176

0

الجفاف عند الاطفال ... بين المخاطر الصحية و الحلول العلاجية

يعتقد بعض الأطباء أن الجفاف يعني أن طفلك قد فقد كثيرًا من السوائل وليس لديه ما يكفي من الأملاح (الإلكتروليتات) في جسمه حتى يعمل بالطريقة الصحيحة. 

نزيهة سعودي 

و في الأصل هناك عديد من الطرق التي قد يُصاب بها الطفل بالجفاف، ويحدث في العموم إذا فقد كثيرًا من سوائل الجسم أو إذا كان لا يشرب ما يكفي من الماء.

بالإضافة إلى النزلات المعوية هي السبب الأكثر شيوعا للجفاف، وذلك لأنها تجعل طفلك يفقد كثيرًا من السوائل بسرعة بسبب الإسهال المستمر أو القيء ومع فقدان الطفل لشهيته بسبب المرض فقد لا يحصل على ما يكفيه من السوائل ويُصاب بالجفاف.

يمكن أن يؤدي التعرق الزائد أيضًا إلى الجفاف، خاصة عند الأطفال الصغار في الطقس الحار جدًا، أو عند الأطفال المراهقين الذين يمارسون أنشطة رياضية شديدة.

أما بالنسبة للرضع والأطفال الصغار معرضون بشكل خاص للإصابة بالجفاف لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالإسهال والقيء والحمى، لهذا يعد الجفاف عند الأطفال هو حالة طارئة يجب التعامل معها فورًا لأنها قد تكون مهددة.

 

الجفاف يودي بحياة الاطفال الصغار 

كما يعتبر الجفاف أحد أهم الأسباب المؤدية إلى وفاة الأطفال في سنوات حياتهم الأولى، وهو أحد أخطر مضاعفات الإسهال و ثاني الأسباب المؤدية إلى موت الأطفال دون سن الخامسة طبقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية. 

كما يعتبر من التحديات المهمة التي تواجه أطباء الأطفال والعاملين في مراكز الرعاية الصحية الأولية ووحدات طوارئ الأطفال، ليس بسبب صعوبة علاجه ولكن لقلة الوعي عند أغلب الأمهات والآباء خصوصاً في مجتمعنا حيث الثقافة الطبية عادة ما تكون متدنية وكذلك الجانب التوعوي.

ينجُم التجفاف عادة عند فقدان مفرط للسوائل، كما في التقيؤ أو الإسهال وهناك سببٌ أقلُّ شُيوعًا للتجفاف هو

عدم شرب ما يكفي من السوائل، كما هي الحال في أثناء أمراض الطفولة الشائعة أو عندما يعاني المولود الجديد من مشاكل الرضاعة الطبيعية،ولكن لا تُسبِّبُ كلّ نوبة من التقيّؤ أو الإسهال أو كليهما التجفاف. 

أعراض الجفاف عند الاطفال 

يحتاج الرضعُ الذين يعانون من التَجفاف إلى رعاية طبية على الفور، حيث تغور أو تنكمش البقعة الطرية الموجودة على الرأس، كما تغور العينان، ولا يترافق البكاء مع دموع.

ويكون الفم جافًا، مع عدم طرح كمّيات كبيرة من البول.

ويتدنّى مستوى التيقّظ والحيوية (خمول).

يُسبّب التجفافُ الخفيف عادةً جفافَ الفم والشفتين وزيادة العطش، وقد ينقص معدّل التبوّل عندَ الأطفال عادةً.

ويتسبَّبُ التجفاف المتوسّط في جعل الأطفال أقلّ تفاعلًا أو مرحًا، مع جفاف الفم وقلّة التبوّل.

يُمكن أن يُؤدِّي التجفافُ المُتوسِّط والشديد إلى تسرُّع ضربات القلب والدوخة، أمّا التجفاف الشديد فيُسبّب النعاسَ أو الخمول عندَ الأطفال، وهذا علامة ينبغي تقييمها من قبل الطبيب أو أخذ الطفل إلى المستشفى أو عيادة الرعاية الطارئة على الفور، ولا يكون لديهم دموع وقد يتغيَّر لونُ جلدهم إلى الأزرق (الزُرقة).

و إذا انخفض مستوى الأكسجين في الدَّم يؤدي التجفافُ إلى حدوث زيادةٍ أو هبوط غير طبيعيين في تركيز الملح في الدَّم في بعض الأحيان، ويمكن أن تؤدِّي التغيّرات الحاصلة في تركيز الملح إلى تفاقم أعراض التَّجفاف، وقد يتفاقم الخمول.وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تحدث اختلاجات أو غيبوبة عند الطفل، أو قد يُعاني من تضرُّر الدِّماغ يُمكن للتجفاف الشديد أن يكون مميتًا

تشخيص الجفاف عند الأطفال

إذا شعر أحد الأولياء بهذه الأعراض عليه بالفحص السريري من قبل الطبيب، اختبارات للدم والبول أحيانًا ، كما يقوم الأطبَّاءُ بفحص الأطفال والتَّحرِّي عن حدوث نقصٍ في أوزانهم ومن المُرجَّح بدرجةٍ كبيرة أن يحدث نقصٌ في وزن الجسم خلال بضعة أيَّام نتيجة الإصابة بالتَّجفاف و تساعد معرفةُ مقدار الوزن المفقود ، إذا كان معروفًا ،الأطباءَ على تحديد ما إذا كان التَّجفاف خفيفًا أم متوسِّطًا أم شديدًا.

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من التجفاف المتوسط أو الشديد ، يقوم الأطباء عادةً باختبارات للدم والبول لتحديد مستويات الكهارل في الجسم ، ودرجة التجفاف ، وكمية استبدال السوائل المطلوبة.

علاج التجفاف عند الاطفال 

من أجل تعويض السوائل المفقودة يُعالج التجفاف بالسوائل والكهارل، مثل الصوديوم والكلور، أما إذا كان التجفاف خفيفًا، تُعطى السوائل عن طريق الفم عادة تتوفر محاليل خاصة للإماهة الفموية ،ولكنها ليست ضرورية دائمًا للأطفال الذين يعانون من الإسهال أو التقيّؤ الخفيف فقط.

تكون معالجة التجفاف عند الأطفال الذين يُعانون من التقيّؤ في أيِّ سنٍّ أكثر َفعاليَّة إذا أُعطيَ الأطفال منذ البداية رشفاتٍ صغيرةٍ مُتكرِّرة كلَّ 10 دقائق.

يمكن زيادة كمية السَّوائِل ببطءٍ لتعطى على فتراتٍ أقلَّ تواترًا إذا استطاع الطفلُ المحافظة على السوائل دون أن يتقيَّأها.إذا كان الإسهالُ هو العَرَض الوحيد، يمكن إعطاء كمّيات أكبر من السوائل على فتراتٍ أقلَّ تواترًا.

أمّا إذا كان الطفل يعاني من التقيّؤ والإسهال معًا، فيجب إعطاؤه رشفات صغيرة ومتكرّرة من السوائل التي تحتوي على الكهارل.إذا كانت هذه المعالجة تزيد من الإسهال، فقد يحتاج الأطفال إلى دخول المستشفى للحصول على السوائل عن طريق الوريد.

كما قد يحتاج الرُّضَّعُ والأطفال غير القادرين على هضم أيَّة سوائل، أو الذين يبدو عليهم الخمول وغيره من علامات التجفاف الخطيرة، إلى معالجةٍ أكثر كثافة بسوائل تُعطى عن طريق الوريد أو بمحاليل الكهارل التي تُستَعمل من خلال أنبوب بلاستيكي رفيع (أنبوب أنفي معدي) يُمرَّرُ من خلال الأنف والحلق حتّى يصلَ إلى المعدة أو الأمعاء الدقيقة.

متى ينبغي استشارة الطبيب 

يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:

 إذا كان طفلك لا يأخذ المحلول عن طريق الفم أو يرضع رضاعة طبيعية ويستمر في التقيؤ والإسهال.

إذا لاحظت زيادة في ظهور علامات الجفاف على طفلك.

إذا كان طفلك أكثر انفعالًا أو انزعاجًا أومتعب أكثر من المعتاد.

إذا استمرت إصابة  طفلك بحمى مرتفعة لأكثر من 24ساعة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services