132

0

الى أطفال غزة فلسطين الشهداء والجرحى والأيتام في يومهم العالمي

بقلم: سعيد بن عياد

مع حلول اليوم العالمي للطفولة الموافق 1 جوان 2025 تنقضي 19 شهرا و4 أيام على حرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في غزة فلسطين حيث قتلت منذ 27 أكتوبر 2023 اكثر من 16 الف طفل فلسطيني، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الحروب من حيث العدد مقارنة بالزمن وكذا الطرق الجهنمية المنتهجة من جيش وحكومة الكيان المستفيدين من تواطؤ حكومات دول غربية مؤثرة في القرار الدولي وشركات متعددة الجنسيات وجدت في العدوان النازي الصهيوني فرصة لتسويق الأسلحة والذخائر واختبار أخرى اكثر فتكا بالمدنيين اولهم الأطفال وتدمير البنى التحتية على أوسع نطاق.

في هذا اليوم يستحق الأطفال في غزة فلسطين وكذا أخوتهم في الضفة الغربية تسليط الضوء على أوضاعهم وابراز مدى المعاناة الصعبة التي يتحملونها في مواجهة ألة التقتيل والتدمير الممنهج الصهيونية، حيث يقفون بهمة الرجال الأحرار والنساء الحرائر كالصخرة الصلبة التي تتكسر عليها مخططات الاحتلال ومشاريع داعميه بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يواصل تجسيد قراره بتحويل قطاع غزة إلى جهنم تاركا مجرم الحرب نتنياهو يواصل ارتكاب جرائم إبادة بأسلحة وقنابل أمريكية ومستشارين من دوائر البنتاغون يشرفون على تأطير حرب الابادة إلى جانب خبراء ومتخصصين في التجسس من بريطانيا انخرطوا مع المرتزقة المجرمين من بلدان أوروبية أبرزها فرنسا يستهدفون الأطفال والنساء في غزة.

في وجه كل أولئك القتلة يقف الأطفال في غزة بشموخ يرسمون لوحات من البطولة والصمود رافعين راية فلسطين خفاقة وسط أرضهم الطاهرة يمنحون المقاومة النفس القوي لمواصلة معركة التحرير باللغة التي تؤلم جيش الاحتلال مهما كانت التضحيات، وهي بحق تضحيات أجيال من براعم الطفولة الفلسطينية الذين يحملون على كاهلهم مسؤولية وطنية وتاريخية تحفظ لهم مكانة عليا في الذاكرة الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي ذاكرة الطفولة في العالم.

مجرم الحرب نتنياهو المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية ومن حوله من القتلة العنصريين وكل مصاصي دماء الأطفال والنساء في غزة يشعرون اليوم بعقدة الهزيمة ليس فقط أمام المقاومة الباسلة بصمودها الاسطوري وتمسكها الشرس بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإنما يعلمون انهم يرتكبون جرائم فظيعة لاانسانية ضد الأطفال بالأساس في محاولة يائسة للنيل من عزيمة قادة المقاومة الميدانيين الذين يشعرون بلا شك بثقل المسؤولية وعظمة القرار الوطني.

وقبل أيام فقط واجه عمار بن جامع مندوب الجزائر بمجلس الامن الدولي في جلسة حول جرائم الابادة المتواصلة بغزة كل الاعضاء يتقدمهم أصحاب حق النقض (الفيتو) الظالم بفظاعة ما يجري في قطاع غزة وبالذات ضد الأطفال المنهكين بعمليات تهجير لا تتوقف وبالحصار الظالم المنافي للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، حيث افحمهم برغع صور تلك الفتاة التي التهمتها نيران قنابل حارقة محرمة دوليا وأطفال نال منهم الجوع والمرض أمام عالم انهارت فيه أدنى قيم الإنسانية مما يجعل اليوم العالمي للطفولة مجرد شعار بلا محتوى بعد أن عجزت المنظومة الدولية تتقدمها منظمة الأمم المتحدة ومجلسها للأمن عن وضع حد لحرب إبادة الفلسطينيين تقتيلا وتجويعا وترهيبا. كما أذرف السفير الفلسطيني الدموع من شدة التأثر بالمحرقة الصهيونية التي تستهدف أطفال فلسطين وسط تبريرات لشراء الصمت الدولي لا يمكن تصديقها زادها حدة انهيار الموقف العربي العاجز حتى عن الدفاع عن مبادرته الهزيمة أمام جشع وابتزاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

غير أن الطفل الفلسطيني باق مصمما على المشاركة الفعلية في صنع ملحمة الصمود يشع من حوله أنوار النصر مانحا رجال ونساء المقاومة الفلسطينية القوة والمناعة لتجاوز الوضع الراهن بكل تعقيداته وتحدياته وصعوباته نحو بلوغ النصر النهائي بالثبات في معركة المفاوضات مع الجانب الأمريكي بالتأكيد ان الحقوق السياسية وااجغرافية والاقتصادية والتاريخية للشعب الفلسطيني ليست في مزاد المقايضة وان المخرج الوحيد هو وقف حرب الابادة وانسحاب جيوش الاحتلال إلى حدود ما قبل العدون وفتح المعابر لدخول مكثف للمساعدات الإنسانية وإشراف منظمات الأمم المتحدة على توزيعها.

وضمن كل هذا الاحتدام في ميدان المعارك وفي المفاوضات يقف الطفل الفلسطيني شاهدا على ملحمة بطولية شهيدا وجريحا وجائعا ومريضا ويتيما ومحروما من التعليم تطارد صوره وصموده مجرمي حرب الابادة وشركائهم والمتواطئين معهم تحت عناوين التطبيع والانتقام والخيانة، سوف يتصورون المشهد بادعاء خدمة الأطفال في العالم والحرص المزيف على حماية حقوقهم البراقة المتضمنة في اتفاقية الطفل.

غير أنه في اليوم العالمي للطفولة لا ينتظر الطفل الفلسطيني شيئا من هذا بقدر ما يتطلع لموقف عالمي يجسد ديناميكية الشارع في كبريات العواصم الدولية حيث لا يتوقف الأحرار عن المطالبة بإنهاء حرب الابادة ووقف تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة والذخائر خاصة المحرمة دوليا ووضع حد للتعاون العلمي مع الكيان خاصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والضغط لإدخال المساعدات الإنسانية وتفعيل حل الدولتين وفقا للشرعية الدولية حتى يستعيد الأطفال الفلسطينيون وسط شعبهم العظيم الحقوق المتضمنة في القانون الدولي. والى أن يتحقق ذلك ألف تحية واكبار لأطفال فلسطين في غزة الصمود والضفة الغربية الجريحة.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services