بقلم الدكتور حسام بوبلوط عضو الجمعية الجزائرية للطب الرياضي
أن ارتفاع معدلات أمراض القلب في الوسط المدرسي ستزيد نوعا ما خاصة في الطور الابتدائي ،نتيجة لبعض التمارين و الظروف الحالية التي تجرى بها حصة التربية البدنية والرياضية، لذلك نحذر من الموت المفاجئ للتلاميذ نتيجة لضربات الشمس وجفاف الجسم الحاد، والذي لاينتبه اليه المختصون في هذا المجال، وفي حالات نادرة قد يحدث للتلاميذ اضطرابات مفاجئة في نظم القلب خاصة إذا تعرضوا لضربات الشمس بشكل مباشر وتكون قوية على منطقة القلب أي حدوث ارتجاج في القلب.
فعلامات أمراض القلب كثيرة أبرزها الاغماء أو ضيق التنفس....ولكن في غالبية الأحيان الأولياء و التلاميذ لايصرحون بهذه الأعراض المتكررة لديهم ولايبلغون عن الأمراض التي يعانون منها.
ومنه نوجه دعوة إلى الجهات الوصية و المسؤولة عن الفحص الطبي لذى التلاميذ بضرورة اجراء فحص طبي معمق خاصة للجهاز القلبي والتنفسي، ويكون كل ثلاثة أشهر ، نظرا للتغيرات التي تحدث لجسم الطفل أو التلميذ خلال حصص التربية البدنية وحتى النظام الغدائي المتبع وظروف معيشته.
إن التلاعب بصحة التلاميذ أمر غير مقبول خاصة من طرف بعض أساتذة التربية البدنية الذين يرهقون التلاميذ ببرنامج تدريبي وتعليمي شاق (في نظرهم أنه يقلل من فرط الحركة لذى التلاميذ) ولكنه تصرف خاطئ يؤدي الى إختلال وظيفة القلب وحتى اعتلال العظام والمفاصل نتيجة للعمل فوق مساحات اسمنتية وساحات غير صالحة تماما للممارسة النشاط الرياضي.
إن اهتمام الدولة بالنشاط الرياضي التربوي أمر ثمنه الجميع وحتما سيحدث تغيير جدري في المنظومة التربوية والاجتماعية وسيقضي على الكثير من الأمراض ويساهم في بناء جيل صحي وسليم،ولكن التهاون في بعض الأحيان سيعقد الأمور ويزيد من حدتها ولذلك وجب علينا جميعا الانتباه والاهتمام بالتلاميذ من جميع الجوانب والعمل بجدية من أجل مراقبة طبية شاملة تضمن حماية صحة وسلامة الطفل.
فالتحدير من تفاقم أمراض القلب وموت الفجأة ليس للتهويل والتخويف وانما هو واقع حقيقي معاش نتيجة لانتشار الكثير من الأمراض والتي هي وليدة هذا النظام الغذائي الغير صحي ونتيجة لأمراض وراثية متنقلة وغالبيتها لاتظهر الا بعد فوات الأوان.
لذلك نذكر كافة الجهات المختصة بأخد كافة التدابير اللازمة من أجل تنظيم الممارسة الرياضية في الابتدائي والحفاظ على أمن وصحة وسلامة الطفل.