افتتحت، اليوم الإثنين، فعاليات الجامعة الصيفية الأولى للمجتمع المدني بولاية تيبازة، تحت شعار "تكوين وتمكين... مجتمع مدني واعٍ لجزائر منتصرة"، وذلك تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وبمبادرة من المرصد الوطني للمجتمع المدني، وبالشراكة مع كل من وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة النقل.

 

ماريا لعجال 

 

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني،  ابتسام حملاوي، أن هذه الجامعة الصيفية التي تشمل ست ولايات، وُلدت من رحم الحاجة الملحّة إلى تكوين وتأهيل الفاعلين الجمعويين، وتعزيز قدراتهم لمواكبة رهانات الجزائر الجديدة، والاضطلاع بأدوارهم الحيوية بكفاءة وفعالية.

وأضافت حملاوي أن انطلاق الجامعة الصيفية يتزامن مع احتفالات عيد الاستقلال والشباب، وهو ما يمنح الحدث بعدًا وطنيًا ومعنويًا خاصًا، يعكس روح التضحية والبطولة التي صنعت مجد الجزائر المستقلة.

وتطرقت المسؤولة، إلى أهمية إشراك المجتمع المدني في تعزيز السيادة الوطنية، التصدي للحرب الإعلامية والمعلوماتية، وتحصين الجبهة الداخلية من التهديدات الخارجية. كما شددت على ضرورة خلق آليات للتنسيق والتشبيك بين مختلف مكونات المجتمع المدني، وبناء قنوات تواصل فعالة بين المرصد والجمعيات المحلية.

ومن المنتظر أن تتضمن فعاليات الجامعة الصيفية ورشات تكوينية متخصصة، ومحاضرات يؤطرها أكاديميون وخبراء حول قضايا الساعة، من بينها:

• دور القوى الناعمة في دعم السيادة الوطنية
• الذاكرة الوطنية والريع الاستعماري
• التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة
• الإعلام الجمعوي والتمويل والتسيير الإداري للجمعيات

كما أعلنت رئيسة المرصد عن توقيع اتفاقية تعاون مع الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، في خطوة تهدف إلى إشراك المجتمع المدني في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الآفات الاجتماعية.

وأكدت حملاوي أن المرصد، منذ تأسيسه، اعتمد في استراتيجيته على العمل الميداني والاقتراب من الفاعلين المحليين، مشيرة إلى عشرات اللقاءات الجهوية والندوات والورشات التي تم تنظيمها في مختلف ولايات الوطن، للاستماع لانشغالات الجمعيات والمبادرات الشبابية والنسوية.

وفي سياق حديثها، أشادت رئيسة المرصد بدور المرأة، مؤكدة أن التمكين الحقيقي لا يكتمل إلا بإشراك النساء في الحياة الجمعوية والتنموية، مشيرة إلى أن المرصد خصص اهتمامًا خاصًا للمبادرات النسوية والجمعيات التي تعنى بقضايا المرأة.

وختمت كلمتها بتوجيه رسالة واضحة مفادها أن بناء الجزائر الجديدة يتطلب مجتمعًا مدنيًا منظمًا، واعيًا، وفعّالًا، مستعدًا للدفاع عن وحدة الوطن واستقراره وتماسكه في وجه التحديات والتهديدات الخارجية.

وقد حضر الافتتاح ممثلو القطاعات الوزارية الشريكة، السلطات المحلية، ممثلو الجمعيات والتنظيمات الطلابية، ومختلف فعاليات المجتمع المدني، وسط ترحيب واسع من سكان ولاية تيبازة، التي احتضنت هذه الانطلاقة في أجواء وطنية تضامنية متميزة.