تساهم المؤسسات الزراعية الناشئة بشكل كبير في تقديم الدعم للقطاع الفلاحي لتمكينه من زيادة الإنتاج وتحسين الإنتاجية ذات الطابع الاستراتيجي، بشكل يسمح له بمواجهة الطلب المتزايد على المنتوجات الفلاحية والتخلص من التبعية الغذائية.

نزيهة سعودي 

 وقد توصلت بعض الدراسات إلى أن المؤسسات الزراعية الناشئة تسعى لمواجهة التحديات التي يواجهها القطاع الفلاحي والمرتبطة بالاستغلال العقلاني للثروات الطبيعية (المياه والتربة)، وكذا انعكاسات التغيرات المناخية على أنظمة الإنتاج وفق الحلول العلمية والإبداعية التي تقترحها المؤسسات الناشئة لبلوغ مرحلة الفلاحة الذكية والمستدامة من أجل تعزيز الأمن الغذائي.

سمير محدب هو مؤسس شركة "أقروطيبة فلاحة "  متخصصة في تطوير الحلول الزراعية و البيولوجية والإيكولوجية بولاية بجاية ، يعمل مع شريك آخر حيث يقومان بتطوير هذه المنتجات، يطمحان لتوسيع الفريق قصد المضي في الإنتاج في أقرب الآجال. 

منذ حوالي خمس سنوات و أصحاب شركة أقروطيبة في تطوير دائم لهذه المنتجات منها تطوير موبيدات الآفات العضوية و محفزات النمو الزراعية، الأسمدة العضوية و الفحم النشط النباتي.

التقت بركة نيوز مع السيد سميرمحدب خلال مشاركته في مسابقة "سيبسا إينوف" حيث قال لنا "جئنا بمشروع جديد يتمثل في تطوير لأسمدة عضوية مصنعة على أساس المخلفات الصناعية و الزراعية من بينها مخلفات معاصر الزيتون و مصانع إنتاج زيت المائدة و تكرير السكر و المخلفات الزراعية و غيرها".

معالجة المخالفات الضارة بالبكتيريا النافعة 

أوضح محدثنا أنه يتم معالجة هذه المخلفات بالبكتيريا النافعة بعد عملية تخمرية حيث تحصلا على منتوج نهائي يتمثل في أسمدة عضوية بيولوجية، مشيراً إلى أن هذا المشروع ذو قيمته إقتصادية من جهة تطوير الزراعة البيولوجية و كذا من الجانب السيكولوجي البيئي.

عن طريق هذا المشروع الرائد في المجال الزراعي يذكر سمير محدب أنه سيتم القضاء على المخلفات التي يتم رميها في الغابات و الوديان مما يسبب مشاكل خطيرة جدا للمياه و البيئة، حيث يقضي على هذه المخلفات التي تمس بالبيئة.

سنة 2019 تحصل المشروع على المرتبة الأولى في مشروع المبيدات و الآفات العضوية، منذ تلك السنة أضحى يشارك في كل الصالونات، كصالون أقروسوف للمواد الزراعية و الأسمدة إضافة إلى معرض مستغانم، كما يسجل حضوره الدائم في معرض سيبسا الدولي للفلاحة في كل سنة.

و في سياق متصل يؤكد محدثنا أن الهدف من خلال المشاركة في كل هذه المعارض هو لفت الإنتباه بتواجد طاقات شبانية تعمل و تطور منتجات و حلول في البلد مع لفت أنظار السلطات بضرورة دعم مثل هذه المشاريع الحيوية و الضرورية للبلاد، و كذا للتعرف على المشاركين و مشاريعهم و قصد الاستفادة من تجاربهم المثمرة.

أما من جهة العراقيل التي تشكل عائقا في سيرورة المشروع يقول مثله مثل باقي المشاريع تتعرض في بدايتها لتحديات عديدة، إلا ان الحل _حسبه_ يكمن في الصبر و المضي قدما و عدم انتظار مساعدة السلطات بل العمل والإجتهاد و من ثم التواصل مع المعنيين لإتاحة الإمكانيات اللازمة للعمل أكثر.

من بين الآفاق مستقبلية التي يسعى أصحابها لتحقيقها يقول محدثنا" بعد إنشاء شركة أڨروطيبة فلاحة نسعى للوصول إلى علامة شركة ناشئة و التقرب لصندوق الاستثمار و مشاركتهم في تطوير هذه المنتجات".

الترويج و التسويق عن طريق منصة إلكترونية 

أما من ناحية رقمنة الشركات واتباع السياسة الجديدة للدولة المشجعة على رقمنة كل القطاعات بما في ذلك القطاع الإقتصادي و الزراعي أشار محدثنا أن اهتمامات شركة اقروطيبة فلاحة موازي لهذه السياسة باعتبارها شركة ناشئة ناشطة في مجال تطوير الحلول الذكية للزراعة البيولوجية.

فمن بين الأهداف التي سطرها أصحاب المؤسسة على المدى المتوسط للتعريف بشركتهم و منتوجاتها الإستعانة بالترويج و التسويق الإلكتروني بمنصة إلكترونية قصد تسهيل و تسريع و إتاحة الفرصة للمتعاملين للولوج الى المعلومات الضرورية و التي تهمهم لإتمام عمليات البيع و التسويق المتواصل لمنتوجاتهم، لذا يرجح  بالقول أن "الذي لا يتأقلم مع متطلبات السوق بما في ذلك استعمال الرقمنة، الذكاء الإصطناعي لن يتقدم خاصة أمام المنافسة الشرسة ".

و في الأخير قدم مسؤول شركة أقروطيبة فلاحة كلمة لكل حامل خاصة الشباب المبتكرين داعياً إياهم بالصبر و الكفاح للوصول إلى مبتغاهم و العمل على رفع التحدي لتطوير مشاريعهم.

الجديد في صالون سيبسا فلاحة الذي شارك فيه  سمير محدب بمشروعه،  "حسب تصريحاته "أنه أصبح متفتح على الدول الافريقية منهم دبلوماسيين و رجال الأعمال ما يسمح بالعمل لتصدير المنتجات كخطوة مستقبلية، كما أنه يجمع كل الشركات التي لها علاقة بالميدان الزراعي و الصناعات الغذائية و تربية المائيات، فهي فرصة لا تعوض لكسب المهارات و التجارب و تبادل الأفكار و البحث عن أسواق و زبائن جدد.