54
0
اعترافا بابداعاتهم وتميزهم العرباوي يشرف على تسليم جائزة "علي معاشي" للفائزين

أشرف الوزير الأول، نذير العرباوي، اليوم بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة، على إحياء اليوم الوطني للفنان وتسليم جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب "علي معاشي"في دورتها الـ19.
نسرين بوزيان
شهد الحفل حضور وزير الثقافة والفنون، زهير بللو وعدد من أعضاء الحكومة، ومشاركة شخصيات ثقافية وفنية وطنية، ونخبة من الفنانين والمبدعين الجزائريين، لاسيما أن هذه الجائزة تعتبر واحدة من أرقى الجوائز الوطنية التي تُمنح سنويًا للمبدعين الشباب، اعترافًا بموهبتهم وإبداعهم الفني، وتحفيزًا لمزيد من العطاء الثقافي.
في كلمته بالمناسبة، أشاد وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، بالاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للفن والفنانين، مشيرًا إلى أن السيد الرئيس "لم يدخر جهدًا في النهوض بواقع الفن والفنان، بل كان سباقًا في كل مبادرة من شأنها الارتقاء بهما، لقد آمن ويؤمن بأن الثقافة هي درع حصين لحماية البلاد وصون هويتها وتكريس خصوصيتها الأصيلة.”
وأكد بللو أن الإنجازات التي تحققت للفنانين في عهد الرئيس تبون تمثل نقطة تحول تاريخية، من بينها قانون الفنان الذي يوفر إطارًا تشريعيًا متينًا يحمي حقوق الفنانين ويكفل لهم حياة كريمة، إضافة إلى قانون السينما والنصوص التنظيمية المرافقة له، وعودة صندوق الدعم السينمائي اعتبارًا من هذه السنة، وهي خطوة عملاقة للنهوض بالصناعة السينمائية الجزائرية، من خلال دعم الإبداع وتطوير البنى التحتية وتوفير فرص للفنانين.
وأضاف الوزير أن الإصلاحات التي شملت القطاع الثقافي لم تقتصر على التشريعات فقط، بل امتدت إلى آليات الدعم والتمكين لتفعيل دور المؤسسات الثقافية وتسهيل عمل الفنانين وفتح آفاق جديدة للإبداع من خلال إنشاء مؤسسات ثقافية جديدة مثل قصور الثقافة والمدارس الجهوية للتكوين الموسيقي.
ولم يغفل بللو عن الجانب الاجتماعي للفنان، مشيرًا إلى المبادرات المتعلقة بالحماية الاجتماعية مثل مشروع المركز الطبي والاجتماعي الخاص بالفنانين، والذي يمثل تجسيدًا لسياسة الدولة في ضمان الرعاية الصحية والاجتماعية لهذه الفئة.
كما هنأ الوزير المتوجين بجائزة رئيس الجمهورية "علي معاشي" للمبدعين الشباب، مؤكدًا أن هذه الجائزة كانت دومًا طريقًا ممهداً نحو مجد الإبداع، ومتمنيًا حظًا أوفر للمشاركين في الدورات القادمة، مشددًا على أن أبواب وزارة الثقافة والفنون مفتوحة لاستقبال المبادرات والمشاريع الإبداعية عبر مختلف الآليات المرصودة.
من جانبه، أكد رئيس لجنة تحكيم جائزة "علي معاشي"أن المسابقة شهدت مشاركة 55 عملا من داخل الواطن ومن الجالية الجزائرية بالخارج، مما يدل - حسبه- على الصدى الإيجابي الذي تحظى به لدى الشباب.
وأضاف أن اللجنة اتبعت معايير موضوعية في تقييم الأعمال، رغم صعوبة الفصل بين المتوجين لتقارب مستوى الأعمال المرشحة جماليًا، كما قدمت اللجنة دراسة وصفية تحليلية لرصد الظواهر الفنية والتوجهات الجديدة بين المشاركين الشباب، ورفعت توصيات مهمة، من بينها إدراج أجناس أدبية وفنية جديدة في الدورات المقبلة، خصوصًا في ظل التحولات العالمية التي تحولت فيها الأعمال الإبداعية إلى أدوات تعبير وتعبئة ومقاومة.
وجاء تتويج الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب لسنة 2025، كالآتي: ففي فئة الرواية كانت الرتبة الأولى. من نصيب سامي شعنان، الرتبة الثانية رجاء ماحي، أما الرتبة الثالثة كانت من نصيب خولة حواسنية.
وفي فئة الشعر، توج محمد سليم ميداوي بالرتبة الأولى، آيت بوسعد آكلي بالرتبة الثانية وفاطمة الزهراء بوودن بالرتبة الثالثة.
أما فئة المسرح المكتوب توجب بالرتبة الأولى عبدالوهاب رمضاني، وبالرتبة الثانية أسماء بن أحمد، وبالرتبة الثالثة مسعود عتمة.
وبخصوص فئة الموسيقى كانت الرتبة الأولى من نصيب محمد رمزي بن حراث، والرتبة الثانية لأحمد رامي حسونات أما الرتبة الثالثة. فكانت لعماد عبدالعزيز فلاح.
فيما توج ريان بوكاري بالرتبة الأولى، وعبدالباري كروم بالرتبة الثانية وايمان مامي بالرتبة الثالثة وهذا في فئة الفنون الغنائية وفن الرقص.
وفئة الفنون السينمائية والسمعية البصرية، توج الرتبة الأولى أحمد بلمومن، بالرتبة الثانية عزالدين بن يوسف. والرتبة الثالثة شرف الدين فرحات حجاج.
وتم تتويج لونيس فخرالدين بالرتبة الأولى في فئة الفنون المسرحية، وأيمن فيطس بالرتبة الثانية وشهيناز دربال بالرتبة الثالثة.
أما فئة الفنون التشكيلية، فتوج بالرتبة الأولى بلال شريط، ووليد خلخال بالرتبة الثانية و محمد عز العرب بن المواز بالرتبة الثالثة.
وفي فئة القصة القصيرة عادت الرتبة الأولى لعبدالرزاق عباس، والرتبة الثانية لعبدالرحيم بلغنامي أما الرتبة الثالثة فعادت لنبيل بن دحو.
وفي تصريح خاص لبركة نيوز ، عبّر الفنان طير، المعروف بدوره في مسلسل "عاشور العاشر"بدور الباجي، عن اعتزازه بتنظيم هذا الحدث الثقافي المهم، قائلا:" نثمن هذه المبادرة التي لا تشجع فقط الشباب على الإبداع، بل توفر لهم كذلك منصة قيمة للتواصل والتلاقي مع زملائهم من مختلف الأجيال الفنية، كما تتيح فرصة للاحتفال بعيدهم السنوي بشكل يليق بمكانتهم."
مضيفا: أما نصيحتي للفنانين الشباب الطامحين إلى النجاح في مجال الفن، أن يستفيدوا من خبرات وتجارب الفنانين القدامى الذين يشكلون ثروة فنية لا تقدر بثمن، فالاستماع إلى نصائحهم وأخذها بعين الاعتبار يُعتبر خطوة أساسية في بناء مسيرة فنية ناجحة."
من جانبه، قال الفنان التشكيلي محمد سمارة لبركة نيوز أن حضور الفنانين اليوم يأتي في إطار دعم وتشجيع الحركة الفنية في الجزائر، مشيرًا إلى أن الاستجابة لهذه الدعوة واجب وشرف لكل فنان يسعى لخدمة الفن والارتقاء به.
وأضاف سمارة: " إن كل فنان يلبي هذه الدعوة يعكس مدى تقديره لمسؤولياته تجاه الفن والوطن، ويجسد الروح الحقيقية للفنان الذي يعمل بإخلاص."
أما الفائز بالمرتبة الأولى في فئة الموسيقى لجائزة "علي معاشي"،محمد رمزي بن حراث، فقد أكد في تصريح له لبركة نيوز أن العمل المتوج بعنوان " ألم وأمل"، يعرض هذا العمل قصة شاب مغامر عانى من ظروف معيشية قاسية وصعبة، واجه خلالها تحديات كثيرة في مسيرته الحياتية، مما دفعه في النهاية إلى اتخاذ قرار الهجرة عبر القوارب بحثًا عن حياة أفضل وفرصة لتحقيق أحلامه.