717
0
البريكس... محاولة ابتلاع قلب العالم
بقلم الدكتور فني عاشور
قلب العالم ومحور الصراعات هي الشرق الاوسط والخليج العربي بسبب مصادر الطاقة. وقد استمرت هيمنة القوى العظمى على المنطقة منذ اكتشاف النفط. بريطانيا ثم الولايات المتحدة.
فالقوى المهيمنة داخل منظومة البريكس( الصين والهند وروسيا) تضع نصب اعينها السيطرة على هذا القلب النابض لضمان مصادر الطاقة اولا ثم لزيادة نفوذ المنظمة في العلاقات الدولية ثانيا ولصناعة عالم الغد ثالثا. لهذا تمت دعوة الدول الرئيسية في هذه المنطقة الى الاتحاق بالمنظمة. لكن هل تقبل هذه الدول فرض الحرب التي اعلنتها دول البريكس؟
لكن لنعد قليلا الى الوراء، تاسيس المجموعة كان لاغراض اقتصادية بحتة تضمن للجنوب الصاعد منبرا قادرا على الاستمرار من الاقتصاديات الكبرى النامية، الصين وحدها تمثل قرابة ثلاثة أرباع الناتج الداخلي الاجمالي لهذه المنظومة.
ولنزع العقبات امام ضم قوى اقتصادية اخرى في منطقة الشرق الاوسط عملت الصين على نزع الخلافات بين اكبر قوتين في المنطقة: السعودية وايران، لم يسافر الملك الى الصين بل جاء الرئيس الصيني بنفسه الى المنطقة، ويجري الحديث على عملية استرضاء شاملة لطموحات السعودية وصلت الى الحديث عن بناء مفاعل نووي صيني بالمملكة، ولكي لا يتم قطع خط الرجعة مع الغرب تمت دعوة الامارات العربية التي تضع يدها في يد الهند، الغريم الاستراتيجي للصين، بالإضافة الى دعوة مصر واثيوبيا القوتين البشريتين الاعظم والسوقين الاكبر في شرق افريقيا والقرن الافريقي.
هكذا تجري محاولة ابتلاع معابر التجارة الدولية وحركة رأس المال والسلاح في منطقة تعتبر هي مركز صراعات القوى الكبرى ومسرح الاحداث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
فالدول الخمسة المقبولة (السعودية . الامارات. ايران. مصر. اثيوبيا) كلها تنتمي الى هذا المركز الذ ي عج بالطاقة والمال والتجارة الدولية والتسليح عبر المعابر الثلاث: قناة السويس ومضيق هرمز ومضيق باب المندب.
وفق هذا التحليل لا تبدو العوامل الاقتصادية وحدها عنصرا محددا بل تبدو العوامل الاستراتيجية اهم، ولهذا تم قبول ثلاث دول آسيوية(كلها نفطية) ودولتين افريقيتين(مهمتين جدا استرتيجيا رغم انهما تحصلان على مساعدات غذائية او عسكرية لكن لديهما امكانيات نمو حقيقية) زائد دولة من امريكا اللاتينية: الارجنتين رغم مصاعبها المالية. كلها دول تتميز بوزن استرتيجي كبير. كلها عملت على تجديد رؤيتها وبعث اقتصادياتها وفقا لرؤية منفتحة على العالم المعاصر ، كلها دخلت شبكات الذكاء والقوة الناعمة دون خوف.
اما الجزائر (وإفريقيا عموما) فمازالت على الهامش. نحتاج الى اكتساب وزن استرتيجي اكبر وليس مجرد اعلان ولاءات ظرفية لهذا الطرف او ذاك.