17

0

العمل التطوعي في المنيعة.. من مبادرة شبابية إلى رؤية اجتماعية

ضمن سياق وطني يتطلّب تعزيز ثقافة المشاركة المجتمعية، تحوّل اليوم العالمي للتطوع في ولاية المنيعة إلى محطة تحليلية تُبرز عمق التنسيق بين مؤسسات الدولة والشباب، وتكشف في الوقت ذاته عن تطور الوعي المحلي بأهمية العمل التطوعي كرافعة تنموية وليست مجرد نشاط ظرفي.

لحسن الهوصاوي

وفي هذا الإطار، نظّمت مديرية الشباب والرياضة فعالية ميدانية جمعت الأمن الوطني، الحماية المدنية، محافظة الغابات، إضافة إلى جمعيات المجتمع المدني، في مشهد يعكس تكاملاً في الأدوار ورغبة مشتركة في ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة.

 زنقط: التطوع انتقل من مبادرات فردية بسيطة إلى مشاريع منظمة

وحسب ما أفاد به مدير الشباب والرياضة، زنقط عبد القادر، فإن هذه الفعالية "تأتي لتجسيد استراتيجية قطاع الشباب الرامية إلى تحويل المبادرات التطوعية إلى ممارسة مستدامة، تساهم في حماية البيئة وتعزيز الوعي الأمني والاجتماعي لدى الشباب".

وأضاف أن انطلاق الحملة من أمام مقر بلدية المنيعة لم يكن اختيارًا اعتباطيًا، بل "رسالة رمزية تؤكد الشراكة بين الإدارة المحلية والشباب في خدمة الصالح العام".

ويرى مدير القطاع أن التطوع في المنيعة انتقل خلال السنوات الأخيرة من مبادرات فردية بسيطة إلى مشاريع منظمة، تشارك فيها المؤسسات الأمنية والبيئية، ما يعكس تطورًا في نظرة المجتمع إلى الدور القيادي الذي يمكن أن يلعبه الشباب في مواجهة التحديات المحلية، سواء البيئية أو الاجتماعية.

المركب الرياضي الجواري..منصة لتعزيز حضور الشباب ميدانيًا

ومن جهتها، أكدت بكاي يمينة، إطار بالمركب الرياضي الجواري بحاسي القارة، أن مشاركة الشباب في هذه الحملة "لم تكن شكلية، بل جاءت نتيجة عمل طويل داخل الفضاءات الرياضية والشبابية، التي باتت اليوم فضاءات لتكوين جيل متطوع وواعٍ بدوره في المجتمع". وأوضحت أن المركب الرياضي يلعب دورًا محوريًا في تأطير الفئات الشبانية وتوجيهها نحو مبادرات تطوعية ذات أثر ملموس.
وترى بكاي أن العمل التطوعي في المنيعة أصبح اليوم جزءًا من شخصية الشباب المحلي، وهو ما تعكسه الحملة الأخيرة التي أظهرت انضباطًا وتنظيمًا وتنوعًا في المشاركين، من طلبة وناشطين ومؤطرين.

فيما يعكس تواجد الأمن الوطني والحماية المدنية ومحافظة الغابات في الفعالية، إعادة تعريف العلاقة بين المؤسسات الرسمية والشباب.

فالتطوع، وفق العديد من الخبراء، لم يعد نشاطًا جانبيًا، بل أصبح آلية لتعزيز الأمن المجتمعي، والوقاية من المخاطر، ونشر الوعي البيئي.

الحملة التطوعية بمدينة المنيعة تشكّل، من زاوية تحليلية، مؤشّرًا على نضج التجربة المدنية في الولاية، وقدرتها على إنتاج مبادرات جماعية تستجيب لاحتياجات السكان وتساهم في تحسين جودة الحياة.

وفي ظل التحولات الاجتماعية الراهنة، يبدو أن المنيعة تسير بخطى ثابتة نحو بناء نموذج محلي في التطوع، قائم على التنسيق المؤسساتي، والتأطير المنهجي، وإتاحة الفضاءات الشبابية كمصانع حقيقية لإنتاج الوعي والمسؤولية.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services