في ظل التحولات العميقة في مجال الاقتصاد و التنمية على الصعيد العالمي و الوطني، أصبح التركيز على الإنتاج محور اهتمام العديد من المؤسسات الاقتصادية  التي تحاول تنويع منتوجاتها وولوج الاسواق الدولية بدل الإعتماد على الإستراد.

شيماء منصور بوناب

والجزائر كبيئة خصبة تحتضن العديد من المؤسسات و الشركات الاقتصادية المختلفة بتنوع منتجاتها أصبحت اليوم تقدم امتيازات استثنائية تدعم بها تلك المؤسسات ، بهدف ترقية الاستثمار وزيادة فرصة تواجدها في الأسواق العالمية ، كخطوة ريادية تضمن الإقلاع الاقتصادي .

روداس  علامة تجارية محلية  بصمة عالمية

وفي دراستنا لإحدى تلك المؤسسات الجزائرية الرائدة في مجال الإنتاج و التصنيع ، كان لقاؤنا مع المسؤولة التجارية لشركة  "نوفس كو آخت" منتصر سهام، للتعريف بالمؤسسة انطلاقا من قولها: "نوفس كو آخت  شركة جزائرية معروفة بالعلامة التجارية روداس مختصة في صناعة وإنتاج المواد المدرسية والمكتبية مثل عبوات الحبر  وقلم صبورة و اللوحات المدرسية  وألواح الرسم  وكذا  الأقلام المضيئة ومختلف اللوازم المكتبية الأخرى".

وعن الانطلاقة الرسمية للمؤسسة  من الجزائر العاصمة بالضبط في الحميز، أشارت إلى أنها عرفت أثناء وضعها لحجر الأساس سنة 2011 ، عدة تحولات كبيرة مست في جوانبها كل من الميدان التجاري و الاقتصادي ، والتي حددت على ضوئه استراتيجيتها و أهدافها على المدى القريب و المتوسط و البعيد ، وذلك وفق ما تمليه تحديات الوضع الراهن .

روداس .. من الاستيراد الى الإنتاج المحلي

فحسب ما افادته فان المؤسسة في خطواتها الأولى اتخذت من المفهوم التجاري مركز الانطلاق لدراسة السوق الوطنية  من ناحية ما تفتقر اليه و ما تطمح له ، سواء من ناحية المادة المنتجة أو الجودة و النوعية المطلوبة ، وعلى ذلك عمدت في تلك الفترة على بلورة عملياتها التجارية من خلال بيع المنتجات المستوردة دون تقديم تعديلات عليها ، قصد دراسة اثرها في الأسواق المحلية و كذا العمل عليها من اجل انتاج ما يضاهيها في الجودة و القيمة الإنتاجية بأيادي جزائرية محضة.

أما عن التحول الجذري  الذي شهدته روداس من الاستيراد الى الإنتاج ،  وضحت منتصر أنه في سنة 2017 كانت المؤسسة جاهزة بكل امكانياتها البشرية و المادية على دخول الأسواق الوطنية بمنتجات جزائرية محضة ، نافست بها اقدم العلامات التجارية الموجودة، حيث اتخذت من تجربة الاستيراد فرصة للتعديل و التطوير من منتجاتها ، وكذا كسب شركاء حقيقيين من مختلف الدول بالمنحى الذي مكنها من  تحطيم ارقام قياسية في معدلات البيع التي تعكس ثقة الزبون بها كعلامة محلية تعكس قدرة الجزائر في مجال الإنتاج .

كانت الخطوة الإنتاجية بمثابة قفزة نوعية للعلامة التجارية روداس ، فبها ضمنت اسمها في السوق و وحفظت ثقة زبائنها وعلى رأسهم المتعاملين الاقتصاديين الذين ساعدوا المؤسسة على التوسع و الشمولية.

كما أن اعتماد الشركة على آلات  مستوردة من الصين في انتاجها ، عزز جودتها و نوعية خدماتها التي تراعي في كل مرة دراسة ما يحتاجه  السوق وما يطلبه الزبون باعتباره العنصر الأساسي في العملية الإنتاجية التي تستهدفه كمؤشر حيوي يؤثر عليها .

رؤية استراتيجية تخطت الحواجز والصعوبات

وعن أهم الصعوبات التي تقف وراء عمل الشركة ، أكدت محدثتنا على أهم عامل وهو غياب المواد الأولية  التي عرقلت سير الحركة الإنتاجية على مستوى كل المؤسسات ، بما فيها روداس التي  لجأت للاستيراد قصد ضمان المواد الأولية ، وعلى وجه الخصوص الحبر و البلاستيك  المستورد من المملكة العربية  السعودية، يضاف الى هذه الصعوبات أيضا  نقطة الحصول على الترخيصات الجمركية التي لا تزال قيد التضييق .

وفيما يتعلق بالقدرة الشرائية ومدى تطابق أسعار منتجات الشركة مع جيب المواطن ، أكدت المسؤولة التجارية،على أنه مقارنة بالجودة و النوعية المقدمة في منتجات روداس ،فإن الأسعار في متناول الجميع  ، كما أنها تراعي بين الفترة و الأخرى التخفيضات على كل المنتجات لأن المواد المنتجة محليا ليست كالمستوردة من الخارج نظرا لما يترتب عنها من إضافات النقل و غيره من المعاملات الأخرى.

في ختام لقائنا عرجت سهام منتصر للآفاق المستقبلية للمؤسسة التي تطمح للتوسع في كل الولايات الجزائرية بفروع رسمية و أيادي محلية ، تكون بمثابة خطوة مهمة للانتقال من الأسواق الوطنية للأسواق الخارجية بما فيها السوق الأوروبية و الافريقية ، بعد الانطلاق الفعلي في عملياتها التصديرية المبرمجة لهذه السنة .