212

0

الاحتفال برأس السنة الامازيغية الجديدة..... صون للذاكرة الجماعية و ترسيخ العادات والتقاليد

بهدف المحافظة على الثقافة الجزائرية، وترسيخها لدى الأجيال، تحتفي الجزائر يوم 12 جانفي من كل سنة ، ببداية السنة الأمازيغية الجديدة الذي يعد حدث وطني تشترك فيه كل الولايات باختلاف تقاليدها و عاداتها .

شيماء منصور بوناب

 الاحتفاء الأمازيغي "يناير " لا يعد حكرا على الأمازيغ فقط ، باعتباره أحد المظاهر الثقافية و الفنية التي ترمز للهوية الجزائرية الامازيغية ، و التي تؤكد بخصوصها الأسطورة، ان اختيار هذا التاريخ من يناير/كانون الثاني يرمز إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والزراعة، ما جعلها تُعرف باسم "السنة الفلاحية". التي يتقاسم فيه أبناء الأرض الواحدة بركات أراضيهم الفلاحية تيمنا بالخيرات الإلهية .

بينما  تروي بعض الأساطير ، ان الاحتفال جاء اخلاصا لذكرى انتصار الملك الأمازيغي "شيشناق" على الفرعون المصري "رمسيس الثاني" في مصر في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل سنة 950 ﻗﺒل  ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، وفي ذلك دلالات تاريخية على الافتخار و الاعتزاز بالانتصارات الأمازيغية المحققة.

وفي سياق ابراز القيم الثقافية التاريخية الاجتماعية، و كذا الاقتصادية السياسية والروحية و حتى السياحية، فإن الاحتفال بيناير  يأخذ من مظاهره  الفلكلورية، طبوعا شعبية فنية تحاكي التقاليد و العادات المتوارثة ، سواء من ناحية الأزياء و الأغاني و المأكولات المتنوعة، فضلا عن الرقص التقليدي ومختلف الأشكال الترفيهية الثقافية الفنية التي تجسد محاكاة شعبية محضة.

ومن ناحية مواصلة أسبوع الاحتفال بيناير، قدمت الجمعية الخيرية الكرامة والتضامن، تحت اشراف رئيستها عياطي نعيمة، وبحضور وفد من الملتقى الفلسطيني الجزائري للتراث الشعبي وسفير كندا والوفد المرافق له ، عرضا  تراثيا متكاملا  يمتزج بين الأصالة الامازيغية و الهوية الوطنية التي قدم على اثرها الدكتور  العقيد صالح احمد بارودي محاضرة اكاديمية تسلط الضوء على تاريخ الجزائر وتراثها الغني ، من الناحية التاريخية والثقافية ،ودلالاته الحضارية التي تعزز الانتماء والاصالة برسالة أساسها الابداع و الافتخار.

تثمينا لذلك، أوضحت الباحثة في التراث عائشة بالنوي ،" أن تجسيد العمق التاريخي الأمازيغي، يفرض التمعن في ماهية الاحتفال بيناير من حيث دلالته ورمزيته التي ظلت الجزائر محافظة عليها على مد العصور غيرة منها على تراثها و أصالتها و ثقافتها.

وفي مداخلة لها  ، بذات المناسبة ،قالت  أن"رأس السنة الأمازيغية هو مناسبة غنية بالأبعاد التي تعكس أصالة التراث الأمازيغي، وتعزّز ارتباط المجتمع الجزائري بتاريخه وهويته المرتبطة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، المشكلة للوحدة الوطنية ".

مشيرة لأهمية التكافل الاجتماعي الثقافي ، الذي يعزز التواصل بين الأجيال من خلال إقامة ندوات و تجمعات ثقافية تحاكي الشباب في عاداتهم و تقاليدهم ومناسبتهم التاريخية التي تزيد من تشبعهم بالأصالة و التراث.

ومن قاعة الحفلات لبلدية القبة، ابرزت بن نوي أهمية الحفاظ على  الروابط المجتمعية من خلال الأنشطة المشتركة مثل إعداد الطعام التقليدي والمشاركة في الاحتفالات الجماعية  التي تعد مناسبة لتعزيز التقاليد الثقافية المجسدة لقيمة  التضامن والتعايش.

وبالعودة لما تقوله الأسطورة حول السنة الزراعية، كشفت محدثتنا، أن الرمزية الاقتصادية والفلاحية  التي تحملها احتفالات يناير ترتبط بقدسية الأرض والإنتاج الفلاحي الذي يندرج ضمن أساسيات الحياة الأمازيغية التقليدية التي تبرز تعلق شعبها بخيرات أرضه من خلال الاستبشار بالسنة الجديدة الزراعية.

ومن الجانب الروحي لفتت، بأن الايمان بالخير و البركة هو عقيدة ثابتة في الحياة  الأمازيغية ،التي تأخذ من مناسبة  يناير فرصة لبث الامل من جديد بقيم سامية أساسها الإخلاص و النية في ترقب مستقبل مليء بالخير و النعم  التي لا تنقطع.

وبالحديث عن دور الاحتفالات الوطنية، في الترويج للسياحة الوطنية ، اكدت بن نوي بأن يناير باعتباره أحد تلك المناسبات ، يلعب دورا بارزا في التعريف بالهوية الجزائرية من خلال المظاهر الفنية الاحتفالية التي تعطي صورة جمالية للحياة الامازيغية الجزائرية التقليدية،  كما تفتح باب الترويج للعادات و التقاليد المحلية،  فضلا على عرض المنتجات التقليدية بطابع جديد مستوحى من الذاكرة الجماعية التي تعد الفرصة الذهبية  الأمثل للاستغلال الثقافي الذي يساهم في تعزيز  أفاق السياحة  التي تقوم بدورها بتنمية الاقتصاد الوطني.

في ذات الشأن ، تنوعت المظاهر  الفنية للاحتفال بيناير بين تقديم عروض أزياء تراثية تبرز فخامة الزي التقليدي الامازيغي المعروف بألوانه الزاهية و حليه التقليدي الفضي ، ذلك على غرار امتزاج الطبوع الغنائية الشعبية  بالشعر الذي ينسج أقاويل الاساطير بنغمة ثقافية فنية. 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services