84
0
البرلمان الجزائري والمجلس الوطني الصحراوي في لقاء تنسيقي
.jpeg)
ينظم المجلس الوطني الصحراوي احتفالية بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسه، اليوم السبت 29 نوفمبر 2025، والتي ستشهد حضور ما يقارب 400 مشارك من مختلف أنحاء العالم المساندين للقضية الصحراوية.
كريمة بندو
وبهذه المناسبة، عقد مساء الجمعة لقاء جمع وفد المجموعة البرلمانية للأخوّة والصداقة بالمجلس الشعبي الوطني، برئاسة ميلود تسوح، رئيس المجموعة، حمدي بكاي، الأمين العام لولاية أوسرد.
وقد حضر اللقاء من الجانب الجزائري النواب: ميلود تسوح، نصر الدين صالحي، محمد واكلي وتميم بداوي. فيما ضمّ الجانب الصحراوي كلاً من: السيد البشير حلة إسماعيل، رئيس لجنة الأخوّة والصداقة البرلمانية الصحراوية–الجزائرية، والسيد محمد لمين، والسيدة عزيزة محمد، عضوي اللجنة.
في مستهل اللقاء، ثمن الأمين العام لولاية أوسرد الموقف الجزائري الثابت والدائم الداعم للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الصحراوية منذ أكثر من خمسين سنة، مشيداً بالدور التضامني الذي تضطلع به الجزائر في بناء المؤسسات الصحراوية وتعزيزها.
كما أشاد بمشاركة السيد إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في القمة السابعة للاتحادين الإفريقي–الأوروبي التي انعقدت مؤخراً في لواندا، معتبراً هذه المشاركة رداً غير مباشر على اللائحة 2797 الصادرة عن مجلس الأمن بتاريخ 31 أكتوبر 2025.
كما أعرب بكاي عن أسفه لسحب الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها المالية من 181 منطقة عبر العالم، من بينها الصحراء الغربية.
من جانبه، أكد ميلود تسوح أهمية المجلس الوطني الصحراوي باعتباره هيئة دستورية محورية تُبنى عليها مؤسسات الدولة الصحراوية. فيما أوضح السيد نصر الدين صالحي أن المرحلة الراهنة تعدّ مرحلة مفصلية ستقود، بلا شك، إلى حل نهائي ودائم للقضية الصحراوية.
أما تميم بداوي، فقد شدّد على الدور الفاعل للشباب الصحراوي في تعزيز مؤسسات دولتهم، مستنكراً في الوقت نفسه المناورات الهادفة إلى تزوير الحقائق التاريخية وطمس الحق المشروع للشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.
وأشاد البشير حلة إسماعيل بالتجربة البرلمانية الصحراوية التي أثبتت نجاعتها، مستشهداً بأن أول برلمان في إفريقيا يسحب الثقة من حكومته كان المجلس الوطني الصحراوي سنة 1997، مؤكداً في السياق ذاته الدور البارز للدبلوماسية البرلمانية الجزائرية في الدفاع عن الشرعية الدولية في مختلف المحافل.
وعلى هامش اللقاء، عقد الوفد البرلماني الجزائري جلسة تواصلية مع عدد من الحقوقيين الشباب الصحراويين من القاطنين في الأراضي المحتلة، حيث قدموا شهادات حيّة حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تعرّضوا لها من اختطاف وسجن وتعذيب وترهيب بسبب مواقفهم الوطنية.
وأشار المتدخلون إلى أن المحتل المغربي، ومنذ خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020، ضاعف ممارساته القمعية، على غرار الاختفاء والتهجير القسريين، وتفريق العائلات، والقذف بالنابالم والفوسفور، وعسكرة الإقليم، وحرمان الصحراويين من العمل وقطع الأرزاق، إضافة إلى سياسة الاستيطان.
كما عبّر الحاضرون عن امتنانهم العميق للدعم الجزائري المتعدد الأوجه للشعب الصحراوي، خاصة في مخيمات “العزة والكرامة” فوق الأراضي الجزائرية، مؤكدين اعتزازهم بالثورة الجزائرية المجيدة التي ألهمت العديد من حركات التحرر عبر العالم.
واختتم الوفد البرلماني الجزائري اللقاء بتوجيه تحية تقدير لشجاعة الشباب الصحراوي المناضل من أجل قضيته العادلة، مؤكدين أن استقلال الجزائر لم يكن ليتحقق من فراغ، بل كان حصيلة تضحيات تفوق خمسة ملايين شهيد، ونضالات مئات الآلاف رغم أبشع أساليب القمع والإبادة.
كما أكد الوفد على أن تدويل القضية الصحراوية في المحافل الدولية سيظل عاملاً حاسماً في بلوغ النصر، بفضل إسهام الدول الصديقة والمساندة لحقوق الشعب الصحراوي.

