3

0

العربية ذاكرة أمة ورافعة حضارة في يوم فكري وأدبي بسعيدة

 

 

 

احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “ونزار عبد الكريم” بولاية سعيدة فعاليات إحياء اليوم العالمي للغة العربية، في لقاء فكري وأدبي نظمته وزارة الثقافة والفنون، بالتنسيق مع الاتحاد الوطني للكتاب الجزائريين – فرع سعيدة، بحضور نوعي لنخبة من الأكاديميين، الشعراء، والفاعلين الثقافيين، في محطة أكدت مجدداً مركزية اللغة العربية في البناء الحضاري والروحي للأمة.

التظاهرة، التي رفعت فيها راية الوعي اللغوي، جاءت تحت شعار “العربية بين المعنى وجسر الروح”، وهو شعار عكس توجه اللقاء نحو مقاربة اللغة بوصفها حاملاً للهوية، وفضاء للتفكير، ومنبعا للإبداع.

مداخلات فكرية تعيد الاعتبار للبعد الروحي والحضاري

البرنامج عرف تقديم مداخلات علمية عميقة، حيث تناول الدكتور سعيد بن صافي في مداخلته الصوفية في اللغة العربية، مبرزا كيف أسهم الخطاب الصوفي في توسيع أفق الدلالة اللغوية، ومنح الكلمة العربية بعدا روحيا جعلها قادرة على احتواء التجربة الإنسانية في أرقى تجلياتها.

بدوره، تطرق الأستاذ عامر أمين إلى تلازمية اللغة والحضارة، مؤكدا أن اللغة ليست نتاجا محايدا، بل انعكاس مباشر لمسار الأمم، وأن صعود الحضارات وانكسارها يقترن عضويا بقوة لغاتها أو تراجعها، مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار للعربية في المنظومة الثقافية والتربوية.

قراءات شعرية تعكس ثراء المشهد الإبداعي

الجانب الإبداعي كان حاضرا بقوة من خلال قراءات شعرية متعددة، شارك فيها كل من الشاعرات خيرة بغاديد، قادري خديجة، هدية خثير، فاطمة لخاش، إلى جانب الشعراء محمد بن عبد الرحمن، لخاش قادة، عبد الرحمن كوراي، إضافة إلى الشاعرة الشابة جيهان زيغم.

كما تميز اللقاء بمشاركة الشاعرة صبرينة دوة من ولاية تسمسيلت، التي قدمت قصيدة في الشعر الملحون، مستحضرة العمق التراثي لهذا اللون الشعري ودوره في حفظ الذاكرة الشعبية الجزائرية.

أدار ونشط هذا اليوم الدراسي الشاعر والكاتب بختي الأخضر، الذي أحسن ضبط إيقاع اللقاء، وربط المداخلات الفكرية بالقراءات الشعرية، فاتحاً فضاءً للنقاش الهادئ والتفاعل المثمر، في صورة تعكس نضج الفعل الثقافي المحلي.

جاء هذا اللقاء ليؤكد أن الاحتفاء باللغة العربية فعل ثقافي مسؤول، يتجاوز الطابع الرمزي إلى بناء وعي جماعي بأهمية اللغة في حماية الهوية وتعزيز السيادة الثقافية، خاصة في ظل التحديات الرقمية والعولمية الراهنة.

هكذا، كرست سعيدة حضورها كفضاء حي للفكر والإبداع، وقدمت نموذجا ثقافيا راقيا للاحتفاء بالعربية، لغة وهوية وجسرا دائما بين المعنى والروح.
الحاج شريفي

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services