28

0

الدكتور رزاقي لـ"بركة نيوز": التبرع الأول بالدم يكسر الخوف ويحفز على إنقاذ الأرواح

 

تساهم  عملية التبرع بالدم في إنقاذ ملايين الأرواح سنويا، فهي عملية إنسانية تدعم إجراء العمليات الجراحية المعقدة، وترعى الأمهات والأطفال، وتلعب دورا حيويا في الحالات الطارئة التي تستدعي توفير الدم بشكل عاجل.

نسرين بوزيان

حيث تزداد الحاجة يوميًا في المستشفيات إلى مكونات الدم المختلفة، مثل البلازما والصفائح الدموية، مما يجعل تشجيع المتبرعين المنتظمين والاحتفاظ بهم من أولويات القطاع الصحي. 
ومع رغبة الكثيرين في التبرع بدافع إنساني، قد يعاني البعض من تردد ناتج عن الخوف من الإغماء أو الإبر، أو خشية انتقال الأمراض، وهنا يأتي دور التوعية لتصحيح هذه المفاهيم وطمأنة الراغبين في التبرع.

   

 

وفي هذا السياق، أوضح الطبيب المختص في الصحة العمومية وحقن الدم، الدكتور رزاقي عبد الذهاب، أن التبرع بالدم عملية آمنة تمامًا إذا تمت وفق المعايير الصحية المحددة. 
وأضاف أن الشروط الأساسية للتبرع تشمل أن يكون عمر المتبرع بين 18 و65 سنة، ويزن أكثر من 50 كيلوغرامًا، ويتمتع بصحة جيدة، وألا يكون مصابًا بأي مرض مزمن أو نزلة برد وقت التبرع.
وأكد الدكتور رزاقي أن الحاجة إلى الدم لا تقتصر على حالات الطوارئ فقط، بل تشمل فئات متعددة مثل مرضى السرطان، والمصابين بفقر الدم، والنساء أثناء الولادة، وضحايا الحوادث، ومرضى اضطرابات المناعة، وغيرها من الحالات التي تتطلب نقل دم. 
ونظرًا لاختلاف فصائل الدم وتوافقها المحدود، تبرز الحاجة المستمرة إلى متبرعين دائمين لضمان إنقاذ الأرواح في الوقت المناسب، بدلًا من الاعتماد على المتبرعين في اللحظات الحرجة فقط، لذلك، خصصت المستشفيات مراكز دائمة لحقن الدم، بالإضافة إلى وحدات متنقلة لتسهيل وصول المتبرعين.

       

أما فيما يتعلق بعدد مرات التبرع بالدم، فقد أوضح الدكتور رزاقي أن الرجال يمكنهم التبرع حتى أربع مرات في السنة، في حين يسمح للنساء بالتبرع ثلاث مرات فقط خلال العام، وأكد على ضرورة الالتزام بفترة فاصلة لا تقل عن شهرين (ثمانية أسابيع) بين كل تبرعين متتاليين، للسماح للجسم بإعادة تجديد مكوناته الدموية واستعادة توازنه.

كما شدد على أهمية الاستعداد الجيد قبل عملية التبرع لضمان تجربة آمنة وسلسة.

ففي اليوم السابق ويوم التبرع، ينصح بتناول وجبات خفيفة ومتوازنة، وتجنب الصيام أو الامتناع عن الأكل لفترات طويلة، كما يفضل شرب كميات كافية من الماء أو المشروبات الطبيعية لتفادي الجفاف وتعزيز تدفق الدم.
أما من حيث اللباس، فدعا  الدكتور رزاقي إلى ارتداء ملابس مريحة ذات أكمام فضفاضة، لتسهيل عملية الوصول إلى الوريد وسحب الدم دون صعوبة.

 

 

وتبدأ عملية التبرع باستقبال المتبرع وتسجيل بياناته، تليها مقابلة طبية سرية وفحص عيادي لتحديد مدى أهليته، وتتم عملية التبرع إما بسحب الدم الكامل، وهي عملية تستغرق حوالي عشر دقائق، أو من خلال جهاز فصل مكونات الدم مثل البلازما أو الصفائح، والتي تستغرق بين 45 و60 دقيقة في مراكز مخصصة.
بعد التبرع، ينصح بشرب الكثير من السوائل وتجنب أي مجهود بدني كبير خلال الأربع والعشرين ساعة التالية لتجنب المضاعفات المؤقتة. 

     

 

وللرد على التساؤلات الشائعة حول احتمال انتقال العدوى، أكد الدكتور رزاقي أن جميع المعدات المستخدمة معقمة ومخصصة للاستعمال مرة واحدة فقط، مما يجعل العملية آمنة تمامًا، ويتم لاحقًا فصل كيس الدم إلى مكوناته الثلاثة (كريات حمراء، صفائح دموية، بلازما) لتوزيعها حسب الحاجة الطبية.
وأضاف أن بعض الحالات مثل مرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم يمكنهم التبرع بشرط أن تكون حالتهم مستقرة وتحت مراقبة علاجية، لكن لا يُسمح بالتبرع لمن يعتمدون على الأنسولين، كما يُمنع من سبق له تلقي نقل دم خلال حياته، حتى لمرة واحدة فقط.

           

    
 وبالنسبة للنساء الحوامل، أشار الدكتور رزاقي أنه يوصى بالانتظار مدة لا تقل عن ستة أشهر بعد الولادة قبل التبرع بالدم، وذلك لضمان استعادة الجسم لعافيته وتوازن عناصره الحيوية، وينطبق الأمر ذاته على النساء المرضعات، حيث يفضل التبرع بعد التوقف التام عن الرضاعة الطبيعية، حفاظًا على صحتهن وضمان عدم التأثير على تغذية الطفل.
أما من خضع لأي إجراء طبي يتعلق بصحة الفم والأسنان، فتختلف مدة الانتظار بحسب نوع الإجراء، ففي حال تنظيف الأسنان أو الخضوع لخلع بسيط، ينصح بالانتظار مدة لا تقل عن أسبوع قبل التبرع. 
أما في الحالات التي استدعت استخدام مضادات حيوية نتيجة التهابات فموية، فيُفضل الانتظار لمدة أسبوعين، وذلك لضمان خلو الجسم من آثار العدوى أو العلاج قبل التبرع بالدم. 

 

   وفي النهاية، من الطبيعي تمامًا الشعور بالقلق عند التبرع بالدم للمرة الأولى، لكن بمجرد تجربة ذلك، تزول جميع المخاوف، وتصبح الرغبة في التكرار أمرا تلقائيا.

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services