسؤولية مشتركة بين المواطنين والمسؤولين، مستشهدًا بأمثلة من الحياة اليومية مثل "قهوة فرارة" وإكرام الضيف والأعراس والأسواق والأمثال والحكم. كما وجّه الشكر لوزارة الثقافة على نجاح المهرجان، ولوالي الولاية على دعمه، معربًا عن سعادته بالتكامل والتناغم بين أبناء الوطن، واختتم كلمته بالتهنئة لولاية الجلفة وعرش أولاد نايل، متطلعًا للقاء في الطبعة الثانية. يُذكر أن حفل الاختتام قد عرف تنوّعا، تمثّل في وصلات غنائية مع الفنان المداني بالحاج وفرقة أشعار الحضنة المعروفة بالشيخ المرنيز، والفنان الطاهر رحاي، وإلقاء نصوص شعرية من قبل الشاعر عبد الغفار عبد الحفيظ الفائز بالمرتبة الأولى وطنيا بالعاصمة بجائزة مؤسسة فنون وثقافة في صنف الشعر الشعبي، والشاعر إبراهيم طيبي الذي ألقى قصيدة مؤثرة عن التراث النايلي والتي تفاعل معها الجمهور بطريقة جميلة، وكذلك تم إدراج مقطع حكواتي للراوية حنة.
كما عرف الحفل مجموعةً من التكريمات كانت من نصيب شولي بلخضر الذي كرّمه محافظ المهرجان المخطار صديقي ورئيس المجلس الشعبي الولائي، وكذا تكريم الشاعر عبد الغفار عبد الحفيظ.