1918

0

الأستاذة و المرشدة الأسرية "دليلة وشن :"هكذا تتم المراجعة و تسيير ضغوطات الإمتحانات"

دور الأولياء فعال في هذه المرحلة

 
 
يعاني التلاميذ المترشحين لاجتياز الإمتحانات الرسمية سواء شهادة التعليم المتوسط أو شهادة البكالوريا من مختلف الضغوطات خاصة منها النفسية خلال هذه الفترة المهمة في مشوارهم الدراسي، و ينتابهم شعور الخوف و الإرتباك و القلق مع اقتراب موعد الامتحانات.
ما يجعلهم يفقدون تركيزهم، و ما يزيد الطين بلة ضغط الأولياء لدفع أبنائهم لتحقيق النجاح دون مراعاة نفسيتهم، و بالمناسبة تقربت جريدة "بركة نيوز" من الأستاذة و المرشدة الأسرية "دليلة وشن" للحديث حول هذا الموضوع ، أين أسدت شخصت الظاهرة و أسدت إرشادات و نصائح قيمة للتلاميذ لتسيير المرحلة بأريحية و اجتياز الإمتحانات بكل ثقة و تركيز دون خوف ولا ارتباك، مع تشديدها على الدور الهام للأولياء في كيفية و طرق مساندة و مرافقة الأبناء قبل و أثناء و بعد الإمتحانات
 
 
حاورها:رشيد محمودي
 
مرحبا بك أستاذة، أولا عرفنا بنفسك ؟
 
دليلة وشن أستاذة اللغة الإنجليزية منذ 2003 في التعليم المتوسط. مرشدة أسرية و تربوية و مرافقة دراسية مولعة بكل ما هو نفسي، أبحث دائما عن كيف يمكن للانسان ان يكون في أفضل حالاته وبالتالي كيف يكون ذلك القوي الناجح السعيد الذي يصنع الحياة التي تشببه و يستمتع بها.
 
  ماهي أهم المشاكل التي يعاني منها التلاميذ في هذه الفترة و كيفية التعامل معها؟
 الامتحانات ، أولها الضغط النفسي والقلق بسبب الخوف من الفشل والتوتر بشأن تحصيل النتائج المرجوة ، كما أن القيام ببعض الممارسات الخاطئة كالسهر والمذاكرة لفترات طويلة تؤدي إلى نقص النوم، مما يؤثر على التركيز والأداء. و البعض يهمل تناول وجبات صحية، مما يؤثر على الطاقة والتركيز، بالإضافة إلى عدم التنظيم الجيد لوقت المراجعة ،كما أن الاستعمال المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي والأنشطة الأخرى  تشغلهم عن التحضير الجيد للامتحانات.
بدون أن ننسى عامل الضغط من الأهل والمعلمين لتحقيق نتائج ممتازة والذي بدوره يزيد من نسبة التوتر لدى التلاميذ الممتحنين
إلى جانب أن هناك من يشكو من التشتت وضعف التركيز بسبب الضغوط النفسية والتوتر. والبعض الآخر يعاني من 
ضعف الاستعداد و عدم التمكن من بعض  المواد الدراسية بشكل كافٍ رغم علمه بضرورة الاستعداد الجيد للامتحانات من بداية السنه الدراسية.
  بماذا تنصحين التلاميذ أثناء المراجعة؟
 
   بما أن وقت المراجعة النهائية قبل الامتحانات الرسمية ضيق نسبيا لتدارك الخلل والنقص في الاستعداد لكل المواد خصوصا التي تشكل عقبة لبعض التلاميذ ، فإننا كأولياء مطالبون بتوفير الجو الهادئ و المناسب لتمكين ابنائنا من استغلال الوقت استغلالا جيدا و السهر على راحتهم النفسية للتقليل من توتر ما قبل الامتحانات.
وعليه فمساعدتهم على التخطيط بكتابة جدول توقيت متوازن للمراجعة و التأكد من الالتزام به خلال هذه الفترة من واجباتنا. كذلك نحن مطالبون كأولياء بتقديم الدعم النفسي لأطفالنا و تشجيعهم وغرس افكار ايجابية في عقولهم نحو النجاح. 
و من المفيد أيضا الاهتمام بالتغذية المتوازنة الصحية و شرب الكثير من الماء مع أخذ عدد ساعات كافية للنوم والاستيقاظ المبكر. 
حيث من المهم جدا أن نعود اطفالنا و تلاميذنا على تقنيات الاسترخاء عند الشعور بالتوتر وتقنية التنفس العميق لما لها من تأثير ايجابي على النفس و المخ من زيادة التركيز
وفي حالة مواجهة التلميذ لصعوبات في مواد معينة فإن اللجوء لطلب المساعدة من اهل الاختصاص أمر ضروري.
كما أن الحرص على تنظيم طريقة المراجع الصحيحة ككتابة الملخصات و مشاهدة الفيديوهات و حل التمارين كفيل بتجهيز التلميذ ليوم الامتحانات بكل ثقة و راحة. 
دون ان ننسى حق الراحة خلال اليوم و ممارسة نشاط رياضي ان أمكن حتى ولو كان المشي لنصف ساعة.
 
 ماهو دور الأولياء قبل و بعد الإمتحانات؟
 
 يعتبر دور الأولياء في مساندة و دعم أبنائهم خلال هذه الفترة الحرجة من حياتهم دورا لا يستهان به أبدا. إنهم مطالبون بتوفير جو آمن و مريح أولا والسهر على نظام غذائي صحي لهم و الحرص على منع أسباب التشتت التي تعرقل المراجعة الفعالة لابنائهم. 
أما بعد الامتحانات فمشاركتهم فرحة النجاح و تكريمهم معنويا أو ماديا ستصنع وتحفر أجمل اللحظات في ذكريات الابناء 
وفي حالة الرسوب لا قدر الله ، نحن كأولياء علينا ان نقدم الاحتواء والفهم لأطفالنا لأنه حتى الفشل هنا هو ألم في قلب التلميذ وواجبنا هو مواساته وليس إضافة المزيد من الألم و الضغط عليه. والفشل في إمتحان واحد ليس نهاية العالم. علينا ان نتقبله و نهون أمره وطبعا من الحكمة ان نعرف مواطن الضعف والتقصير عند التلميذ الراسب و تجنبها في السنة المقبلة بوضع خطة محكمة منذ البداية هدفها تحقيق النجاح الباهر في نهاية السنة.
 
 كيف نوصل للتلميذ أن الامتحانات هي مرحلة فقط في حياته؟
 
يحتاج التلاميذ إلى تطوير مفاهيهم حول الحياة و النجاح و الدراسة منذ السنوات الأولى لبناء عقلية مرنة واعية متزنة في النظر لأمور الحياة.
أولا علينا توضيح المفهوم الشامل للنجاح لابنائنا ، فالنجاح لا يقتصر فقط على الأداء الأكاديمي، بل يشمل أيضًا المهارات الشخصية والاجتماعية والقدرة على التعامل مع التحديات.
ثنيا علينا أن نشجعهم و نحفزهم على التفكير في أهدافهم الطويلة الأمد وكيف يمكن للامتحانات أن تكون جزءًا صغيرًا من رحلتهم لتحقيق هذه الأهداف.
كذلك وجب التأكيد على أهمية التعلم المستمر و أن الامتحانات ليست نهاية المطاف، بل هي فرصة لتقييم ما تعلموه حتى الآن، كما يمكننا تقديم  نماذج لشخصيات ناجحة في مجالات متنوعة، مثل الفنون والرياضة وريادة الأعمال، لتوضيح أن هناك طرقًا متعددة لتحقيق النجاح وليس فقط الدراسة الأكاديمية، أيضا من المهم جدا الاستماع  إلى مخاوفهم وتقديم الدعم النفسي من خلال توفير جلسات إستشارية مع مختصين اذا لزم الامر، لأن بعض الاحباط الشديد قد يؤدي الى اكتئاب و فقدان ثقة بالنفس.
و من المهم جدا تشجيع الأبناء  على متابعة اهتماماتهم وهواياتهم خارج نطاق الدراسة، مما يمكن أن يساعد في تقليل الضغط ويعزز الشعور بالرضا والإنجاز.
 و كذا تعليم الطفل / التلميذ  مهارات التفكير الإيجابي و كيفية إعادة صياغة أفكارهم السلبية حول الامتحانات وتحويلها إلى أفكار إيجابية وبناءة. مما سيفيده كثيرا في التعامل مع ضغوطات حياته.
 ما رأيك في الدروس الخصوصية ، و هل تنصحين التلاميذ بها؟
 
بغض النظر عن كون الموضوع أصبح موضة لدى التلاميذ و الأولياء أو عن كونه بيزنس لبعض الاساتذة و عجز بعض الأولياء عن توفير مصاريفها لابنها الذي يحتاجها فعليا، فأنا لا انفي اهميه الدروس الخصوصيه بالنسبه للتلميذ الذي يعاني من صعوبات في مواد معينة ويحتاج الى موجه و مرشد يقوم على إدارة نقاط ضعفه و تحسين نتائجه. 
بشرط ان يكون لهذه الدروس الخصوصيه شروط معينة تساهم في تحسين نتائج التلميذ الذي يحتاج إلى المساعدة وهي المكان المناسب، عدد التلاميذ في القاعة ، الجدية و الامانة ، الوقوف على الصعوبات الفردية و العمل عليها.
شكرا أستاذة على هذه النصائح و المعلومات، كلمة أخيرة؟
 
أبناؤنا أمانة في أعناقنا وليسوا ملكية خاصة، علينا ان نتعلم كيف نغرس في عقولهم معنى النجاح منذ نعومة أظافرهم، و أن نعلمهم الطرق و الإستراتيجيات للتعامل مع ضغوطات الحياة.
إن بناء العقول و النفوس أهم و أصعب من بناء الأجساد،لذلك المسؤولية كبيرة و لكنها غير مستحيلة لأنه في النهاية هذا دورنا و علينا القيام به على أكمل وجه من أجل صناعة إنسان قوي واعي ناجح مستعد هو أيضا لتقديم المساعدة و الدعم و خدمة أمته. 
نتمنى لجميع أطفالنا النجاح على كل الأصعدة و مشاركة الفرحة مع أوليائهم و أحبابهم.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services