527

0

الفنان عبد الحميد صحراوي : " نواميس بناء السوق الفنية مرهون بتحقيق التكامل بين السياحة و الثقافة والفن"

رئيس جمعية الجاحظية في حوار خاص لبركة نيوز

 فنان تشكيلي يجول بنا بلوحاته لنسافر من خلالها في عمق الحضارات الغابرة و رئيس جمعية الجاحظية العريقة، التي طالما جمعت النخبة المثقفة في الجزائر ووحدت الرؤى وحولت هذا الفضاء لملتقى أدبي وفكري بإمتياز، لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه الشخصية الملهمة ومسارها الفني والوقوف على واقع  الجاحظية، كان لنا لقاء  بالفنان عبد الحميد صحراوي.

شيماء منصور بوناب

باشر صحراوي حديثه بلمحة تاريخية تعود ليوم ميلاده سنة 1961 بولاية تيارت التي كانت البيئة الحاضنة لميوله الفني و التي أبرزت موهبته في تجسيد الحيل الابتكارية في شكل لوحات تشكيلية تتضارب خطوطها و ألوانها في نهج متباين مصور لواقع ما .

وتابع مشيرا لتكوينه الفزيائي،  فقد زاول دراساته العليا بجامعة باب الزوار تخصص دراسات عليا في الطاقويات، التي لم تمنعه من تحقيق الازدواجية بين تخصصه العلمي و ميوله الأدبي الذي وجهه مباشرة للجاحظية أين استقى معارفه و حصن فكره محبة في اللغة العربية و الحرف العربي.

في سياق ذو صلة ، قال صحراوي أن احتكاكه بنخبة الفن والأدب أثناء مزاولته للجاحظية منذ أن ترأسها الطاهر وطار، خلق في ذاته نوع من الحنين إليها في كل مرة يخطو صوبها إلى غاية ترأسها اليوم كرئيس ثالث للجمعية محافظا فيها على ذات النهج بنفس الرسالة ونفس التوجه الداعم للفكر الثقافي الجزائري خاصة والعربي عامة .

نواميس الفن التشكيلي .... تاريخ وحضارة 

وباعتباره فنان تشكيلي تستهويه الريشة و الألوان و تجذبه المعالم الثقافية ذات الطراز الحضاري العتيق ،عرج محدثنا لواقع الفن التشكيلي في الجزائر الذي يمتاز بضروبه اللامتناهية المستمدة من الحضارة الجزائرية بعاداتها و تقاليدها و ثراتها المادي و اللامادي ، وفي ذلك قال" جينيا الجزائري فنان بأصله" بحكم ما وثقته الحضارات القديمة التي لا تزال نقوشها في الطاسيلي والهقار ،وهو ما يدل على ارتباط الجزائر بالفن تاريخيا لكونها مهد الحضارات و الثقافات المختلفة التي تجعل الفرد يستقطب اشعاع الفن من نقاط مختلفة تمتزج فيها خصوصية كل رقعة من الجزائر و كل حقبة مرت بها.

أما حاليا ومع بداية تبلور أبعاد الفن التشكيلي في أواخر القرن التاسع عشر و القرن العشرين، أظهرت الساحة الجزائرية أسماء ثقيلة حطمت مقاييس الفن عن جدارة بلوحات فنية تستنطق الواقع الحي ، رغم الفجوة التي يعيشها الفنان الجزائري اثناء غياب السوق الفنية التي تبرز إنجازات الفنانين وتروج لأعمالهم .

ومن هذا المنطلق يظهر عجز الجزائر في احتضان النخبة الفنية التي اصبحت معرضة للهجرة نحو الخارج نتيجة نقص الاهتمام بها بالنظر للنقص الشديد في أماكن العرض مقارنة ببعض الدول الشقيقة التي تهتم بالفن عبر توسيع أسواقها الفنية و جعلها مكان تلتقى فيه الابداعات و تستقى منه الخبرات .

وللنهوض بسوق الفن الجزائرية ،دعا صحراوي السلطات المعنية و الهيئات الخاصة لدعم الفنان عبر فتح فضاءات متعددة تسمح بإبراز مواهبه وتتيح الفرصة له للترويج لأعماله الإبداعية التي قد تكون مكسب خام للاقتصاد الوطني باعتبار ان قيمة اللوحة الفنية تزيد مع الوقت ،أي كلما كان المنتوج الفني عتيق كانت قيمته أكثر.

مؤكدا ، أن نواميس بناء السوق الفنية مرهون بتحقيق التكامل بين السياحة و الثقافة و الفن من خلال تسخير كل الجهود و الوسائل المادية و المعنوية التي تضمن المحافظة على البصمة الفنية للمبدعين الجزائريين دون الحاجة لهجرتهم للخارج .

الفجوة الثقافية بين النخبة و الشباب .....

ومن جانب آخر آخر تطرق صحراوي لدور النخبة المثقفة في تنوير عقول الشباب و في تحقيق الازدهار المعرفي لدى نشأ اليوم ، منوها لفترة العشرية السوداء أين كان للمثقفين وجهة أخرى غير الجزائر بحكم الوضع الصعب الذي تعيشه ،و هو ما خلق فجوة عميقة في المجتمع أحدثت شرخ معرفي كبير عرقل الحركة الثقافية .

وعن هجرة الأدمغة المثقفة أفاد بأن تداعياتها أثرت على المجتمع من ناحية غياب التكوين و نقص الرصيد الفكري الراقي الذي تعول عليه المؤسسات و المراكز الثقافية يضاف إلية عزلة المثقفين لأسباب مجهولة تضعهم في منفى لوحدهم بعيدا عن الفئات الأخرى .

الجاحظية تعود بنفس النهج و الرسالة

أما بخصوص رجوع الجاحظية للساحة الثقافية، وضح رئيسها بأنه مرهون برفع التحديات و ابراز المؤهلات و المسؤوليات التي تشجع على تنمية الثقافة و دفعها بالمشاركة مع الجمعيات الأخرى التي تعمل وفق ما تمليه الحركة المعرفية التي تنشط الفكر و تعزز الثقافة في سبيل خلق مجتمع قارئ وواعي.

وتابع موضحا أن خط الجاحظية لن يتغير من ناحية الفكرة و الهدف كونه يمزج بين الجانب الترفيهي و التثقيفي الفني عبر تكثيف البرامج المعرفية وتنويع الحصص الثقافية في الرسم و المسرح و الموسيقى وكذا الشعر والأدب مع التركيز على الشباب و الأطفال بالدرجة الأولى.

وفي هذه النقطة ذكر بأن الجمعية تعمل على احتواء الطفل الجزائري ببرامج منوعة موجهة لتنمية مواهبه و قدراته خاصة في التأليف و الادب من خلال فتح المجال للمشارك في تأليف قصص أطفال يتم اختيار عشرة قصص فقط ثم طبعها على حساب الجمعية .

 كما سيتم عمل مطبعة رقمية لتشجيع الشباب على عرض مشاريعهم الفنية لتقديم الدعم الفني للجمعية عبر انامل شابة و جزائرية تروج لطموحات جيل اليوم وتستعرض أفاقهم ومواهبهم .

في الختام أفاد صحراوي بأن المجتمع المدني في الوقت الراهن مفروض عليه المرافعة من أجل القضايا العادلة وفي أولها قضية فلسطين باعتبارها القضية المركزية التي تلازم الجزائر وذلك بتسخير كل جهود الهيئات و المؤسسات و الجمعيات لخدمتها و للتعريف بها تنديدا بالظلم الصهيوني الذي يقع في غزة وعلى ذلك عملت الجاحظية على امضاء شكوى بالتنسيق مع جمعيات أخرى للمطالبة بوقف العدوان الصهيوني .

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services