292

0

الآثار السلبية للتكنولوجيا على صلة الرحم

 

 

الوسائط الاجتماعية و الرسائل القصيرة تبيدان صلة الأرحام في المجتمع الجزائري وقد تتحول النعمة الى نقمة إذا اساء الإنسان استخدامها والتصرف فيها وهذا الكلام ينطبق على عصر تكنولوجيا الهواتف الذكية الذي نعيشه و كيف استطاع التأثير على العلاقات الاجتماعية عامة و صلة الأرحام و القرابة العائلية خاصة.

رواف أحمد

وفضلا عن كون صلة الأرحام تعود بالنفع الكبير على ذوي الأرحام أنفسهم فهي أيضا سبب رئيسي في بسط نعم المولى عز وجل على عباده و طول اعمارهم.

كما انها تزيد في نمو الاموال و تهون من اهوال يوم القيامة، لكن من يستمع لهذا الحديث في عصر صمت فيه الآذان و نامت فيه العقول و ماتت فيه الضمائر.

وما زاد في تفاقم هجرة الأرحام هو ذلك الكم الهائل من الوسائل الالكترونية الجد متطورة و التي من بين اههم ايجابياتها على الاطلاق اختصار الوقت و المسافات و اقتصاد المال، لا سيما و أن هذه الهواتف الذكية قد دخلت بيوت كل الجزائريين على إختلاف اعمارهم و تقاليدهم حيث اصبح كل فرد يمتلك شريحة هاتفية واحدة على الأقل .

و صارت الدعوات لحضور الافراح و الأحزان لا تعدو إن تكون إلا بواسطة مكالمة هاتفية قد لا تدوم إلا لبعض الثواني و قد لا يكون ذلك ممكنا فتحل محله رسالة أس م أس أو عبر الوسائط الاجتماعية ليكتفي بعبارة مخصرة مثل مبروك عليكم، عيدكم مبارك أو عظم الله اجركم .

فيما اصبحت هذه الفضيلة السامية مجرد معنى جاف حيث هجر الابناء اباءهم و هجر الاقارب بعضهم البعض، و حتى في المناسبات التي كانت تجمعهم سابقا خاصة في الاعياد الدينية ذهبت هي الاخرى ادراج الرياح، فصارت الرسالة القصيرة حاضرة قي عبارة عيدكم مبارك و كل عام و انتم بخير بدل الذهاب اليهم و التزاور عن قرب لإذابة الجليد و إراحة القلوب و النفوس وبعث الطمئنينة في النفوس وتأليف القلوب وأزالة الاحقاد وتقوية الروابط الاجتماعية و مضاعفة  المحبة و الثقة المتبادلة، لكن ما عسانا نقول لضمائر ماتت في جهاز بسيط سرق منها الاجر و الثواب عند رب العرش العظيم.

فرسولنا المصطفى الكريم يقول لا يدخل الجنة قاطع فلا تقطعو شعرة معاوية بينكم و بين المولى سبحانه عز وجل ، و لا تحرمو أنفسكم من يوم الجائزة الكبرى التي اعدها سبحانه عز وجل لعباده الطائعين.

و قد يرى البعض أن اللجوء لهذه الرسائل الالكترونية هو نتيجة لضيق الوقت وكثرة المشاغل و هو عذر اقبح من ذنب، ومهما تعددت المبررات و الاسباب فعلينا إن ننبه أنفسنا قبل فوات الأوان وعلينا العودة الى تعاليم ديننا الحنيف الذي هو عصمة امرنا حتى نفوز بالاجر العظيم.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services