245

0

الإقتصاد المنزلي أساس ترشيد النفقات في شهر رمضان

المدربة و الاستاذة تكارلي صوفيا لبركة نيوز

على غرار الجانب الروحاني والديني والجسدي، الذي يتميز في شهر رمضان، يكتسب الاقتصاد المنزلي أيضا أهمية كبيرة ومتزايدة في  هذا الشهر الفضيل.

نزيهة سعودي 

 و من أجل أن يؤدي الإقتصاد المنزلي دوره في إنجاح مسيرة مواكبة طبيعة التحولات الاقتصادية الكبرى ووتيرتها المتسارعة في عالم متغير، يبدأ مدعوما بعوامل حاسمة كحسن إدارة الدخل الأسري مرورًا بترشيد الاستهلاك و غيرها من السلوكيات نتعرف عليها في هذا المقال مع المدربة في مجال الاقتصاد المنزلي تكارلي صوفيا نبيلة و أستاذة محاضرة في جامعة الجزائر 3.

و في هذا الصدد كشفت محدثنا أن الموضوع شيق جدا و في محله خاصة مع بداية شهر رمضان الكريم، كما أفادت بأن مفهومه قديم جداً حيث كان يطلق عليه في زمن أرسطو "تدبير أو إدارة المنزل"، لهذا المفهوم يعتبر اللبنة الأولى و الأساسية لعلم الاقتصاد المنزلي.

 

وقدمت المدربة مفهوما للإقتصاد المنزلي و هو إدارة و تدبير شؤون الأسرة ومجالاتها المختلفة و العديدة، و هذا ما يوحي كيفية تسيير ميزانية أسرة و لكن لا يقتصر على الجانب المالي فقط، فمثلا في شهر رمضان يمكن للفرد الاستعانة به في إدارة جانب التغذية الصحية أو رعاية الأطفال و العلاقات الأسرية، الألبسة و النسيج، السكن و الديكور في المنزل و غيرها من المجالات.

ضروري إدراج الاقتصاد المنزلي في المقررات التربوية 

و بالنسبة لأهمية الاقتصاد المنزلي في الدول، قالت أن له أثر على جوانب أخرى اجتماعية سياسية و غيرها لهذا الأسرة هي النواة و ما يتم البناء فيها له أثر كبير ، فمن جانب النفقات يجب ترشيد النفقات أما من جانب الإرادات يمكن البحث عن موارد أخرى كمشاريع مصغرة في البيت.

من المستحسن أن يدخل الإقتصاد المنزلي كثقافة في الأسر الجزائرية عن طريق التدريب و التعليم و إدراجه في المقررات و المنظومة التربوية ليكون اللبنة الأولى في بناء أسرة و مجتمع متزن، تنتج عنه إدارة فعالة للشؤون المنزلية كما يوفق في نجاح الأسرة في جميع الجوانب.

لقد أصبح الاقتصاد المنزلي اليوم علمًا حديثًا يُدرَّس في الجامعات حيث يختص بدراسة وضع الأسرة، وتحديد احتياجاتها على مستوى المنزل والبيئة الاجتماعية المحيطة، هنا أشارت الأستاذة تكارلي أنه في بعض الدول المتطورة يدرسون الإقتصاد المنزلي كتخصص الإقتصاد المنزلي و متخرجين في هذا المجال يعملون في مجال الموارد البشرية و التغذية الصحية و الاستشارات الأسرية و إدارة الميزانية.

الحاجة للإقتصاد المنزلي خلال الشهر الفضيل

و بخصوص شهر رمضان الكريم، نلتمس أهمية الاقتصاد المنزلي بصفة خاصة فمن جهة سيكون أساسيا لترشيد النفقات و إدارة و تسيير الموارد الأسرية و الدخل كما فيه الجانب الروحاني كعدم الاسراف و التبذير و هناك جانب آخر و هو كثرة الاحتياجات لهذا خلال شهر رمضان تكثر الاحتياجات غير متوقعة مما يستدعي تطبيق ترشيد النفقات و تفادي التبذير و الإسراف.

من جهة أخرى قسمت محدثتنا الدخل من منظورين، اولا الدخل بطريقة تقليدية على أساس جزء للاستهلاك و جزء آخر للادخار و جزء للاستثمار،  و من منظور حديث بالنسبة للمسلمين في الآونة الأخير هناك نظرية حديثة في الدول الآسيوية مثل الصين و اليابان، تقول أنه يجب تقسيم الدخل إلى أربع أجزاء و هي الاستهلاك الادخار الاستثمار و الصدقة.

فمن منظور علمي استنتجوا أن تخصيص جزء من الدخل إلى الصدقة يعود بنتيجة إيجابية إلى الإقتصاد بصفة عامة، و نحن في شهر رمضان نحث العائلات الجزائرية بالصدقة التي قد تعوض ذلك التبذير و الإسراف الذي يشكل مضرة على الأسرة و مداخيلها و علاقتها  بالله تعالى.

التخطيط و تجنب التبذير 

و في ختام هذا اللقاء، دعت المدربة تكارلي إلى التحلي بنشاطات تمكنهم من عدم التبذير و الاقتصاد في الغذاء و التسوق و حتى إلى الكهرباء و الماء و غيرها من  الأمور التي يحتاجها الفرد خلال يومه.

و وجهت نصيحة للعائلات الجزائرية بضرورة التخطيط المسبق على الأقل أسبوعياً لتفادي الاستدانة و عدم الاسراف في فائدة تتعدى الفوائد المالية كالصحية و الدينية و غيرها، و اكتساب خبرة للتخطيط و التفكير بطريقة مغايرة للتحسين من الطرق المستعملة لأن الهدف في رمضان الخروج بعبر و خبرة تفيد الجميع في المستقبل.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services