269

0

العقائد الدينية في المجتمع الغربي

بقلم المسعود قرار 

إن المخاض الذي أخذته المجتمعات المتنوعة الغربية مع الكنيسة في القرون الماضية، جعلتها تفكر في نمط تسيير خارج الإطار الديني مهما كان وقبول التعايش خارجه لكل الفئات المختلفة حتى يسمح ويفتح للإبداع والتفكير الحر وحرية التعبير بمساعدة تطور المجتمعات وتأسيس دولة رائدة في التقدم والسيطرة على ما تحتاجه البشرية في حياتها اليومية.

يظهر للعالم أن ما تقوم به شعوب الدول الغربية المتقدمة من التنديد على العدوان الإسرائيلي على غزة بالخروج في الشوارع وحمل العلم الفلسطيني والشعارات الرنانة والتصريحات المدوية، يُمكن أن توقِف البرنامج المسطر ويدين الكيان الصهيوني ويعاقبه. هذه الصورة المبهرة ما هي في حقيقة الأمر إلا تكامل لمساعدة وتثبيت وترسيخ قوة الدولة على تنفيذ برنامجها المعد وإعطاء المجال لإظهار نوع من الاطمئنان واحترام حرية الراي لمواطنيها وفتح المجال للتخلص من الانفعالات النفسية المؤقتة والشحنة المكبوتة للتعبير على كل عقيدة دينية او فكرية او نظرية مدسوسة في المجتمع وعبارة عن جهاز لقياس درجة استقرار سياسة الدولة لا غير. ولعل إنهاء مهام وزيرة الداخلية البريطانية سويلا بريفرمان وتعويضها بمن هو أكثر تشددا منها والتصويت النواب البريطانيين بشأن غزة توضيح ذلك، ما هو إلا حق اريد به باطل وتضليل الرأي المغفل إعلاميا في عرض مسرحية على شاشات العالم لفئة من المغفلين وفتح الترخيص لتظاهرات يلتم عليها ذوو النزعة الإنسانية من أفراد أبرياء.

ونرى في الجهة الأخرى المقابلة نزعة إسلامية من شعوب مقيدة تتفاعل صدقا من هنا وهناك في حدود ما يرخص ويسمح به نظامها.

فالصورتان اللتان يعيشهما العالم المخدر اليوم في النزاع الأوكراني مع روسيا واحتلال الأراضي الفلسطينية أو الغزو على غزة، تتجلى في فئة عند نشوب النزاع هبت لها الدول المجاورة بالمساعدة والتكفل في الفنادق الفخمة والدعم بالسلاح والمؤونة لأنهم أهل الحديقة. وفئة أهل الأدغال  يشاهدون المجزرة وينددون فقط لأنهم محرومون من قوة المواجهة العادلة وقد تم إنذار حكامهم من قبل على أساس عدم التدخل.

 هذه من بعض الصور التي تعكس خبايا ما هو مسطر على مقياس ما يجب العمل به في الترتيبات المحضرة حسب معطيات الميدان والزمان والمكان وما يجب إقناع الحكام والشعوب به بتمرير المشروع الجديد الاتي من صديقتنا الهند. فالزوبعة لها أبعادها وايجابياتها وسلبياتها فجاءت هذه الفرصة تحمل المفيد مع الإيجابيات ويبقى في أخر المطاف كيف يكون اجتناب التصادم مع المشروع المعاكس.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services