301
0
الآثار السلبية للتكنولوجيا على صلة الرحم
الوسائط الاجتماعية و الرسائل القصيرة تبيدان صلة الأرحام في المجتمع الجزائري وقد تتحول النعمة الى نقمة إذا اساء الإنسان استخدامها والتصرف فيها وهذا الكلام ينطبق على عصر تكنولوجيا الهواتف الذكية الذي نعيشه و كيف استطاع التأثير على العلاقات الاجتماعية عامة و صلة الأرحام و القرابة العائلية خاصة.
رواف أحمد
وفضلا عن كون صلة الأرحام تعود بالنفع الكبير على ذوي الأرحام أنفسهم فهي أيضا سبب رئيسي في بسط نعم المولى عز وجل على عباده و طول اعمارهم.
كما انها تزيد في نمو الاموال و تهون من اهوال يوم القيامة، لكن من يستمع لهذا الحديث في عصر صمت فيه الآذان و نامت فيه العقول و ماتت فيه الضمائر.
وما زاد في تفاقم هجرة الأرحام هو ذلك الكم الهائل من الوسائل الالكترونية الجد متطورة و التي من بين اههم ايجابياتها على الاطلاق اختصار الوقت و المسافات و اقتصاد المال، لا سيما و أن هذه الهواتف الذكية قد دخلت بيوت كل الجزائريين على إختلاف اعمارهم و تقاليدهم حيث اصبح كل فرد يمتلك شريحة هاتفية واحدة على الأقل .
و صارت الدعوات لحضور الافراح و الأحزان لا تعدو إن تكون إلا بواسطة مكالمة هاتفية قد لا تدوم إلا لبعض الثواني و قد لا يكون ذلك ممكنا فتحل محله رسالة أس م أس أو عبر الوسائط الاجتماعية ليكتفي بعبارة مخصرة مثل مبروك عليكم، عيدكم مبارك أو عظم الله اجركم .
فيما اصبحت هذه الفضيلة السامية مجرد معنى جاف حيث هجر الابناء اباءهم و هجر الاقارب بعضهم البعض، و حتى في المناسبات التي كانت تجمعهم سابقا خاصة في الاعياد الدينية ذهبت هي الاخرى ادراج الرياح، فصارت الرسالة القصيرة حاضرة قي عبارة عيدكم مبارك و كل عام و انتم بخير بدل الذهاب اليهم و التزاور عن قرب لإذابة الجليد و إراحة القلوب و النفوس وبعث الطمئنينة في النفوس وتأليف القلوب وأزالة الاحقاد وتقوية الروابط الاجتماعية و مضاعفة المحبة و الثقة المتبادلة، لكن ما عسانا نقول لضمائر ماتت في جهاز بسيط سرق منها الاجر و الثواب عند رب العرش العظيم.
فرسولنا المصطفى الكريم يقول لا يدخل الجنة قاطع فلا تقطعو شعرة معاوية بينكم و بين المولى سبحانه عز وجل ، و لا تحرمو أنفسكم من يوم الجائزة الكبرى التي اعدها سبحانه عز وجل لعباده الطائعين.
و قد يرى البعض أن اللجوء لهذه الرسائل الالكترونية هو نتيجة لضيق الوقت وكثرة المشاغل و هو عذر اقبح من ذنب، ومهما تعددت المبررات و الاسباب فعلينا إن ننبه أنفسنا قبل فوات الأوان وعلينا العودة الى تعاليم ديننا الحنيف الذي هو عصمة امرنا حتى نفوز بالاجر العظيم.