615

0

الأعمال بالخواتيم

بقلم الأستاذ سيدعلي دعاس 

ها هو رمضان يوشك أن يرحل عنا... وَمَا أَسْرَعَ ذَهَابَ أَيَّامِهِ ولياليه وانْقِضَائِهِ عَلَى الجَادِّينَ وَالمُفَرطِينَ سَوَاء! إلا أن الجادين فيه بالعمل الصالح تبقى آثارُ جِدهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ..... بأن تكون ذخرًا لَهُمْ عِندَ لِقَاءِ رَبِّهِمْ، فَهُمْ عِندَ لِقَاءِ رَبِّهِمْ وَمَوْلَاهُمْ فرحون مسرورون؛ قال تعالى: " وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةً مستبشرة " ..

بخلاف المفرطين، فَأَقَلْ أَمْوَالِهِمْ أَنَّهُمْ تَرَكُوا مَا يُقَرُبُهُمْ إِلَى ربهم ... إن لم يكونوا عَمْرُوا ساعات حياتهم في رمضان بما يسخط خَالِقُهُم عَلَيْهِم. إن عبادة الله - تعالى - لا تنقضي إلا بالموت، فإياكم إخواني أن تَكُونُوا مِمَّن لَا يَجْتَهِدُ إلا في رمضان؛ قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: "وَاعْبُدُ ربك حَتَّى يَأْتِيك اليقين" .

وإذا أردتم إخواني الصائمين الاطمئنان على قبول أعمالكم عند الله - تعالى ؛ فَإِنْ مِنْ عَلَامَاتِ القَبُول أَن يكون العبد بعد رمضان على حال أحسن من خاله السابقة قبل رمضان، وأن يكون راغبا في التزود من طَاعَةِ الله بعيدًا عن الوقوع في المعاصي. والأسف، وَبَعْضَ المسلمين يكون على حالةٍ مُسْتَقِيمة في رمضان... ولكن إذا انتهى شهر الصِّيَامِ عَادَ إِلَى حَالَتِهِ القَدِيمة وسيرته الأولى، فأفسد ما أضلح ونقص ما أبرم.

إخواني أخواتي.... لقد شرع الله لكم في خدام شهرِكُمْ عِبادات تزيدكم من الله فردا و تزيدُكُمْ فِي إِيمَانِكُمْ قُوَّةً وفِي سجل أَعْمَالِكُمْ حسنات ..... ومِن هَذِهِ الأعْمَال صَدَقة الفطر والحكمة من فَرَضِهَا ظَاهِرَةً جدا.

ففيها إحسان الفقراء والمساكين، وتشارك الأغنياء في فرحهم وشرورهم به، وفيها الانصاف بالكرم، وفيها تَطْهِيرُ الصَّائِمِ مِمَّا يحصل في صِيَامِهِ مِنْ نُقْصِ وَلَغَوِ وَإِثم، وَفِيهَا إِظْهَارُ شَكْرٍ نِعْمَةِ الله - تعالى - بإتمام صيام شهر رمضان وَقِيَامِهِ وَفِعْلٍ مَا تَيَسْرَ من الأعمال الصالحة فيه.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services