309
0
الأسير أسامة الأشقر... وزير خارجية في سجون الاحتلال الصهيونى
بقلم : عيسى قراقع
لقد ذهلت من مئات الرسائل التي كتبها الأسير الفلسطيني أسامة الأشقر وعلى مدار ثلاثة عشر عاما أرسلها الى كل بقاع العالم، وذلك ضمن مبادرة خلاقة لمشروع مراسلات وتواصل بين الاسرى داخل السجون والمبدعين من أبناء الشعب الفلسطيني، مثقفين وكتاب وأساتذة جامعات وطلاب، وتطور المشروع باندفاع شديد الى مراسلة شخصيات خارج الوطن لتشمل شخصيات عربية وعالمية، شعبية ورسمية وحقوقية، ومن حملة جوائز عالمية، سفارات وقناصل، رؤساء بلديات وفنانين واعلاميين، جمعيات ومؤسسات ورجال اعمال، لجان وحركات شبابية وغيرهم الكثير الكثير، رسائل تضع قضية الاسرى وحقوقهم امام الجميع كقضية إنسانية عالمية، ومن مسؤولية المجتمع الدولي وكل الاحرار والشرفاء في العالم. لن يخطر على بال احد ان اسيرا محشورا يستطيع ان يقوم بهذا العمل والجهد العظيم من داخل السجن الصهيوني، لا سيما انه عانى الكثير في البحث عن طريقة لاخراج هذه الرسائل المعرضة للمصادرة والملاحقة والتفتيش، فلجأ الى وسائل سرية عديدة من اجل ان ترى النور وتصل الى أصحابها في كل مكان، يسهر طوال الليل يكتب، يجمع الأسماء التي يقرأ عنها او يشاهدها على شاشة التلفاز من المؤثرين في الحياة السياسية والأدبية والاجتماعية، ليكتب لهم بمشاعره الصادقة مصمما ان يحطم الحواجز والمعازل، وان يكون العالم بأسره متيقظا لقضية الانسان الأسير ومعاناته مشاركا في القيام بواجبه بالدفاع عن حق الاسرى بالحرية والكرامة والحياة. الاسبر أسامة الأشقر سكان قرية صيدا قضاء طولكرم، اعتقل عام 2002 خلال انتفاضة الأقصى، وحكم عليه بالسجن ثماني مؤبدات وخمسين عاما، انهى دراسته الجامعية في السجن وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير داخل اكاديمية السجن التي شيدها الاسرى بإرادتهم وتصميمهم على التعلم والتعليم، وتحدي الإجراءات التعسفية الإسرائيلية بحرمان الاسرى من التعليم، وقد جمع أسامة رسائله في كتاب صدر مؤخرا بعنوان ( رسائل كسرت القيد)، والذي وصفه الأسير المناضل مروان البرغوثي بأنه كتاب يعبر فيه أسامة عن رفض الاستسلام للزمن الاستعماري، والإصرار على تحرير هذا الزمن من القيود، ليؤكد ان الأسير غير قابل للكسر بإرادته الصلبة وبالإيمان العميق بحتمية النصر والحرية، فالكتابة في السجون هي ممارسة الحرية وهو شكل من اشكال مقاومة الاعتقال. رسائل أسامة التي حشدت وجيشت المجتمع العالمي حول اسمى واهم قضية وهي قضية الحرية وحق تقرير المصير، حملت ابعادا جمالية وادبية وفلسفية وفكرية، فلم تكن رسائل نمطية بقدر ما فيها من ادراك ورؤية سياسية واجتماعية ومسؤولية وطنية، وفيها من الخيال والاحلام ما يجعلها رسائل اسطورية خارقة للمألوف ومحلقة في الفضاء والتاريخ ماضيا وحاضرا ومستقبلا وذاكرة، وفيها من المعلومات ما يجعلها رسائل تسجيلية وتوثيقية، وفيها من المشاعر والاحاسيس ما يجعلها رسائل حب وعشق صوفية، وفيها من التحدي ما يجعلها رسائل للمقاومة الثقافية. كيف استطاع الأسير أسامة الأشقر ان يكون حاضرا هنا وهناك؟ نسمعه في كل المنابر والامكنة، يخاطب الناس والشعوب والأمم، يطرح عليهم أسئلة الانعتاق والخلاص من براثن السجون وقيوده، ومن أنظمة العبودية والسيطرة والمخططات العنصرية، انها قصة حب متميزة واعجازية لا تحدث الا في فلسطين، انها حبيبته وخطيبته منار خلاوي، المرأة التي ربطت مصيرها بمصير أسامة في الدنيا والآخرة، أصبحت هي صوته ويده وقلبه وقلمه وجناحيه الذي أوصل هذه الرسائل الى كل الشخوص، فلولا منار لما كانت هذه الرسائل، امرأة فلسطينية جريئة وشجاعة حارسة حلم الحرية، حلم الرجال الابطال، حررت أسامة ورسائله بحبها واخلاصها وحملته خارج الاسوار والاسلاك والزنازين المعتمة، حطمت منار المؤبدات الثقيلات لتقول له: الحياة كلها لك، حياتك هي الباقية، المناضل لا يغيب ولا يدفن في النسيان، المناضل موجود مع شعبه واحبائه وأصدقائه، المناضل هو الروح، وروحك يا أسامة معنا أينما تكون. من يقرأ رسائل اسامة يجد انه يشتبك بثقافته ووعيه مع السجن وقسوته ويحقق ذاته رافضا ان يمتصه السجن او يحوله الى جثة بلا إرادة وقرار، جسدي في السجن ولكن عقلي وروحي في الخارج تشارك أبناء شعبي في معاركه المتواصلة من اجل الحرية والاستقلال، وان كنا في السجون، وفلسطين سجن كبير، فنحن موجودون ولن يستطيعوا نفينا وتطويعنا وسحق وجودنا الابدي على هذه الأرض المباركة. أسامة الأشقر، المناضل والاسير والدبلوماسي، يقوم بكافة الأدوار، يجمع بين الكلمة والمقاومة، السياسي والمقاتل والمثقف، شكل مع خطيبته منار خلاوي وزارة خارجية في سجون الاحتلال، حكومة فلسطينية ذات سيادة خلف القضبان، فوصل جهدهم الى كل الجهات حتى الى القضاء والقدر، رسائل مؤثرة في الرأي العام الإقليمي والدولي، تشرح أهمية الوقوف لمساندة ومناصرة قضية الاسرى كقضية إنسانية ووطنية، رسائل فيها خطاب تحرري انساني وحقوقي، تفضح فاشية الاحتلال وجرائمه وعدوانه المستمر على العدالة والقيم والمبادئ الإنسانية، رسائل تحاكم المحتلين ومجرميه، وتضع العالم امام مسؤولياته الأخلاقية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني العادلة. جميع من وصلتهم الرسائل اهتزت مشاعرهم، نهضوا من غرف نومهم ومكاتبهم ومن روتين الحياة المملة، هناك من جاءهم من الأعماق البعيدة، هبط عليهم كالوحي، دق على جدران ضمائرهم وقال لهم: الآن اقرأوا واشتعلوا، أخذهم أسامة الى الموقع الذي يجب ان يكونوا فيه، بعضهم اضطربت كلماته وردوده بعد أن اكتشف أنه لا يدري ان هناك قبورا تسمى السجون الصهيونية، وان بعض الاسرى يقضون اكثر من أربعين عاما فيها، وان كل ما كتبه المثقفون والمنظرون والفقهاء من بلاغة لم تهدم جدارا او تقلع مستوطنة، ولم تعد اسير حيا الى وطنه وعائلته، ما هذا الحبر الكثير الذي لم يحرر انسانا ويقوده الى مساحة من الامل واليقين؟ فلتكن الرواية والقضية هي فلسطين المشتبكة جسدا وفكرا ومقاومة هي بطلنا الوحيد في فصول ادبنا وخطابنا ولغتنا حتى تكتمل الحرية الشاملة في خاتمة الكلام.
رسائل الأسير أسامة الأشقر هي جزء من ثقافة وادب وتجربة وعراقة الحركة الفلسطينية الاسيرة، وجزء نوعي من الادب الإنساني التحرري العالمي، جنبا الى جنب مع رسائل وكتابات ومنتوجات المفكرين والمناضلين الامميين الذين وقفوا في وجه الظلم والاستعمار، من أبو فراس الحمداني الى غرامشي ودستوفسكي وناظم حكمت وبابلو نيرودا، واحمد فؤاد نجم ونيلسون مادنيلا ولوركا ومظفر النواب وسهى بشارة ومعين بسيسو ومحمود درويش وتوفيق زياد وحنا أبو حنا وسميج القاسم وخليل بيدس وجيفارا، ويوليوس فوتشيك، وعبد الرحمن منيف، والطاهر بن جلون وصنع الله إبراهيم وغيرهم الكثيرون الذين حرروا الكتابة في السجن من اوجاعها وقهرها لتصير لاهوتا ومنهجا للتحرر من تحت اعواد المقصلة. رسائل الأسير أسامة الأشقر وصلت الجميع، وتلقى الردود على هذه الرسائل، فمنهم من قال ان الفرح في السجن هو اقوى سلاح في مقاومة العدو، وانه بمثلكم يتعزز ايماننا بفلسطين واعتزاز بنضال مجاهديها، ومنهم من قال: اسرى فلسطين يحاصرون سجانيهم، ويمدوننا بكل أسباب القوة والصمود، ومن الردود من قال ان رسائل أسامة بقدر ما اسعدتني اوجعتني، فهي لم تحمل فقط كلمات اطراء وتقدير وتشجيع بقدر ما حملت من توجيه مسؤولية لي بأن التفتوا الينا نحن الاسرى، آخرون قالوا: انكم الضرورة التي تشحذ ارواحنا، والمعيار الذي نجابه به كل طارئ وغريب، وان مواقفكم هي التي تحفظ لثوابتنا وهويتنا اطارها وجوهرها في مواجهة كل استراتيجيات الإلغاء والنفي والتصفية، وكتب البعض ان الاسرى الذين هم اكثر شبها بفلسطين قد حولوا السجون الى معاهد وجامعات ومدرسة نضالية وابداعية ليكون للسجن مذاقا آخر، يصنع من المرارة احلاما وردية عن الحرية والوطن والحب، والعلاقة الإنسانية مع الأرض والانسان. كل من قرأ رسائل أسامة الأشقر تحسس قلبه وعقله ليدرك كيف ينتصر الحب على العدم والموت ويجدد الحياة في النفوس العنيدة، ما هذا القلب الذي يتدفق وينهمر في الكون حبا ونهارا وينتصر على ظلام الطغاة؟ فيصير جيشا وشهيدا واغنية وبندقية، وقد حرر أسامة برسائله كل المسجونين في الحياة عندما تفتقد الحياة الى المعنى والقيمة الإنسانية النبيلة، وكما قال الفيلسوف سارتر: الكتابة فعل ينطوي على قدر وافر من الحرية، ومن الصعب تذكر حركة تحرر او ثورة لم تنطلق شرارتها من مقولات واراء ضمها كتاب او مجموعة من الكتّاب، حتى ليمكننا ان نعتبر الكتّاب انبياء الثورات والمبشرين بمخاضاتها. شكرا لوزير الخارجية في سجون الاحتلال الصهيوني الأسير أسامة الأشقر ولخطيبته منار خلاوي، ومثلما استطاعت هذه الرسائل ان تفتح أبواب السجون الموصدة، فيا ليتها تفتح أبواب الصمت والسكوت، ويصبح لكل قارئ وصلته رسالة قبضة ومعولا وفأسا وصوتا يدوي وصحوة من غضب.
طاسين الأسر
بقلم: علي شكشك
هو ليس مجرد ملف, لكنه أحد مفردات الأبجدية الفلسطينية الحديثة, وفصلٌ من القاموس الذي يشكل دليل التاريخ الكنعاني القادم والطريق إلى فهم الجغرافية السياسية الجارية. ذلك هو طاسين الأسر, وهو أحد التجليات للوجه الصهيوني وإنجازاته المعاصرة, وهو الذي ينتقم بأثرٍ رجعيٍ من كل طقوس الأسر في التاريخ, محتكراً للمحرقة ودور الضحية وفن الإبادة, ومتربعاً عل قمة الهرم في التكنولوجياً وروائع الشبْح والاغتصاب في السجون, ومتجاوِزاً للمتخيَّل في إنتاج أشكال العنصرية وابتكار المصطلح, فهذا سجين ملطخة يداه, وهم الذين تقطر أيديهم وأرواحهم ونواياهم بالسوء والجريمة ودمنا, وقد سرقوا ما لم يسرقه إنسان في التاريخ منا؛ تاريخنا وانتماءنا وأعضاءنا وراحتنا وقرارنا ومستقبلنا ونسيجنا وعاداتنا ومياهنا ولباسنا, وهم الذين تتلطخ كل أوقاتهم بحرماننا من أوقاتنا وطقوس عبادتنا ويتنفسون هواءنا وحقولنا, وهم الذين يسجنون نصف شعبنا أمام أسوار المنافي والنصف الآخر وراءها, وهم الذين يعربدون في الإنسان بعيداً عن بصيرة الحق ورقابة الضمير, ويبتزّون الجثّة ويمحقون معنى البشرية في المعاجم, ويُنتجون صورة كئيبةً للإنسان تضيف بعداً جديداً إلى تفسير “كونوا قردةً خاسئين”, وقد تحايلوا على المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والرأي العام كما تحايلوا على السبت, والتفوا على الشرائع والقوانين والقرارات وتفسير الكلمات كما حرفوا دوما الكلم عن مواضعه, وادّعوا ما لا يملكون كما ادّعوا العهد, ووصفوا الأسرى بالإرهابيين كما “قالوا إنّ الله فقيرٌ, وهو أحد الوصايا في “عقيدة الملك”, فالذين يشرعون قتل الأطفال لأنهم سيكبرون وسيشكلون خطراً على اليهود كما ورد في كتاب الحاخام إيتسيك شابيرا بالتعاون مع الحاخام يوسي أليتسور, لا يرون في ضحاياهم الأسرى إلا إرهابيين, بينما الأطفال إرهابيون قادمون, ومن هنا عقيدة القتل المعنوي للأسير ومن هنا إحكام الأسر وإطباق كافة أشكاله, واعتراض كل قناة لتخفيف آثاره, وهي تسجن شعباً بأكمله, بطرق مختلفة, تجدُ تجليها الكامل في السجون التقليدية, بينما تتنوع باقي فنون السجن والحصار, في داخل الخط الأخضر وعلى حواجز الضفة, وما حصار غزة إلا أحد هذه التجليات المحكمة التي تحرّضُ عليها العالم وتجند دولاً وأحلافاً عسكرية لتشديد الخناق عليه وشد الوثاق, وتتعرض حتى للغداء والدواء, وتظلّ تلبس دور الضحية, وهي تعتقل العالم كله في تشريعات ومفاهيم يصعب الفكاك منها أو التحرر من أسرها, حتى على مستوى الفكرة, فمن يملك الفكاك من أسر مفهوم المحرقة, ومن في العالم الغربي نفسه يملك أن يتحمل تهمة العداء للسامية, وهو رغبة دفينة في أسر العالم كله والهيمنة عليه, إعلامياً واقتصاديا, والتحكم بمزاج الأغيار وتحريك مفاصل الأرض كما تحرك الدمى, والمعتقلون شاهدٌ حي على ما ينتظر من يقف في الطريق, فهم عاملٌ ردعي لفكرة المقاومة, وتثبيت فكرة العقاب التي تشكل ركيزة أساسية في النهج الصهيوني, وهي نفسها الفكرة التي تصرُّ على ملاحقة المناضلين في فضاءات الأرض واغتيالهم, وهي نفس الفكرة التي تجعلهم يصنفون المعتقلين إلى أصناف, فمَن حملَ السلاح وجاهد وأصاب مِن الذين قتلوا أهله وشعبه وأخرجوهم من ديارهم ليس كالآخرين, حتى إذا ادلهمّ الأمر وبلغت القلوب الحناجر واختلطت المعايير وكاد ينقلب النورُ قطعاً من الليل, وكادت تأفل النجوم, يكون الأسرى بأبعادهم المتجاوِزة هم الضوء وهم العلامة والدليل, ففي قلب كلٍّ منهم تحققت الحريةُ كاملةً وتكامَلَ الوطن, فغدوا بالإضافة إلى ما سبق الشاهدَ والضحية والبوصلة والرافعة, وأصبحوا الراية, هم والشهداء والجرحى والرجال والنساء والولدان المحاصَرون, هم الشاهد على ظلم وظلام الجاني, وهم الدليل على مبدئه ومساره, ولاشرعية وجوده, وسوء وجهِه, وهم الوعد الآخِر بنهايته وهم الذين سيكشفون سوءاتهم ويَسوؤون وجوهَهم في العالمين, علامة على تحقق الوعد, مقدمةً لِ “ولِيدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّةٍ وليُتبّروا ما عَلوا تتبيرا”.
ريشة فنانة تعبر عن معاناة الشهداء المحتجزة جثامينهم
تقرير: علي سمودي-جنين-القدس
"فدائي عبر الغور ".. الاسم الذي أطلقته الفنانة التشكيلية ميسون سباعنة، على معرضها الفني الأخير الذي احتضنته بلدية قباطية، بلدتها ومسقط رأس عائلتها في صرخة وطنية وانسانية كما أوضحت، أطلقت من خلالها العنان لريشتها، لتعلي وتوصل صرخة الشهداء المحتجزة جثامينهم في مقابر الأرقام والثلاجات الاسرائيلية، والفدائيين المفقودين الذين عبروا الحدود في عمليات فدائية، وما زال مصيرهم مجهولاً، وبينهم عمها الفدائي عدنان سليمان ابراهيم سباعنة. من وحي الصور والمشاهد والقصص التي استوحتها الفنانة ميسون من وجدها ووالدها وأعمامها وعمتها، رسمت لوحاتها الفنية لتروي صور البطولة الممزوجة بألم الغياب ووجع المصير المجهول، وتقول: "الفن بكافة أنواعه وأشكاله، جزءًا لا يتجزأ من أدوات النضال والمقاومة، وواجبنا أن نعبر دوماً عن شعبنا وقصصه وحكاياته، وايصال الصورة المعبرة، وأمام ما مثله عمي الذي لم أراه لكني عرفته أكثر من نفسي، اخترت أن تكون ريشتي، تعبير عن حكايته وبطولات الفدائيين والتي تجسد صورة كل مقاوم فلسطيني".وتشير إلى أن عمها عدنان الذي عرف باسمه الحركي "نضال" من مواليد قباطية عام 1948، عندما انطلقت حركة فتح، انضم لصفوفها، وكان من رفاق الشهيد الرئيس أبو عمار ومقاتلي الثورة الأوائل، مشيرةً إلى أنها خلال طفولتها سمعت الكثير عن بطولاته التي أثرت بها. تبرز في لوحات المعرض، صور عبور الفدائي عدنان للوطن لتنفيذ عملياته الفدائية، وتقول الفنانة ميسون: "لوحتي تنطق بكل حرف وقصة رواها لي والدي وجدي عن عمي الذي صمم على العودة للوطن، مقاتلاً وفدائياً ليبقى قريباً منه ويعيش فوق ترابه".تضيف: بعمر 22 عاماً، انقطعت أخبار عمي عدنان، عندما قاد مجموعة فدائية، تسللت عبر الأغوار، وهاجمت مستوطنة (ماعوز حاييم) في الأغوار الشمالية، ومن يومها لم تصل عائلتي أي أخبار عنه وأصبح مصيره مجهولاً، وقضى جدي الذي نزح لمدينة إربد الأردنية حياته يبحث عنه في كل مكان، وعاشت العائلة لحظات صعبة ومؤلمة، في ظل تناقض الأخبار عنه، فتارة وصلتها أنباء عن استشهاده، وأخرى عن اعتقاله وفقدان الذاكرة، بينما لزم الاحتلال الصمت، وبعد طول معاناة، اعتمد الأهل أنه شهيد وجثمانه محتجز في مقبرة الأرقام".كل هذه المعاني ، عبرت عنها ريشة الفنانة ميسون سباعنة ، وأبقت نافذة الأمل مفتوحة أمام كل الخيارات، ومنها أنه ما زال حياً، لذلك أطلقت على لوحتها الأهم "فدائي عبر الغور"، وتقول: "أهديت المعرض لعمي وكل الأحرار أمثاله، أصحاب القضية والمواقف والبطولة، وتركتها لوحة تنبض بأمل كبير، تحمل رسالة فخر به، وتمنيات بعودته إذا كان على قيد الحياة".وأشارت إلى أنها أبرزت أن مقبرة الأرقام أكبر ظلم للشعب الفلسطيني.
وأكدت على أن الفن جزء من النضال والمقاومة في وجه الاحتلال، مشيرةً إلى أنها نجحت في صقل مواهبها وشاركت بعدة معارض في الأردن وداخل فلسطين، ولم تتخلى عن ريشتها رغم أنها تعمل في سلك التربية والتعليم كمدرسة رياضيات. وبين مسؤولياتها كمربية للأجيال، ودورها في خدمة بلدها من خلال عضويتها في مجلس قباطية البلدي، لم تتوقف ريشتها الفنية، وتقول: "|سر نجاح الفنان، ارتباطه بقضايا شعبه وواقعه وهمومه، ومنذ أول معرض حتى الأخير حرصت على تقديم لوحات معبرة عن القضايا التي تعنى بالشأن الفلسطيني والأحداث المعاصرة منها والقديمة، وركزت على ترجمة آنات الأسرى وتكريس ريشتي لمناصرتهم وايصال أحلامهم في الحرية".تعددت الصور والمشاهد في زوايا معرض الفنانة المبدعة ميسون، فمن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، إلى جريمة استهداف المرأة كما تقول "بالسجن والاعتقال والاغتيال الذي جسدته أيقونه فلسطين الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي لطالما أحبتها جنين بقراها وبمخيمها، كما ركزت على قضايا اللجؤ والتمسك بحق العودة، وهدم المنازل في الشيخ جراح وغيرها". كما قالت.
الأسير وجدي جودة يدخل عامه الـ20 في سجون الاحتلال
نادي الأسير: دخل الأسير وجدي عزمي جودة (46 عاماً) من نابلس، عامه الـ20 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك منذ اعتقاله في عام 2004. وأوضح نادي الأسير أنّ الأسير جودة تعرض للمطاردة من قبل الاحتلال لمدة 3 سنوات، وعقب اعتقاله واجه تحقيقاً قاسياً وطويل، ولاحقاً حكم عليه الاحتلال بالسّجن لمدة 25 عامًا. وتمكّن خلال فترة اعتقاله من الحصول على بكالوريوس في التاريخ من جامعة الأقصى، وبكالوريوس علوم سياسية من جامعة القدس، وماجستير دراسات إقليمية من جامعة القدس، ويكمل حالياً متطلبات الحصول على الدكتوراة، علما أنه حاصل قبل اعتقاله على الدبلوم في تخصص "برمجيات وقواعد البيانات"، وكان طالبا في جامعة القدس المفتوحة، ولم يكمل دراسته بسبب المطاردة والاعتقال. الأسير جودة هو أحد قادة الحركة الوطنية الأسيرة، وله العديد من المقالات السياسية والفكرية، وهو من أبرز الأسرى الفاعلين في سجون الاحتلال.
الأسير داود صبيح يدخل عامه الـ20 في سجون الاحتلال
نادي الأسير: دخل الأسير داود أحمد صبيح (52 عاماً) من بلدة العبيدية/بيت لحم، عامه الـ20 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك منذ اعتقاله في عام 2004. وأوضح نادي الأسير أنّ الأسير صبيح اُعتقل مرتين قبل اعتقاله الحالي، أمضى خلالهما عامين في سجون الاحتلال، مضيفاً أنه تعرض للمطاردة قبل اعتقاله الحالي لمدة استمرت ثلاث سنوات، وعقب اعتقاله واجه تحقيقاً قاسياً وطويل، ولاحقاً حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد مدى الحياة. وأشار النادي إلى أن صبيح متزوج وهو أب لسبعة من الأبناء، أصغرهم كان في رحم أمه حينما اُعتقل، علماً أنّه خلال سنوات اعتقاله حصل على شهادتي البكالوريوس، والماجستير، وفقد والده وحرمه الاحتلال من وداعه.
ارتفاع عدد المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام إلى 13
قال نادي الأسير، إنّ عدد المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال ارتفع إلى (13) معتقلًا بعد انضمام ستة معتقلين آخرين في سجن (ريمون) للإضراب المفتوح عن الطعام منذ يوم أمس الموافق 10/8/2023. والمعتقلون هم: (هادي نجي نزال، ومحمد تيسير زكارنة، وأنس أحمد كميل وثلاثتهم من بلدة قباطية /جنين وهم معتقلون منذ شهر أيار الماضي، إضافة إلى عبد الرحمن إياد براقة من مخيم عقبة جبر/ أريحا وهو معتقل منذ شهر نيسان الماضي، ومحمد باسم اخميس من بلدة بيت أمر/ الخليل وهو معتقل منذ شهر تشرين الثاني 2022، والمعتقل زهدي طلال عبيدو من الخليل، وهو معتقل منذ آذار الماضي. وأضاف نادي الأسير أن سبعة معتقلين آخرين يواصلون كذلك إضرابهم منذ فترات متفاوتة وهم: (سيف حمدان، وصالح ربايعة، وقصي خضر، وأسامة خليل وهم مضربون عن الطعام منذ 13 يومًا، فيما يواصل المعتقلان كايد الفسفوس، وسلطان خلوف إضرابهما منذ تسعة أيام، إضافة إلى المعتقل أسامة دقروق الذي شرع منذ خمسة أيام). ويأتي إضراب المعتقلين الـ13، تزامنًا مع الخطوات النضالية التي شرع بها المعتقلون الإداريون في سجن (عوفر) وعدة سجون أخرى، واستمرار نحو 60 معتقلًا مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال العسكرية.
وأكد نادي الأسير مجددًا أنّ تصاعد الإضرابات، يأتي في ظل استمرار سلطات الاحتلال بالتصعيد من جريمة الاعتقال الإداريّ، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين لأكثر من (1200) معتقل، وهذه النسبة هي الأعلى منذ سنوات انتفاضة الأقصى. يذكر أن سلطات الاحتلال أصدرت (1978) أمر اعتقال إداري منذ مطلع العام الجاري أعلاها في شهر تموز المنصرم والتي بلغت (370) أمرًا.